كان تقديم رواية الكاتبة المغربية زينب مكوار، نهاية الأسبوع الماضي، في مقر منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) في باريس، بمثابة صرخة لإنقاذ الحياة المجالية بجنوب المغرب وظاهرة الجفاف التي تهدد الحياة القروية والأنشطة الزراعية المرتبطة بها، هذه الصرخة تمت في إطار عمل روائي ، وهي روايتها الثانية التي يمكن ترجمتها «»تذكر النحل» (Souviens-toi des abeilles) الصادرة عن دار النشر «غاليمار»، وهي رواية تحكي عن المجال البيئي بجنوب المغرب والتهديد الذي يطال النحل الذي اصبح مهددا بالانقراض بفعل الجفاف وعوامل أخرى، وكذا الحياة القروية من خلال العلاقة بين طفل وجده والحوار بينهما بين حفظ الذاكرة ومن أجل المستقبل,.
هذه الرواية التي كتبت بأسلوب شعري تثير قضايا البيئة والتحولات المناخية من خلال حياة عائلية قروية، فهي تطرح قضايا معقدة تهدد المجال البيئي بالمغرب من خلال حياة قرية وعائلة ومن خلال الطفل أنير وعلاقته بجده . وتحكي الرواية القصة المشوقة لهذا الطفل البالغ من العمر عشر سنوات الذي يعيش في جنوب المغرب، والذي يحب الاستماع إلى حكايات جده، خاصة تلك التي تتحدث عن «منحل انزركي» أو (le Rucher du Saint)، وهي حكايات تعكس التحول المناخي الذي تعرفه هذه المناطق وهذه الأرض التي أصبحت تطرد أصحابها بفعل الجفاف والتحول المناخي الذي يعرفه المغرب كما تعاني منه عدة مناطق من العالم.
وكان الحديث عن منحل انزركي باليونيسكو فرصة لإثارة الانتباه إلى هذا التراث البيئي المهدد بالاندثار بفعل الجفاف والتحول المناخي.
وفي كلمة لسفيرة المغرب بفرنسا سميرة سطايل في افتتاح هذا اللقاء، الذي تخلله عرض وثائقي عن هذا المنحل الذي يوجد بإحدى القرى جنوب المغرب، أشادت سيطايل بموهبة الروائية زينب مكوار التي من خلال كتاباتها التي تسلط الضوء على هذا الموقع المدهش الذي لا يعرفه الكثيرون، ولكنها تشير بشكل أكبر إلى «ضرورة مواجهة التغيرات المناخية التي تؤثر علينا وتضعف أنظمتنا البيئية».
وأردفت السفيرة أن «منحل انزركي، الموجود في قلب قصتها، يعد مكانا ساحرا ومحملا بالرموز. قلة من الناس يعرفونه، ومع ذلك فهو يعتبر أكبر منحل تقليدي في العالم، وربما الأقدم. يقع في جبال الأطلس، وهو كنز حقيقي للتراث الأمازيغي. إنه لا يمثل فقط مهارة تقليدية، ولكنه أيضا رابط ثمين جدا بين الإنسان والطبيعة والزمن».
وأضافت سطايل «مع الأسف، شهد المنحل خلال السنوات الأخيرة تدهورا شديدا وهجرة غير مسبوقة للنحل».
وعبرت سيطايل عن قلقها قائلة: «إن هذا المنحل مهدد بالاندثار تحت وطأة التغير المناخي. ومع ذلك، يبقى رمزا للأمل والذاكرة الجماعية»، معبرة عن أملها في أن يتم إدراج موقع انزركي ضمن التراث العالمي لليونسكو، مما «سيكون اعترافا بقيمته الثقافية والتاريخية والبيئية، وأداة حاسمة لحمايته».
وأعقب عرض الرواية نقاش مهم حول دور الأدب في التحسيس بقضايا البيئة في هذا اللقاء الذي نظمه السفير الممثل الدائم للمغرب لدى اليونسكو، سمير الدهر، وسفيرة جلالة الملك في باريس، سميرة سيطايل، بحضور ثلة من الشخصيات البارزة من مختلف المشارب الدبلوماسية والثقافية والإعلامية.
هذه المناقشات التي أدارتها الصحفية مريم بونعفة (من فرانس أنفو)،وقدم لها الصحفي محمد حفيظي من القناة الثانية.
الروائية زينب مكوار من خلال روايتها الجديدة «تذكر النحل « اختارت التحدث عن «حب الأمومة» من خلال نظرة طفل حالمة «شاهد على الأرض التي تجف والنحل الذي لم يعد يسمع طنينه «، في إشارة إلى «الأرض الأم التي لم تعد تمنح الغذاء وسبل العيش «، وذلك على خلفية التغير المناخي الذي يشهده المغرب كباقي بلدان العالم..
هذه الرواية الأخيرة لزينب مكوار مرشحة لنيل جائزة «جان جيونو» 2024.
رواية Souviens-toi des abeilles .. صرخة زينب مكوار باليونسكو لإنقاذ الحياة القروية بالمغرب
الكاتب : باريس :يوسف لهلالي
بتاريخ : 02/10/2024