زاد من حدّتها الخصاص في الماء الشروب .. إقليم إيغرم مشاكل بالجملة في التعليم والصحة والرياضة

 

تطرح صعوبات التعليم العديد من المشاكل في إيغرم بإقليم تارودانت من أجل توفير بنية تعليمية حاضنة لكل بنات وأبناء المنطقة، وخاصة على مستوى ثلاث جماعات نموذجا، جماعات والقاضي – النحيت –تيسفان، إذ وبخصوص موضوع التعليم الإعدادي، عقدت هذه الجماعات شراكة مع مديرية التعليم بتارودانت سنة 2015 بعد أن وفر أحد المحسنين وعاءا عقاريا من هكتارين، الذي حفظه وسلمه لمديرية التعليم، وتم عقد اجتماعات في المديرية، في العمالة، وفي الأكاديمية، وها نحن نشارف على توديع سنة 2025 ، ولا يزال الوضع على حاله، لا من مجيب، مع العلم أن مركز والقاضي الآن تتوافد عليه أسر عمال منجم تيزيرت للذهب والنحاس التي تقدر بأكثر من ألف أسرة بأبنائها طبعا، ولم يتدخل لا المجلس الإقليمي ولا المجلس الجهوي فالأعضاء المتواجدون في المجلسين يعتنون فقط بجماعتهم وبمشاريعهم.
معضلا اجتماعية لا تقف عند حدود الواقع التعليمي فقط، فقد سمعنا وقرأنا خبر تخصيص ثمانمائة ملعب للقرب لجهة سوس ماسة، لكن بعد توزيعها لم تحظ الجماعات الثلاثة والقاضي النحيت تيسفان ولو بملعب واحد للقرب، مما رفع من استياء عشرات الشباب الذين توافدوا على قراهم لقضاء عطلة الصيف، إضافة إلى المستقرين في المنطقة ممن ألفوا قضاء أوقاتهم في لعب الورق، دون إغفال إشكال اتساع دائرة التخدير التي وصلت إلى أعلى جبل وأبعد قرية، وقد سجلنا في هذا الإطار انتحار ثلاثة من شباب جماعة النحيت كنموذج لغيرها.
أما في المجال الصحي، ففي قرية أنامر جماعة حد اماون دائرة ايغرم، تعرضت امرأة مسنة بتاريخ 22/08/2025 للدغة العقرب وأخذت تصرخ، تستنج،د وتستغيث، لكن لا مغيت، في ظل غياب سيارة إسعاف بل وحتى سيارة عادية، لأن الطريق المؤدي إلى هذه القرية لا يصلح إلا لسير الدواب، وكيف بالسيارة لماذا ؟ لأن سكانها فقراء ولو تواجد فيها رجل أعمال أو رجال أعمال لكانت كلمتهم مسموعة ولتم تعبيد الطريق، وللعودة إلى الملدوغة فقد تغلبت على الألم بصراخها وصبرها، وبما اعتادت الساكنة أن تعالج به هذه الحالات من أعشاب محلية وغيرها.
ولأن المعضلات هي بالجملة، فإن أزمة الماء الشروب في هذه المنطقة كنموذج تطرح نفسها بإلحاح، فمن كانت لديه إمكانيات يقوم بشراء «صهاريج مائية» لأسرته، بالمقابل تبقى «الصهاريج» قليلة التي تساعد بها السلطة القرى التي لا بئر ولا عين ماء لديها. ومن بين المواضيع المثيرة للتساؤل ما يتعلق بناقلة ماء شروب مهداة من السفارة اليابانية، التي وصلت إلى الجماعة بتاريخ 29-09-2000 والتي كانت تزود الساكنة بالماء بمبلغ في متناول الجميع، لكن منذ 2016 لم تعد تظهر سوى مرة في الأسبوع، أو مرتين في الشهر، ولا من يجيب عن أسئلة الساكنة المحتاجة إلى الماء الشروب بينما الناقلة داخل المرأب جوار الجماعة.
ولأن مشكل الماء هو مركب وتتعدد تفاصيل المعاناة المرتبطة به، فإن توقيف مشروع بئر تيرزكوضاض الذي كان يزود الجماعة، وسوقها، وخمسة دواوير، ومدرستين عصرية وعتيقة، يطرح هو الىخر تساؤلات، حيث تم إيقاف هذا المشروع النموذجي المنجز بقرض جماعي، وبإنجاز مهندس مندوبية الفلاحة، الذي يتوفر على صهريج سعته 112 طنا وعلى أنابيب فولاذية جد متينة بمسافة ثلاثة كيلوميترات ونصف، وداخل حجرة البئر محركين، وقد سمعنا أخيرا بتخصيص سبعة ملايين من السنتيمات من جهة ما لتعميقه لكن لم يتم هذا الأمر، بل ولم تتم الاستفادة من المياه المتواجدة فيه لانعدام المراقبة من طرف الجهات الوصية، وقد سبق أن تم تفويت بئر أمجوض التابع للجماعة لشخص، ثم لجمعية ما، ليكون هذا الوضع وغيره من التفاصيل الأخرى التي تهم المعيش اليومي للساكنة، ومن بينها ما يتعلق بالسوق، يحتاج إلى زيارة لجنة خاصة من العمالة للوقوف على ما يقع ومحاولة تدارك ما فات.


بتاريخ : 03/09/2025