يَطِيبُ لِلرَّاعِي؛ حَيثُ أَصْدَاءٌ غَائِرَةٌ تَهِيمُ،
فِي أَرْضٍ مَنْفِيَّةٍ؛ أَنْ يَلْقُطَ ثَرْثَرَةً.
هُوَ رَقِيبٌ … يُمَكِّنُ مَاءَ الْعَطَشِ
الْأبَدِيِّ
لِلْمَوْتَى.
أَعْدَادُهُمْ لَا تَنْتَهِي، وَعَارِيَةٌ أَرْوَاحُهُمْ،
يَنْشَقُونَ جُذُورَ الْآسِ وَيَبَسَ الْجَرِيدْ،
يَتَوَاطَؤُونَ مَعَ أَحْلَامِهِمْ،
أَقَاصِي الِّليمْبُوسِ؛ أَعْرَافٌ لِكُلِّ وَلِيدْ،
إِلَيْهَا يَلْجَأُ مَنْ إلَى الشِّعْرِ سَعَى؛
صَغِيرًا؛
وَنَفَاهُ الْكَبِيرُ !!
صَاحَ الرَّاعِي يَعْتَذِرُ التَّأَخُّرَ
عَنْهُمْ،
هُمْ يَجْهَلُونَ تَبْرِيرَ حُضُورِهِ الْيَوْمِيِّ.
نَبِيلٌ، كَرِيمٌ،
يُرَتِّبُ خَيَالَهُ أَمَامَ صَمْتِهِمُ الدَّهْرِيِّ،
لِيَفْهَمَهُمْ.
يَرْسُمُ
تُخُومَ
الْمَشْهَدْ:
اَلدُّرُوبُ سُفْلِيَّةٌ، مُشْتَرَكَةٌ؛ لَا يَعْلَمُهَا أَحَدْ !!
وَمَنْ أعْلَنَ رَايَةَ النِّسْيَانِ؛ مَاضِيهِ يَتَذَكَّرْ.
وَالرَّاعِي،
يُحَادثُ نَفْسَهُ، جَمِيعاً يُحَادِثُهُمْ،
هُمْ لَا يَثُورُونَ، هُمْ؛
حِينَ لَا يُلَبِّي مَطَالِبَهُمْ،
فِي حَدَائِقِهِمُ السِّرِّيَّةِ، تَنَامُ الْقِطَطُ،
وَلَا يَكَادُ لَيْلٌ يَمْضِي،
حَتَّى
يَحُلَّ
آخَرُ.
لَا يُبَاغِتُهُمُ الْأَمْرُ…
لَيْلُهُمْ أَبَدِيّ.
فَالْحِكْمَةُ فِي الذَّهَابِ،
حِينَ تَغْفُو النُّجُومْ !!
قَدْ أَخْبَرُوا الرَّاعِي
عَنْ حَقَائِقَ لِلتُّرَابِ،
هِيَ لِلْفَرَحِ خَزَائِنُ
وَهِيَ لِلدَّمْعِ عُلَبْ،
اَلرَّاعِي يَسْخَرُ،
يَقُولُ: لَا أَحَدَ فِي النِّهَايَةِ يَنْجُو،
هَكَذَا، وَ بِلَا سَبَبْ.

