وجه النائب سعيد بعزيز، عضو الفريق الاشتراكي- المعارضة الاتحادية بمجلس النواب، سؤالا كتابيا حول التأثير السلبي “للشيشة” على صحة المواطنات والمواطنين.
وجاء في سؤال النائب الاشتراكي بعزيز، “من المعلوم السيد الوزير المحترم، أن استهلاك الشيشة خرج من السرية إلى العلنية، بل الأكثر من ذلك أن محلات تفتح خصيصا لزبناء من هذا النوع، أحيانا قبالة المؤسسات التعليمية”.
وحيث أن الأمر يتعلق بصحة وسلامة المواطنات والمواطنين، وما له من تأثير سلبي على ميزانية القطاع، ساءل النائب الاشتراكي الوزير، عن موقف الوزارة من استهلاك “الشيشة” في علاقتها مع صحة المستهلك ؟ وعن الإجراءات التي ستتخذها من أجل وقف مختلف أشكال التأثير السلبي للشيشة على صحة المواطنات والمواطنين؟ ثم عن الجدولة الزمنية لتدخل الوزارة ؟
وتفاعلا مع سؤال النائب بعزيز، أكد الوزير خالد آيت الطالب، في جوابه أن التدخين يعتبر وباء عالميا يشكل خطرا حقيقيا على الصحة، حيث يمثل تعاطي التبغ أحد أهم أسباب الوفيات التي يمكن اجتنابها. ويعتبر كذلك واحدا من خمسة عوامل الخطر الرئيسية للأمراض غير السارية (أو المزمنة).
وأضاف أن تقديرات المنظمة العالمية للصحة، تشير إلى أنه يسجل ما يفوق 80% من الوفيات الناتجة عن استهلاك التبغ في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل مما يشكل تهديداً ملموسا للتنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية عالميا، وعبنا من حيث معدلات الوفيات والعجز المبكرين. ومن المتوقع أن يحصد هذا الوباء أرواح 10 ملايين نسمة بحلول عام 2030، إذا لم يتم اتخاذ إجراءات وتدابير ناجعة للحد منه.
وأكد المسؤول الحكومي، أن المغرب لا يشكل استثناء في ما يخص هذه الجائحة، حيث تظهر الوضعية الوبائية أن نسبة استهلاك التبغ تبلغ 23.4% عند الرجال و 0.3% لدى النساء، وذلك استنادا إلى المسح الوطني حول عوامل الاختطار للأمراض غير السارية لسنة 2018.
وتجدر الإشارة إلى أنه تم تنظيم أبحاث ميدانية في إطار نظام الترصد العالمي للتبغ تهم الشباب المتمدرسين والطلبة والأساتذة والإداريين المسح العالمي للتبغ بين الشباب (GYTS). وتشير هذه الدراسات إلى انخفاض معدلات التدخين عند التلاميذ الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و 15 سنة من 9% سنة 2010 إلى 6% خلال سنة 2017 وكذلك عند الراشدين ابتداء من 18 سنة من 16% سنة 2008 مقابل 13.4 % خلال سنة 2017
ويتسبب التدخين في 8 % من الوفيات في المغرب 75% من وفيات سرطان الرئة و 10% من وفيات أمراض الجهاز التنفسي.
وأشار آيت الطالب إلى أن تدخين الشيشة، يعرف في العديد من البلدان، بما فيها المغرب، ارتفاعا ملحوظا واعتبارا لمعطيات المنظمة العالمية للصحة، تجدر الإشارة إلى ما يلي:
يحتوي التبغ المتواجد في الشيشة على نسبة عالية من النيكوتين مقارنة بباقي أنواع السجائر.
ويحتوي مركز التبغ بالشيشة على ما يعادل كمية النيكوتين المتواجدة في 70 سيجارة، وحتى بعد عبور الماء، يحتوي الدخان الناتج عن الشيشة على مستويات عالية من المركبات السامة، حجم الدخان المستنشق أوكسيد الكربون والمعادن الثقيلة والمواد الكيميائية المسببة للسرطان، وعندما يستخدم الشخص الشيشة، عادة لمدة ساعة، يستنشق ما بين 100 إلى 200 ضعف حجم الدخان باستخدام سيجارة واحدة.
