ساكنة الأحياء الشعبية بسيدي مومن….كورونا ارحل

ساعات من الليل قضيناها في الأحياء الشعبية بسيدي مومن بالدار البيضاء من أجل الإجابة عن سؤال كاد يتحول إلى تهمة لهذه المنطقة المنسية بضواحي الدار البيضاء، التي ظلت إلى وقت قصير الأكثر شهرة بدور الصفيح والبناء العشوائي والتي لم تستفد، كما يجب، من المشاريع العملاقة التي عرفها وسط المدينة وأحياؤها المحظوظة.

هل يخرق هنا الحجر الصحي؟ هل تتمرد هذه المنطقة على القانون وتتحدى كل الضوابط؟
تجولنا بحثا عن جواب، وانطلاقا من منطقة التشارك التي سجلت أول وفاة في المغرب، مررنا بأحياء زرهون، وليلي، شالة، حي التيسير و حي اكدال حتى انتهى بنا المطاف بالمقاطعة  72 حيث التقينا قائد المقاطعة مع أعوان السلطة  ورئيس الدائرة الأمنية مرفوقا بضباط ومفتشين وعناصر أمنية بالدائرة 2، في غمرة استعدادهم لحملات ليلية من أجل المواكبة والمراقبة والتحسيس.
على مدى الجولة، لم يسجل أي خرق للطوارئ القانونية، قلت لزميلي أسامة بأن الحدث اليوم سار جدا ، تفنيد تهمة أن أبناء الشعب البسطاء في الأحياء الآهلة بالسكان هم الأكثر خرقا للقانون. كنا نراقب من بعيد أصوات مكبرات الصوت  لأعوان السلطة وهم ينادون باحترام القانون ومراعاة المصلحة العامة، خروج الناس من الشرفات كسر الصمت بالزغاريد والتكبيرات والمناداة بحياة جلالة الملك…                 داخل الشوارع والأزقة لا يختلف الوضع، أغلب من صادفناهم، إما أصحاب سيارات الأجرة أو أصحاب النقل الخاص بالشركات. ضبطت حالة وحيدة تعود لأسرة كانت تسعى للذهاب إلى المستشفى بسبب حالة مستعجلة مرتبطة بسيارة انقلبت بمنطقة أناسي.
الجولة تؤكد ما ذهب إليه عدد من المسؤولين بأن المغاربة تأقلموا وتجاوبوا واقتنعوا بضرورة الانضباط لأنه في صالح المواطن والوطن و الإنسانية …رغم الأوضاع الاجتماعية والضغط الاقتصادي اليومي للأسر ورغم  صغر حجم المساكن التي تلاعب فيها مافيا العقار لتحويلها إلى سجون لأسرة متعددة الأفراد، ورغم أن أغلب الساكنة من ممتهني القطاع غير المهيكل فإن منسوب الوعي عند الناس بضرورة احترام الحجر الصحي واحترام القانون ارتفع ليقول للفيروس اللعين ارحل…


الكاتب : محمد الطالبي ت: أسامة مشراط

  

بتاريخ : 04/04/2020