ألقى روحي فتوح، رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، كلمة مؤثرة خلال افتتاح أشغال المؤتمر الوطني الثاني عشر لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذي انعقد بمدينة بوزنيقة يوم الجمعة 17 أكتوبر 2025، بحضور عدد من الشخصيات السياسية المغربية والدولية.
استهل فتوح كلمته بتحية الأخوة والنضال المشترك، ناقلاً تحيات فخامة الرئيس محمود عباس، رئيس دولة فلسطين ورئيس حركة فتح، وتحيات حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح» قيادة وكوادرا، كما نقل تحيات الشعب الفلسطيني في القدس الصامدة وغزة المكلومة والضفة الغربية التي تعاني من تغول المستوطنين.
وأعرب فتوح عن تقديره العميق لحزب الاتحاد الاشتراكي على مواقفه الثابتة والداعمة لنضال الشعب الفلسطيني، مؤكداً أن مواقفه النبيلة تعكس أصالة العلاقات الأخوية بين الشعبين المغربي والفلسطيني. كما عبر عن شكره وتقديره لمواقف المملكة المغربية بقيادة جلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، مثمنا دعم المغرب الدائم للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، كما وجه تحية تقدير للشعب المغربي الحر الأبي.
وثمّن المسؤول الفلسطيني عاليا الدور الكبير الذي تقوم به وكالة بيت مال القدس الشريف، الذراع التنفيذي للجنة القدس، تحت توجيهات جلالة الملك محمد السادس، من خلال جهودها في تعزيز صمود الفلسطينيين في القدس، إضافة إلى المساعدات الإنسانية والطبية العاجلة الموجهة لقطاع غزة.
وأكد فتوح أن حضور الوفد الفلسطيني في هذا المؤتمر الموقر يعبر عن عمق العلاقات التاريخية التي تربط الشعبين المغربي والفلسطيني، وعن وحدة المصير والقيم المشتركة في الدفاع عن الحرية والعدالة الاجتماعية وكرامة الإنسان، مضيفاً أن المؤتمر يجسد روح النضال والديمقراطية والتقدم التي توحد مسار الشعبين في مواجهة التحديات.
وفي معرض حديثه عن الوضع الراهن في فلسطين، أوضح فتوح أن المؤتمر يأتي في ظل ظروف هي الأصعب في تاريخ الشعب الفلسطيني، حيث يتعرض الوجود الفلسطيني لـ»عدوان شامل وإبادة جماعية متواصلة في قطاع غزة»، تسببت في استشهاد عشرات الآلاف من الأبرياء وتدمير البنى التحتية والمساجد والجامعات والمساكن والمصانع، إضافة إلى حرمان المدنيين من الغذاء والدواء والماء في حرب تجويع ممنهجة تهدف إلى تهجير الفلسطينيين من وطنهم.
وأشار فتوح إلى أن الضفة الغربية والقدس ليستا بمنأى عن هذا العدوان، حيث تتواصل سياسة الاحتلال من قتل واعتقالات ومصادرة أراضٍ وتوسيع استيطان، في انتهاك صارخ للقوانين الدولية وقرارات مجلس الأمن، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني يعيش تحت نظام فصل عنصري متكامل الأركان يهدف إلى تهجير الفلسطينيين وطمس هويتهم الوطنية.
ورغم كل هذه المعاناة، شدد رئيس المجلس الوطني الفلسطيني على أن الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات موحد في مواجهة العدوان والظلم، ومتماسك في نضاله خلف قيادته الشرعية الممثلة في منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني. وأكد أن الوحدة الوطنية ليست خياراً ظرفياً بل ركيزة الوجود الوطني وضمانة استمرار الكفاح نحو الحرية والاستقلال.
كما جدد فتوح تمسك فلسطين بالقانون الدولي والشرعية الدولية باعتبارهما الإطار الوحيد لتنظيم العلاقات بين الشعوب والدول، مشدداً على أنه لا بديل عن العدالة، فهي السلاح في وجه الاحتلال ووسيلة تحقيق الحقوق الفلسطينية غير القابلة للتصرف، وعلى رأسها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران 1967، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
وأكد المتحدث أن العدالة لا تتجزأ، وأن دعم فلسطين هو دعم للقيم الإنسانية العالمية، موجهاً تحية شكر وتقدير إلى كل الدول والأحزاب والقوى الحرة التي وقفت إلى جانب الحق الفلسطيني، واعترفت بدولة فلسطين، وإلى الدول التي تقف في وجه العدوان والإبادة الجماعية.
وفي هذا السياق، ثمن فتوح الجهود الدولية المبذولة لوقف الحرب، مشيداً بـ»جهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء القتال وضمان الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين والمحتجزين الإسرائيليين»، وكذلك بـ»المبادرة المشتركة التي يقودها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في الأمم المتحدة»، الهادفة إلى إعادة إحياء المسار السياسي القائم على حل الدولتين وتحقيق السلام العادل والشامل.
وأكد أن الهدف من هذه المبادرات هو حماية رؤية المجتمع الدولي القائمة على حل الدولتين: دولة فلسطين الحرة المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية إلى جانب دولة إسرائيل، في إطار سلام عادل وشامل ودائم قائم على حسن الجوار.
وأضاف فتوح أن السلام الحقيقي لن يتحقق إلا بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، مؤكداً أن الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم لن يُبنيا على أنقاض المظلومين، بل على العدالة والمساواة واحترام القانون الدولي.
واختتم كلمته بالتأكيد على أن فلسطين، رغم كل الجراح، ستبقى صامدة وباقية، وأن شعبها سيواصل نضاله حتى نيل الحرية والاستقلال. كما جدد تقديره العميق لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وتمنى النجاح لمؤتمره الوطني في تعزيز مسيرة النضال من أجل الديمقراطية والتقدم والعدالة الاجتماعية، معبراً عن تمنياته بالازدهار للمملكة المغربية بقيادة جلالة الملك محمد السادس حفظه لله.
روحي فتوح في المؤتمر الوطني الثاني عشر للاتحاد الاشتراكي:السلام الحقيقي لن يتحقق إلا بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة

بتاريخ : 19/10/2025