الوقود المستخدم لتسخين الشيشة، مثل الجمر أو الفحم ينتج سموما على غرار أول أوكسيد الكربون والمعادن الثقيلة والمواد الكيميائية المسببة للسرطان.
الدخان الناتج عن الشيشة هو مزيج من دخان التبغ ودخان الوقود، ويشكل خطرا على من يستنشقونه، خاصة الأطفال والحوامل (التدخين غير المباشر)
يرتبط استخدام الشيشة بالتهاب الشعب الهوائية والأمراض التنفسية المزمنة، كما أنه يعزز انتقال التهاب الكبد وفيروس الهريس. واعتبارا لما سبق أبرز الوزير أن محاربة تدخين الشيشة يعتبر جزءا لا يتجزأ من الجهود المبذولة لمكافحة التبغ. وذلك في إطار الاستراتيجية الوطنية متعددة القطاعات للوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها 2019-2020، التي تهدف إلى الحد من الوفيات والمراضة والإعاقات المرتبطة بالأمراض المزمنة وعوامل الخطر المرتبطة بها، وتنزيل المخطط الوطني للوقاية ومراقبة السرطان 2020-2029، الذي يرتكز على أربعة محاور استراتيجية تهدف إلى الوقاية والحد من هذه الآفة، وعلى تفعيل مجموعة من التدابير من أهمها:
المحور 1: تعزيز التوعية والتحسيس بمخاطر التدخين
– حملات إعلامية واسعة بدعم من مؤسسة للا سلمى للوقاية وعلاج داء السرطان.
– إنشاء نوادي في المدارس والثانويات للرفع من مستوى الوعي بأخطار التبغ.
– إطلاق برنامج مؤسسات عمومية بدون تدخين، والذي يهدف إلى خلق فضاءات عمل صحية وتعبئة جميع الموظفين والعاملين في المؤسسات المنخرطة في هذا البرنامج حول محاربة التدخين.
– حملات توعوية على مستوى جميع المستشفيات والمراكز الصحية.
– إعداد ملصقات ومنشورات للتوعية والتحسيس بمخاطر التدخين.
– إعداد برامج تربوية من أجل استعمالها في حملات تحسيسية للشباب http://www.santejeunes ma وضع بوابة إلكترونية لفائدة الشباب..https://sehati.gov.ma “الموقع الرسمي للوزارة ” صحتي
-تعزيز الحملات التواصلية والتوعوية ضد التدخين ومخاطره وصياغة الدعامات الخاصة وتوزيعها.
المحور 2: تعزيز مساعدة المدخنين الراغبين في الإقلاع عن التدخين
-دمج خدمات المساعدة على الإقلاع عن التدخين في المرافق الصحية.
-التكوين المستمر في مجال الإقلاع عن التدخين.
المحور 3: تعزيز الإطار القانوني لمكافحة التدخي.ن
رغم صدور القانون رقم 15-91 بالجريدة الرسمية عدد 4381 بتاريخ 2 غشت 1995، ودخوله حيز التنفيذ يوم فبراير 1996، والذي يتعلق بمنع التدخين في الأماكن العمومية والإشهار والدعاية للتبغ والمصادقة خلال شهر
3 يوليوز 2008 من طرف البرلمان على مقترح قانون يقضي بتغيير وتتميم القانون رقم 15-191، ليأخذ بعين الاعتبار توجهات الاتفاقية الإطارية لمحاربة التدخين، فإنه تجدر الإشارة إلى عدم إصدار النصوص التطبيقية لهذا القانون.
لذا، تعتزم وزارة الصحة في إطار تنزيل الاستراتيجية الوطنية المتعددة القطاعات للوقاية ومراقبة الأمراض غير السارية (2019 2029) والمخطط الوطني للوقاية ومراقبة السرطان (2020-2029) تعزيز القوانين المحاربة لهذه
الآفة والدعوة إلى مراجعة القانون (15-91) مع إخراج نصوصه التطبيقية.
المحور4 : رصد الحالة الوبائية للتدخين
تقوم وزارة الصحة والحماية الاجتماعية بعدة أبحاث ميدانية في إطار نظام الترصد العالمي للتبغ (Tobacco Global
Surveillance System) تهم الشباب المتمدرسين والطلبة والأساتذة والإداريين وكذلك تقييم نسبة التدخين عند البالغين 18 سنة فما فوق والمسح العالمي للتبغ بين الشباب 2020 في مراحله النهائية.