«ريشة وفن» تستضيف كاتب «ذاكرة المدني بآنفا بارك» لتوفيق الوديع والمترجم سعيد عاهد

 

شهد الفضاء الثقافي «روديو»، الكائن بحي الوازيس بمدينة الدار البيضاء، مساء السبت 14 يونيو الماضي، أمسية أدبية متميزة نظمتها جمعية «ريشة وفن»، خصصت لمناقشة رواية «ذاكرة المدني بآنفا بارك» للكاتب توفيق الوديع، الصادرة في نسختيها العربية والفرنسية.
اللقاء حضره مؤلف الرواية، إلى جانب الصحافي والمترجم سعيد عاهد، وأدارت فقراته عضوة الجمعية، هند لطفي، في جو حميمي جمع بين الأدب، الفن، والذاكرة.
وقد تميزت التظاهرة بحضور عدد كبير من أصدقاء الكاتب، ومجموعة من المهتمين بالشأن الثقافي، حيث شكل اللقاء مناسبة لتبادل وجهات النظر حول قضايا الترجمة وأساليبها، بالإضافة إلى الغوص في مضمون الرواية التي تؤرخ لمرحلة دقيقة من تاريخ مدينة الدار البيضاء.
في كلمتها الافتتاحية، رحبت هند لطفي بالحضور، وقدّمت قراءة مختارة من نصوص الرواية بأسلوب يحمل لمسة مسرحية، قبل أن تعرف الحضور بالكاتب توفيق الوديع، مشيرة إلى رمزيته العائلية، باعتباره نجل المناضلة الراحلة ثريا السقاط والمناضل محمد الوديع الأسفي وشقيق الكاتب والمناضل صلاح الوديع. كما لم تغفل التوقف عند مسار سعيد عاهد، الذي وصفته بأحد أعلام الصحافة المغربية، وكاتبًا وشاعرًا ومترجمًا متعدد الأسماء، و»لكن الأحب إليه»، كما قالت، «هو لقب الجديدي، رغم تحفظه على التصنيفات النمطية»
وفي تصريح خاص لجريدة «الاتحاد الاشتراكي»، أوضحت هند لطفي أن جمعية «ريشة وفن» تحتفل بمرور عشر سنوات على تأسيسها، مؤكدة أن الجمعية تشتغل على تنوع ثقافي حقيقي، من خلال تنظيم معارض فنية، ولقاءات أدبية وشعرية، يحتضنها المقهى الأدبي «روديو»، الذي يُعد مقرًا للجمعية، وأضافت أن أنشطة الجمعية تمتد إلى مدن مغربية أخرى، من بينها مراكش وتارغيست، حيث نظّمت مؤخرًا معرض «نورانيات» بفضاء المكتبة الوسائطية التابعة لمسجد الحسن الثاني بالدارالبيضاء، كما تشارك بانتظام في فعاليات تنظمها مقاهٍ ثقافية.
وأبرزت لطفي أن توجه الجمعية نحو التنقل بين الفضاءات الثقافية المختلفة، نابع من إيمانها بمبدأ «القرب الثقافي»، وحرصها على كسر الطابع النخبوي الذي يميز غالبًا المجال الثقافي، إذ تسعى الجمعية إلى جعل الثقافة والفن في متناول الجميع، لا سيما المواطن العادي. وأكدت أن اهتمام الجمعية بأدب السجون ليس وليد اللحظة، بل يعود إلى خمس سنوات، حيث اعتادت الجمعية إحياء مناسبات مرتبطة بحقوق الإنسان، كمحطة للانفتاح على نصوص ذات عمق مجتمعي وإنساني.
من جهته، أعرب الكاتب توفيق الوديع عن سعادته بهذا اللقاء الذي وصفه بـ»الخاص»، نظرًا لتفرده من حيث المكان والسياق، موضحًا أن الفضاء الذي احتضن اللقاء يوجد في الحي ذاته الذي شهد أحداث روايته. وقال توفيق الوديع: «على بعد زقاقين من هنا تم اختطاف والد البطل الرئيسي في الرواية، وعلى مقربة، في شارع عبد الرحيم بوعبيد، مورست أعمال عنف على البطل نفسه»، واسترسل مشيدا بمقر الجمعية «ريشة وفن»، الذي تعرف عليه من خلال تنقلاته عبر محطة قطار الوازيس المجاورة، حيث جذبه الفضاء لعرضه كتبًا ولوحات فنية بطريقة تفاعلية مع الزوار. وأضاف أن ما يميز الجمعية هو أن أعضاءها مبدعين، ولانفتاحها على الأعمال الأدبية باللغتين العربية والفرنسية، واهتمامها بالمضامين المرتبطة بالذاكرة والتاريخ المغربي
اللقاء تخللته فقرات موسيقية أداها الفنان جعفر غرابي، الذي عزف مقطوعات مميزة من بينها أعمال مارسيل خليفة، وتفاعل معها الحضور بحرارة.
وفي حديث لجريدتنا، صرّح غرابي، المنحدر من مدينة سطات، بأنه يتعاون مع جمعية «ريشة وفن» على مستويات متعددة، كمصورٍ لبعض فعالياتها، وعازف على آلة العود، بالإضافة إلى كونه فنانًا تشكيليًا، سبق أن شارك في معرض «نورانيات» بثلاث لوحات تشكيلية ، وأشار إلى أن له لوحات معروضة بشكل دائم في فضاء «روديو»، من بينها لوحة عزيزة على قلبه، كونها أول ما رسمه، وتستلهم أجواء منطقة الشاوية وموسم التبوريدة، التي قال إن الخيل فيها ترمز بالنسبة له إلى الخير والطاقة الإيجابية.


الكاتب : سهام القرشاوي

  

بتاريخ : 30/06/2025