كشفت مصادر متطابقة أن قادة الجيش الجزائري يعقدون اجتماعات، منذ أول أمس السبت، لمحاولة الالتفاف حول قرار الشعب الجزائري الذي يطالب بإسقاط العهدة الخامسة للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، بل إن الملايين طالبوا برحيل النظام بكل أركانه.
وقال سعيد سعدي، المرشح الرئاسي السابق (1996)، في تصريح صحفي، إن المباحثات الجارية في أعلى هرم السلطة، قد تُفرز خلال الساعات القادمة قرارات مهمة تخص مرحلة انتقالية متفقا عليها، دون تحديد مدتها، تنتهي باستقالة الرئيس بوتفليقة، وتحقيق انتقال سلس للسلطة.
من جهته، نقل موقع «كل شيء عن الجزائر»، المتخصص في الشأن السياسي، أن هناك حزمة قرارات ستصدرها السلطات لاحقا لامتصاص الغضب الشعبي، تشمل تغييرا جذريا للحكومة، مع التمسّك بترشيح الرئيس لولاية خامسة.
ومن بين القرارات المرتقبة في حالة إعلان شغور الموقع الرئاسي، بحسب مصادر جزائرية، الإطاحة بالوزير الأول أويحي وحكومته وإبعاد سعيد بوتفليقة من مواقع القرار، وأخذ المخابرات العسكرية زمام تشكيل نواة النظام الجديد.
وتفيد المعطيات المتواترة بأن عودة الطائرة الرئاسية فارغة ساعات قبل انتهاء أجل وضع الترشيحات للرئاسة بمثابة ترجيح كفة الحسم في «العهدة الخامسة» عبر إشهار الملف الطبي للرئيس، إذا يمكن في هذه الحالة إعلان «عجز الرئيس عن ممارسة مهامه»، مما يفتح الباب أمام إعلان رئيس اللجنة الدستورية فراغ منصب الرئيس، فيحل محله رئيس مجلس النواب. ويتيح القانون في هذه الحالة إعلان فترة انتقالية وإجراء انتخابات سابقة لأوانها، وهو ما يسمح لأركان النظام بربح الوقت وتعيين مرشح للنظام، حسب ما يفيد به مراقبون.
وخرج أمس الأحد عشرات الآلاف من الطلاب في حدود الصباح رافضين للعهدة الخامسة ومطالبين بإسقاط النظام.
ورغم كل ما يحبل به الشارع أعطى المحيط الرئاسي إشارات بعزم بوتفليقة على الترشح لولاية خامسة، بعد قرار مفاجئ بإقالة مدير حملته الانتخابية عبدالمالك سلال، وتعويضه بوزير النقل عبد الغني زعلان، وكان الأول فضحه تسريب مسجل يتحدث عن الأزمة وضرورة مواجهة الشارع.
كما قام بوتفليقة (82 سنة) بنشر ذمته المالية في صحيفة «المجاهد» الحكومية، وهو أحد الشروط القانونية للترشح، فيما أكدت وسائل إعلام محلية أنه قد يفوّض مدير حملته، الأحد 3 مارس، بإيداع ملف ترشحه لدى المجلس الدستوري.
ومقابل ذلك تصاعدت دعوات سياسية للسلطات بالتراجع عن ترشيح الرئيس لولاية خامسة، استجابة للمطالب الشعبية، وكان أبرزها جمعية العلماء المسلمين (أكبر تجمع لعلماء الدين في البلاد)، وشخصيات معارضة خلال اجتماع تشاوري.