زِلزالٌ تَحْتَ خُطَايَ

أترفَّقُ في سيري أن يتضايق مني ما تحت الأرضْ،
إذ يتهيأ لي أني أسمعُ ذبذبةً في خفقة أنفاسٍ
أو تنهيدًا لا أدري من أيِّ متاهات الأحزان يفيض،
أمْ مصدرُهُ أحياءٌ تًتًحَرَّكُ في أقنعةٍ تحت ثرىً دون حدودٍ،
وكأنْ لا شيءَ يثير بها إحساسًا حتى تختضّ،
من الرُّعبِ أو الرَّفْضْ
فهل آلمُ مما يعروني أمْ هلْ أجمدُ لَهْ.
وتسائلني في رعبٍ زوبعة لا أدري هل تتفجر في آفاقي
أم هل تهدر في أعماقي مشتعلهْ
كيف إذن لا يهتم بهذا الزلزال سواي؟
والناس أمامي قطعان تمضي مرتحله
منها من يضحك في جهرٍ أو سرٍّ، ، وتطيرُ وتنزلُ ، لا تدري،
أو تصغي دون شعورٍ، لدبيبٍ تحْتَ الأرض خفيٍّ،
لكن على سطح الأشياء هنا وهناك حروب مصلتة أنصلها مقْتَتِله،
وأنا إذ أمشي يرعبني ما يتحرك تحت خطايْ
والناس على صدر الأرض اندفعت حول العالم تصهل في عجله ،
كفراشات يرقص أجملها في بوتقة النورٍ،
ويهوي في النيران كبير وحوش في غاباتٌ
يزأر فيها طغيانٌ لا يرتاع لما أكلهْ،
أو ما ينقذ من بعض قبائلها قرن استشعار.

15/06/2023


الكاتب : أحمد بنميمون

  

بتاريخ : 23/02/2024