كشفت إحصائيات رسمية حديثة لمديرية الفداء مرس السلطان أن الموسم الدراسي 2025/2026 يعرف حضورا مكثفا للتلاميذ بالمؤسسات التعليمية، حيث بلغ العدد الإجمالي من التعليم الابتدائي إلى الثانوي التأهيلي حوالي 29 ألفا و120 تلميذا، موزعين بين التعليم العمومي والخصوصي.
وتشير الأرقام إلى أن المديرية تضم 136 مؤسسة تعليمية، منها 67 ابتدائية، و46 إعدادية، و23 ثانوية تأهيلية. ويبقى المثير في هذه المعطيات أن القطاع الخصوصي يستحوذ على أكثر من نصف عدد المؤسسات (52%)، بينما يظل العمومي هو المستقطب الأكبر للتلاميذ، إذ يمثل حوالي 80% من مجموع المسجلين. ففي التعليم الابتدائي مثلا، بلغ عدد التلاميذ 12.758، منهم 7.564 في العمومي و5.194 في الخصوصي. أما في الإعدادي، فقد سجل 8.411 تلميذا، يتوزعون بين 7.292 في العمومي و1.119 في الخصوصي. وفي الثانوي التأهيلي، وصل العدد إلى 7.951 تلميذا، من بينهم 6.829 يتابعون دراستهم في مؤسسات عمومية.
الإحصائيات أبرزت أيضا حضورا لافتا لبرامج التميز، وعلى رأسها برنامج الريادة، الذي استفاد منه 4.792 تلميذا على مستوى الابتدائي و2.767 تلميذا على مستوى الإعدادي. كما عرفت المديرية تسجيل 490 طالبا في مسالك BTS و508 في الأقسام التحضيرية CPGE، وهو ما يعكس اهتماما متزايدا بتأهيل الطلبة لمسارات أكاديمية وعلمية عالية الجودة. أما في التعليم العالي، فقد بلغ عدد الطلبة المسجلين في السنة الأولى 2.582، بينهم 1.487 في مؤسسات عمومية و1.095 في مؤسسات خصوصية، وهو ما يشير إلى نوع من التوازن بين العرضين العمومي والخصوصي في هذه المرحلة.
هذه الأرقام، رغم دلالاتها الإيجابية على دينامية القطاع التعليمي بالمديرية، فإنها تطرح تحديات تتعلق خاصة بالكثافة العددية في المؤسسات العمومية، والحاجة إلى تجويد الخدمات التعليمية وضمان تكافؤ الفرص بين مختلف المسالك. في المقابل، يشكل القطاع الخصوصي رافعة أساسية لتخفيف الضغط عن العمومي، لكنه يظل بحاجة إلى ضبط الجودة وربطها أكثر بأهداف المنظومة الوطنية للتربية والتكوين.
وتؤكد هذه المعطيات أن الفداء مرس السلطان تظل واحدة من أكثر المديريات التعليمية نشاطا وتنوعا في العرض التربوي، حيث يلتقي العمومي والخصوصي في خدمة أزيد من 30 ألف متعلم. ويبقى الرهان الأكبر هو الارتقاء بجودة التعليم وتوسيع برامج التميز لتشمل أكبر عدد ممكن من التلاميذ، بما يتماشى مع الأوراش الوطنية لإصلاح التعليم.