مع اقتراب انطلاق النسخة 35 من كأس أمم إفريقيا، المزمع إقامتها في المغرب من 21 دجنبر الجاري إلى 18 يناير المقبل، يبرز المغرب أكثر من أي وقت مضى كوجهة قارية ودولية لكرة القدم. ويقف وراء هذا الحدث الرياضي الضخم برنامج واسع لتحديث البنى التحتية وفق أعلى المعايير الدولية، تحت إشراف نسائي بارز، يتمثل في زينب بن موسى، المديرة العامة للوكالة الوطنية للتجهيزات العمومية ((ANEP.
وتتولى زينب بن موسى الإشراف على تهيئة الملاعب التسعة المقررة لاستقبال مباريات البطولة، في زمن قياسي لا يتجاوز عامين. وقد تم تصميم هذه المنشآت لضمان راحة المناصرين واللاعبين على حد سواء، مع احترام المعايير الصارمة للاتحاد الإفريقي لكرة القدم «الكاف» والاتحاد الدولي «فيفا»، وإبراز هوية معمارية مغربية واضحة.
وفي حوارها مع موقع الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، تحدثت بن موسى عن دورها في الوكالة، وخبرتها التقنية، والتحديات التي واجهتها خلال هذا المشروع الضخم.
فقدأوضحت بن موسى أن الوكالة الوطنية للتجهيزات العمومية تضمن الإشراف الرسمي على ملاعب البطولة، بما في ذلك إعداد البرامج، قيادة الدراسات، وتسيير وتنسيق الأشغال، إلى جانب التسيير الإداري والمالي للمشاريع. وأضافت أن مهمتها كمديرة عامة تتمثل في وضع استراتيجية المؤسسة لتسيير الورشات، وضمان متابعة دقيقة لكل مشروع، مع احترام الميزانيات والإجراءات التقنية والتنظيمية.
وتعود خبرة بن موسى إلى مسار مهني طويل داخل الوكالة، بدءا من مهندسة شابة إلى تولي الإدارة العامة، حيث شاركت في بناء ملاعب فاس، مراكش، أكادير، ومركز محمد السادس لكرة القدم بمعمورة، إضافة إلى مشاريع المستشفيات الجامعية والجهوية ومراكز صحية متعددة. وقد ساهم هذا المسار في صقل مهاراتها في التسيير والتنسيق الميداني، ما مكن فرق العمل من احترام الآجال المحددة.
وتم تصميم الملاعب التسعة، من بينها مركب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، الملعب الكبير لطنجة، والمركب الرياضي محمد الخامس بالدار البيضاء، لتلبية معايير «الكاف»، ولبعضها معايير «فيفا 2030».
وتهدف هذه المعايير إلى ضمان راحة المناصرين عبر رؤية جيدة من المدرجات، سهولة الحركة، مرافق كافية ودمج ذوي الاحتياجات الخاصة، بينما تستفيد الفرق من تجهيزات مطابقة للمعايير الدولية ومسارات آمنة للاعبين، مع لمسات هندسية وزخارف مغربية تعكس الثقافة المحلية.
وأشارت بن موسى في هذا الحوار إلى حصول مركب الأمير مولاي عبد الله على شهادة HQE للجودة البيئية العالية، مع دمج متطلبات الاستدامة منذ مرحلة التصميم، من التهوية الطبيعية، تحسين النجاعة الطاقية، أنظمة إضاءة فعالة، وحلول مستدامة لإدارة الماء والنفايات.
وأكدت بن موسى أن ضيق الآجال كان أبرز التحديات، خصوصا في مراحل البناء المعقدة للواجهات المعمارية للملعبين الكبيرين. مضيفة أن كونها امرأة ساعد أحيانا في خلق جو عمل يسوده الانسجام والدبلوماسية، خاصة في تسيير فرق ضخمة، كما حصل في مركب الأمير مولاي عبد الله الذي بلغ عدد العمال فيه 13 ألف عامل.
ووضعت هذه الملاعب في إطار استراتيجية المغرب لتطوير البنى التحتية الرياضية، بما يضمن جاهزية المملكة لاستضافة البطولات القارية والدولية، مثل كأس العالم 2030، مع ترك إرث مستدام للأجيال القادمة. وقالت بن موسى إن المشروع يمثل رمزا للتفوق والطموح، ويعد مصدر فخر واعتزاز بالمساهمة في مشروع وطني كبير.
زينب بن موسى.. كفاءة نسائية وراء تحضير المغرب ملاعب كأس إفريقيا
بتاريخ : 12/12/2025

