رواية «البحر الأسود المتوسط» انكسارات غائرة في الذات الفردية والجمعية

يرصد الروائي والمسرحي هزاع البراري في روايته»البحر الأسود المتوسط» الصادرة أخيرا عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، الانكسارات والتشوهات التي أصابت إنسان المنطقة.
وتتجول الشخصيات في حوض البحر الأبيض المتوسط الشرقي منه، والجنوبي بشكل أساسي، ليمتد مسرح الرواية على رقعة واسعة من شواطئ البحر الأبيض، وتقع هذه الشخصيات تحت نتائج تحولات جذرية وانكسارات غائرة في الذات الفردية والجمعية، مستجيبة بذلك لحالة التشظي الكبرى التي عانت منها المنطقة، من ويلات حروب محلية وإقليمية لا تتوقف.
الرواية تنتصر للحالة الإنسانية أو المجتمعية بعيدا عن السياسة وتعقيداتها ومنعطفاتها الكثيرة، فيكون الفرد أو المجتمع هو البطل الحقيقي، وصاحب الحضور الطاغي في الرواية. كما أن التاريخ الشخصي لعدد من هذه الشخصيات يستدعي مفاصل مهمة من تاريخ المنطقة منذ نكبة 1948 ونكسة 1967 وأحداثا من الحرب اللبنانية منذ أواخر سبعينيات القرن الماضي.
تأتي «البحر الأسود المتوسط» بوصفها حالة بحث وتقصٍّ في كل هذه التشوهات وحالات الانكسار الخاصة والفردية، التي تقرأ اجتماعيا وإنسانيا، مما يدفع القارئ لاتخاذ موقف ما من كل ذلك، وأن يرى من خلال الأحداث الإنسانية اليومية، ومن خلال تتابع مصائر هؤلاء الناس في شرق البحر الأبيض وجنوبه مدى الخراب المتراكم منذ عقود طويلة وحتى يومنا هذا، بالتالي هي رواية أدبية بالأساس، وليست بحثا تاريخيا، أو توثيقا علميا بحتا وإن كان هذان العاملان يظهران في خلفية الأحداث.


بتاريخ : 02/09/2024