ريبورتاج عن شغف سعودي بنمط الحياة الامريكية

خلال إقامته في ولاية تينيسي الأميركية على مدى تسع سنوات، اعتاد السعودي فهد على تناول كعكة الدونت والقهوة لدى دانكن دونتس يوميا..لم يتغير شيء بعدما عاد إلى بلاده.
يقول مهندس الميكانيك البالغ 31 عاما والمقيم في الرياض «عندما عدت إلى هنا، الحمد لله، كان نفس المقهى ونفس الطلب موجودين أيضا».
ويتابع بارتياح واضح «بدأت أعيش نفس نمط الحياة هنا كما كنت أعيش في أميركا».
تضم المملكة السعودية أكثر من 600 فرع لدانكن دونتس يقدم خدماته يوميا لنحو 250 ألف شخص من أصل 35 مليون نسمة عدد سكان البلاد، وفقا لسلسلة المطاعم الأميركية.
ومع أن السعودية تعكس صورة مجتمع محافظ وتقليدي، إلا ان نمط الحياة فيها متأثر بالشركات الغربية، وخصوصا الأميركية منها.
تنتشر سلسلة مطاعم «بافالو وايلد وينغز» و»تشاك-إي-تشيز» و»ستاربكس» في مراكز التسوق فيما تصطف على جانبي الشوارع سيارات الدفع الرباعي والشاحنات الأميركية الضخمة.
منذ تصافح الملك عبد العزيز بن سعود والرئيس فرانكلين روزفلت على متن سفينة حربية أميركية في قناة السويس خلال الأشهر الأخيرة من الحرب العالمية الثانية، ارتبطت الدولتان بعلاقات وثيقة.
على مدى العقود التالية، وفرت الولايات المتحدة الحماية العسكرية للمملكة في مقابل أفضلية الوصول إلى احتياطياتها النفطية الهائلة.
والريال السعودي مربوط بالدولار الأميركي، وقد زار رؤساء الولايات المتحدة المملكة الخليجية بانتظام، وبينهم دونالد ترامب الذي من المقرر أن يقوم بأول زيارة خارجية رئيسية له في ولايته الثانية إلى الرياض في الأيام المقبلة.
لكن العلاقة الوثيقة بين الرياض وواشنطن واجهت فترات عصيبة، بما في ذلك الحظر النفطي في سبعينيات القرن الماضي، وهجمات الحادي عشر منسبتمبر التي نفذها خاطفون أغلبهم سعوديون، وقتل الصحافي جمال خاشقجي بطريقة مروعة في 2018.
لكن الروابط القائمة بين البلدين، بما في ذلك شغف السعوديين بالطعام الأميركي والسيارات والأفلام، لا تزال قوية حتى مع حملة قوية لمقاطعة البضائع الأميركية ضربت المنطقة إبان نشوب الحرب بين إسرائيل وحماس.
وتقول دلال عبد العزيز (28 عاما) لوكالة فرانس برس إن «الشيء الوحيد الذي لا نختلف عليه أبدا هو الذهاب إلى مطعم أميركي، وخاصة مطعم بافلو وايلد وينغز»، مؤكدة أن أجنحة الدجاج أصبحت الآن من بين أطباقها المفضلة.
وتتابع بحماسة «ستجد مطاعم أميركية في كل حي هنا. نتناوله (الطعام الأميركي) أسبوعيا، تقريبا مثل الطعام السعودي».
يتفق الطالب خالد سلمان الدوسري مع هذا الرأي، قائلا إنه من الصعب العثور على شارع واحد في السعودية يخلو من علامة تجارية أميركية.وأضاف الشاب البالغ 21 عاما «أصبحت منتجات الشركات الأميركية جزءا لا يتجزأ من يومنا».
ورغم تواجد الكثير من الشركات الأميركية في السعودية منذ عقود، إلا أن رؤية 2030، الخطة الرامية لتنويع الاقتصاد السعودي المرتهن بالنفط، مهدت الطريق لمزيد من الاستثمارات.وقد شهدت الخطة استثمار السعودية في مجموعة طموحة من المشاريع الترفيهية، بما في ذلك الأحداث الرياضية والحفلات الموسيقية وعروض المصارعة المحترفة، ما يتيح للمواطنين الاستمتاع بطرق لم تكن ممكنة قبل سنوات قليلة.ويقول أندرو ليبر من قسم العلوم السياسية في جامعة تولين «أظن أن الكثير من الأميركيين سيذهلون بمدى انتشار العلامات التجارية الأميركية في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية».
وساعد توافر وسائل الراحة المعتادة بالولايات المتحدة، عشرات آلاف الأميركيين العاملين في المملكة على التكيف مع الحياة على ب عد آلاف الكيلومترات من وطنهم.
يقول جوشوا دانينغ وهو مطور أعمال أميركي (36 عاما) يعمل في شركة تقنية سعودية «ي ذك رني هذا المكان دائما بالوطن، وي بقي على تلك الصلة بالأماكن التي زرتها منذ صغري».
ويتابع «رؤية هذه الأماكن والمنتجات (الأميركية) هنا في السعودية، تعيدني إلى ذكريات جميلة».


بتاريخ : 10/05/2025