إقلبم الخميسات، إقليم شاسع مترامي اﻷطراف، ويحظى بموقع استراتيجي متميز، حيث تخترقه الطريق الوطنية الرابطة بين غرب المغرب و شرقه، ويزخر، إضافة إلى طابعه الفلاحي، بثروات طبيعية هامة، وطاقات بشرية تعد أساسا ﻹرساء تنمية حقيقية. اﻹقليم يعرف ،حتى قبل الجائحة، حالة من التردي والهشاشة وضعف التجهيزات، ما أثر سلبا على جل اﻷنشطة الاقتصادية : تجارية، حرفية، خدماتية ومهنية.. لشريحة واسعة من سكان اﻹقليم، مما كانت له عواقب وخيمة على اﻷوضاع عامة، تفاقم زاد من حدته الجفاف الذي ساهم في تعميق اﻷزمة، ما أثر على اﻷنشطة الفلاحية وعلى غالبية الفلاحين خاصة أن اﻹقليم فلاحي بالدرجة اﻷولى.
سلبيات ومعيقات
تعاني عاصمة اﻹقليم الخميسات من عدة ظواهر سلبية ومعيقات، منها التسول الذي انتشر بشكل مقلق، معضلة الباعة الجائلين والفراشة، مما يؤدي إلى احتلال الملك العمومي وعرقلة حركة المرور، غياب الاستثمار الموفرلفرص العمل للمعطلين، حيث تصميم تهيئة المدينة لم يأت بما كان منتظرا منه من حيث إنعاش الشغل قصد امتصاص العطالة المرتفعة، نقص كبير في التجهيزات، فأزقة العديد من اﻷحياء غير معبدة وكنموذج زنقة 9 أبريل الكائنة بتجزئة الورود، التي نظم سكانها قبل أسابيع وقفة احتجاجية عند مدخلها رافعين لافتة تضمنت مطالبهم بتعبيدها ن حيث طال اﻹنتظار مدة 20 سنة، إلا أن التسويف والتماطل حالا دون ذلك. هذا الزقاق الذي يحمل تاريخا ذا دلالة وطنية.
الطريق المؤدية إلى المكان المعروف ب «بين الويدان «بجماعة سيدي علال المصدر، توجد في حالة كارثية، حيث تآكلت بشكل كبير ، مما يعيق حركة المرور ويلحق اﻷضرار بالعربات واﻵليات التي تمر بها. أحياء عشوائية تستوجب إعادة هيكلتها في أسرع وقت بعد عملية الهدم مراعاة لوضع سكانها اﻹجتماعي المتدني.
في ما يخص المجال اﻷخضر، فغابة المقاومة ومنتزه 3 مارس اللذان يعدان جزءا من ذاكرة المدينة، يوجدان في وضع مترد، وتتطلبان اﻹهتمام والتهيئة وانتشالهما من الحالة الحالية، حيث يعتبران فضاءين يلجأ إليهما السكان قصد الراحة والترويح عن النفس خاصة في فصل الصيف حيث تتميز المدينة بارتفاع الحرارة.
مطالب ملحة
من المطالب الملحة لساكنة المدينة واﻹقليم، توفير نواة جامعية قصد التخفيف عن التلاميذ المقبلين على ولوج التعليم العالي وعائلاتهم التي أغلبها لا طاقة لها لتحمل نفقات التنقل واﻹقامة بالمدن الجامعية (الرباط، القنيطرة، مكناس)، هذا الموضوع تداول في شأنه المجلس اﻹقليمي في دورته العادية لشهر يناير 2020، وقيل أثناءها أنه تم تخصيص 15 هكتارا تابعة لأملاك الدولة، وهناك موافقة نهائية، وتم تقويم العقار.. لكن؟. ويبقى التوزيع غير العادل للمعرفة بالجهة حيفا في حق الخميسات.
– التسريع بإنهاء أشغال المستشفى الجديد بالمدينة وتجهيزه بالمعدات الضرورية و الموارد البشرية اللازمة قصد وضع حد للمعاناة الصحية للساكنة، مرفق تم التداول في شأنه خلال مجموعة ملتقيات سابقة وكان من بين الملاحظات أنه بني بمكان تركد به المياه، وحاليا يوجد على بعد أمتار منه مستنقع تتجمع فيه مياه عادمة تنبعث منه روائح نتنة، مياه قادمة عبر قناة محاذية للطريق السيار الرباط ، فاس.
– الحفاظ وحماية ذاكرة المدينة الجماعية، واﻹبقاء على مجموعة معالم تاريخية، مدرسة اﻷطلس في وضع مأساوي، الكنيسة (خضعت ﻷشغال التهيئة)، سينما مرحبا، مركز اليونسكو… البيوتات العتيقة التي تحول العديد منها بعد الهدم مع اﻷسف وأقيمت مكانها عمارات، مآثر تاريخية خارج المدينة ساء حالها وتسير نحو اﻹندثار؟
– اﻹهتمام بجمالية المدينة وفضاءاتها الخضراء ونظافتها.حماية المنتجع الطبيعي بحيرة ضاية الرومي (15 كلم جنوب الخميسات) من كل ما قد يلحق بها من أضرار، وهي التي يفد عليها الزوار من الخميسات ومن خارجها.
إن الخميسات وجب تمكينها من حقها في التنمية الكفيلة بوضع اﻷسس الحقيقية لرفع الهشاشة والقضاء على اﻹقصاء اﻹجتماعي بمختلف مظاهره.