جلالة الملك يعزي رئيس جمهورية تركيا

زلزال تركيا وسوريا: 5000 قتيل و23 مليون متضرر 

بعث جلالة الملك محمد السادس برقية تعزية ومواساة إلى الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وذلك على إثر الزلزال العنيف الذي ضرب مناطق جنوب شرق بلاده.
وجاء في برقية جلالة الملك «لقد تلقيت بعميق التأثر وبالغ الأسى، نبأ الزلزال العنيف الذي ضرب مناطق جنوب شرق بلدكم الشقيق، مخلفا العديد من الضحايا والمصابين وخسائر مادية جسيمة».
وأضاف جلالته «وبهذه المناسبة الأليمة، أعرب لفخامتكم، باسمي وباسم الشعب المغربي، عن أحر التعازي وأصدق مشاعر المواساة، راجيا منكم أن تنوبوا عنا في إبلاغ الأسر المكلومة مشاعر تعاطفنا وتضامننا معهم إزاء هذه الكارثة الطبيعية».
ومما جاء في هذه البرقية أيضا «وإذ أشاطركم أحزانكم في هذا المصاب الجلل، الذي لا راد لقضاء لله فيه، فإني أؤكد لكم تضامن المملكة المغربية الفاعل ووقوفها إلى جانب الشعب التركي الشقيق، في هذا الظرف العصيب.
كما أسأل لله العلي القدير أن يلهمكم وإياهم جميل الصبر وحسن العزاء، وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل، وأن يتغمد الضحايا بواسع رحمته وغفرانه، ويسكنهم فسيح جنانه، وأن يحفظ بلدكم وشعبكم الشقيق من كل مكروه».
إلى ذلك، أسفرت الزلازل التي ضربت تركيا وسوريا عن مقتل أكثر من خمسة آلاف شخص، بحسب تقارير رسمية جديدة صدرت أمس الثلاثاء، فيما لا يزال عناصر الإنقاذ يحاولون انتشال ناجين من تحت الأنقاض.
وقتل 3419 شخصا على الأقل في جنوب شرق تركيا وما لا يقل عن 1062 في شمال سوريا، لتصل حصيلة الضحايا الإجمالية حتى الآن إلى ما لا يقل عن 5021، وفقا لمصادر رسمية وطبية.
من جانبها، قالت منظمة الصحة العالمية، أمس الثلاثاء، إن عدد المتضررين بالزلزال المدمر الذي أودى بحياة الآلاف في تركيا وسوريا، قد يصل إلى 23 مليونا. وأوضحت المسؤولة في منظمة الصحة العالمية اديلهايد مارشانغ أمام اللجنة التنفيذية للوكالة التابعة للأمم المتحدة «تظهر خريطة الأحداث أن عدد الذين يحتمل أن يكونوا تأثروا (بالزلزال) يبلغ 23 مليونا،
بينهم نحو خمسة ملايين في وضع ضعف».
وأضافت «تدرك منظمة الصحة العالمية قدرة تركيا القوية على الاستجابة وتعتبر أن الاحتياجات الرئيسية التي لم تلب قد تكون في سوريا على المدى القريب والمتوسط».
وتسبب الزلزال، الذي تبعته عدة هزات ارتدادية قوية، بمقتل أكثر من خمسة آلاف شخص في تركيا وسوريا وبإصابة وتشريد الآلاف في ظل برد قارس، لكن الحصيلة لا تزال أولية.
وتابعت مارشانغ «إن إيصال المساعدات عبر الحدود إلى شمال غرب سوريا من المرجح أن يواجه صعوبات بسبب الأضرار التي سببها الزلزال. وهذا بحد ذاته يمثل أزمة كبيرة بالفعل».
ودعا المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس الذي وقف إلى جانبها، أولا إلى التزام دقيقة صمت حدادا على ضحايا الزلزال.
ثم قال «سنعمل في تعاون وثيق مع جميع الشركاء لدعم السلطات في تركيا وسوريا في الساعات والأيام الحاسمة المقبلة، وكذلك في الأشهر والسنوات المقبلة، على طريق تعافي البلدين في ما يعيدان البناء».
وأعلن إرسال «ثلاث طائرات إلى البلدين» حاملة معدات طبية بما فيها معدات لإجراء جراحات، من منصة الخدمات اللوجستية الإنسانية في دبي.
وأضاف «نقوم بحشد معدات الطوارئ وقمنا بتفعيل شبكة منظمة الصحة العالمية للفرق الطبية الطارئة لتوفير الرعاية الصحية الأساسية للجرحى وللأكثر ضعفا».
ولفت إلى أن المنظمة تمسح الأضرار لكي تتمكن من تحديد الأماكن التي يجب أن تركز فيها معظم طاقاتها.
وتابع «إنه الآن سباق مع الزمن. مع مرور كل دقيقة وكل ساعة، تقل فرص العثور على ناجين أحياء»، مضيفا أنه «قلق خصوصا بشأن المناطق التي ليس لدينا معلومات عنها بعد».
وشدد على أن «الهزات الارتدادية وظروف الشتاء القاسية والأضرار التي لحقت بالطرق والكهرباء والاتصالات والبنى التحتية الأخرى لا تزال تعرقل الوصول وعمليات البحث والإنقاذ الأخرى». إلى ذلك، أعلن المفوض الأوروبي لتدبير الأزمات، يانيز لينارسيتش، أن الاتحاد الأوروبي قام بتعبئة ما يفوق 1150 من المنقذين للمشاركة في عمليات الإغاثة بتركيا، التي ضربها زلزال مدمر.
ومنذ أن طلبت تركيا تفعيل آلية الحماية المدنية التابعة للاتحاد الأوروبي، تضاعفت فرق البحث والإنقاذ الأوروبية.
وفي تغريدة له على تويتر، أفاد المفوض لينارسيتش بأنه تمت تعبئة 27 فريقا، لاسيما لـ «البحث والإنقاذ» (25 فريقا) إلى جانب فريقين طبيين للطوارئ. حيث تنتمي هذه الفرق لـ 19 بلدا استجاب لنداء أنقرة.
وكان زلزال مدمر قد ضرب جنوب تركيا، بالقرب من الحدود السورية، وذلك ليلة الأحد-الاثنين. حيث أعقبته عدة هزات ارتدادية وتم إحصاء الآلاف من القتلى بكل من تركيا وسوريا.


بتاريخ : 08/02/2023