«رشيدة كعواط»تقصف جبهة البوليساريو من بلدية «إيفري سور سين» الفرنسية

 

انتخبت، يوم الخميس الماضي في فرنسا، رشيدة كغواط كمستشارة محلية لبلدية «إيفري سور سين» الواقعة في مقاطعة «فال دو مارن»، في منطقة «إيل دوفرونس»، على رأس ما يقرب من 60 ألف نسمة تقطنها. وناهضت خلال كلمتها بالمناسبة رغبة عمدة البلدية التعاون مع ميليشيات البوليساريو الإرهابية ومد يد المساعدة لها، وهو ما لم تتقبله رشيدة كعواط من جهتها، وتوجهت في كلمتها لإظهار حقيقة ما سمي في المجلس ب»الصديق» الصحراوي.
وقالت رشيدة كغواط إن «المخيمات التي ذكرها زملاؤها على أنها تجمعات إنسانية تتوفر فيها الشروط المناسبة للعيش، ليست إلا تجمعات بشرية تخلو من أي أساسيات للعيش الكريم، وتتجاوز ذلك لمنع تطبيق أو توفير ولو حق بسيط من حقوق الإنسان»، وعلى أنها في نفس سياق حديثها، «ليست إلا مناطق يصعب حتى الحديث عنها بإيجابية لما يعيشه فيها ساكنتها من ذل لا يوصف، وأن التضخيم من إيجابية الموضوع أو تحويل تلك المناطق العشوائية صوريا إلى ما يشبه الجنة لمقيميها»، أمر تعجبت منه رشيدة كعواط.
وذكرت زملاءها الحاضرين في المجلس، أن «ما يصفونه (و هو كذبة ليس إلا) ب»الجمهورية الصحراوية»، ليست إلا كيانا واهنا غير معترف به من أي تكتل دولي يحترم نفسه وفي المقام الأول «الأمم المتحدة» ثم «الاتحاد الأوروبي» وأخيرا من «فرنسا»، والذين لا يعترفون بما يسمى ب»الجمهورية الصحراوية» ولا بمن يقف من ورائها (قاصدة جبهة البوليساريو الإرهابية)، والتي أسست لكيان لا هوية له، سواء أكان ذلك محليا أو إقليميا أو حتى دوليا.
وتستسرل أيضا، أنها لا تزال غير قادرة على فهم الرغبة الملحة من لدن عمدة البلدية في توقيع اتفاق تعاوني واهن، مع ممثل لما تراه (ونحن أيضا) كيانا غير واقعي وغير موجود أيضا، كما الحال في رغبة الأخير وبعض المناوئين له في التعامل مع جهة لا تعترف بها فرنسا، وعن إن ما كان سيوقع أيضا مع الميليشيات الكولومبية إن لزم الأمر؟ مذكرة إياه وغيره بأنه لن ينفع ذلك مع الأخيرة، لا ينبغي له ذلك مع ممثل الكيان الصحراوي الوهمي.
وتساءلت بخصوص النوايا الخفية لعمدة البلدية من ضرورة التوقيع السريع على «اتفاقية الصداقة» هذه بينه وبين ممثل الكيان الصحراوي الوهمي، وعلمها بأنه يمثل البوليساريو فقط، ومن كونه يطمح للانخراط في أعمال إنسانية لا أساس لها من الصحة، يعلم هو وداعموه بأن لها مآرب أخرى تصب في مصلحة من يمثلهم ممثل البوليساريو، ولن تنعكس بشيء من الخير على ساكنة المناطق الصحراوية، وعلى أن عليه الإفصاح عن النية الحقيقية وراء التشجيع على تنفيذ هذه المبادرة، وضرورة توضيح من هم البوليساريو بكل حيادية تستند للمعطيات الحقيقية غير المبهرجة، وليس ما يحاول التصوير له من لدنه.
واستمرت قائلة بأن الحقيقة موجودة أمام أعين الجميع، وأن من تطبلون له على أنه كيان حقيقي يعمل إنسانيا من أجل مصلحة الشعب الصحراوي في تندوف وغيرها، ليس إلا أداة تطمح لاستغلال كل حبة رمل من أجل مصالحهم الشخصية، استناذا للكم الهائل من التقارير غير الحكومية الصريحة حول معاناة الشعب الصحراوي في تلك المخيمات المغيبة في حقيقتها إعلاميا من لدن البوليساريو، أقدمها كان التقرير الخاص ب»دانييل ميتيرون» الذي يعود ل20 سنة مضت !
وواصلت رشيدة كعواط في ذكر كل كبيرة وصغيرة من الصفحة السوداء لهذه الجبهة الإرهابية وتعاملها المشين مع الصحراويين هناك، وما شابه من عمليات اختلاس وسرقة ونهب للممتلكات والمواشي.. وصولا لعمليات التعذيب والاغتصاب والقتل، وغيرها مما لا يصح وصفه إلا ب»جرائم الحرب» في المنطقة، والتي لا يصح إلا معاقبة الجناة عليها، وليس مد يد الصداقة والتعاون معهم ! كما أشارت إلى عديد من الصور والوثائق التي كانت بحوزتها، والتي تشير إلى كم الجرائم التي تقوم بها البوليساريو (من بينها تجنيد الأطفال والاتجار في البشر) متسائلة : هل هم حقا من ترغبون أن نمد يد الصداقة والتعاون إليهم؟
وعرجت بعدها المتحدثة، إلى مساءلة كل من لديه الرغبة في التعاون مع البوليساريو، بسؤال بسيط أسكت الجميع وهو : هل تعلمون أين يقع مكان كل هذه الأحداث والفظائع؟ هل لديكم فكرة عن الموقع الدقيق لمن ترغبون في مساعدتهم على خريطة المنطقة؟، مجيبة : أجزم بما لا يدع مكانا للشك، أنكم تجهلون موقع البوليساريو في خريطة المنطقة، وهذا جلي مما يرتسم على وجوهكم من معالم الحيرة والتعجب والاستغراب ! إذن فكيف لكم أن تتعاونوا مع جهة واهنة لا تعلمون أين تقع حتى؟ متسائلة بشيء من السخرية ممزوج بنبرة غاضبة.
ولتختم كلمتها، بأن من ترغبون (جبهة البوليساريو الإرهابية) في دعمه، لا يوفر لكم حتى المعلومات الضرورية والأساسية عن عدد ساكنته !؟ وأن هذه المعلومة التي يتحفظ عليها منكم، من لدن القائمين على الجبهة، يمنعون تحصيل عدد ساكنة المخيمات والمنطقة منذ ما يزيد عن الأربعة عقود، وليست هذه كلماتي بل هي قادمة من لدن الجمعيات وتقاريرها المختصة بهذا الشأن.. منهية حديثها، بضرورة العمل على تحرير ساكنة المنطقة من بطش هذه الجماعة الإرهابية، بدلا من دعم الأخيرة على حساب ساكنة المنطقة التي تعرف التشريد وهضم الحقوق، وأنها وبالنيابة عن حزبها السياسي لن تكون «شريكة وحزبها» في زيادة تفاقم الوضع غير الإنساني لساكنة المنطقة، وأيضا في هضم حقوقهم ممن يصفون أنفسهم بالأصدقاء !


الكاتب : المهدي المقدمي

  

بتاريخ : 04/07/2022