في غياب التواصل الضروري من قبل رئاسة الجماعة
لاحديث لسكان فاس، في المقاهي او في الاجتماعات المنزلية والحفلات العائلية، إلا عن ما آلت إليه المدينة من جمود في مختلف المجالات، خاصة في مجالي الاقتصاد ومنجزات المجالس الجماعية التي توالت على تسيير شؤونها ، فهم مازالوا يتذكرون الخطوات الرائدة والبصمات التي تركها المجلس الاتحادي سنوات1981 الى غاية 1992 في البنية التحتية والاقتصادية، بالإضافة إلى تنظيم مهرجانات ثقافية وموسيقية وشعرية، واستضافة شخصيات وازنة من سياسيين واقتصاديين وعلماء اجتماع، ذلك المجلس الذي كان يضم نخبة من السوسيولوجيين والأساتذة الجامعيين والاطباء والمحامين والتجار والصناع، كما يتحدثون عن تدبير المجلس الأسبق – خلال فترتين متتاليتين – بعد تقسيم فاس الى خمس جماعات بعد أحداث فاس المؤلمة في14 دجنبر 1990 ، مشيرين – رغم بعض النقائص – إلى ما أنجز في ما يخص البنية التحتية والإنارة العمومية والمجال الأخضر وغيرها من المشاريع التي مازالت قائمة كتوسعة شارع الحسن الثاني بأحواضه المزهرة باستمرار، وكذا النافورات المنتشرة في أكثر من نقطة. «ولم يعرف المجلس الذي تلاه على عهد العدالة والتنمية منجزات كبرى سوى المحافظة على الاعتناء بالمجال الأخضر وخاصة في مقاطعة جنان الورد الشعبية، وأداء بعض الديون المتراكمة على المجلس…» وفق مصادر متتبعة للشأن المحلي .
واستبشر الفاسيون خيرا بعد انتخابات 8 شتنبر الماضي، وتشكيل مجلس ضم تحالفا رباعيا برئاسة ع.البقالي عن حزب الأحرار، على أساس تطبيق برنامج موحد يقضي بإنجاز عدد من المشاريع التي أطلقت خلال الحملة الانتخابية. «ومع الأسف الشديد، فقد مر على انتخاب مجلس فاس ومقاطعاتها حوالي سنة ونصف ومازالت فاس تتخبط في مشاكل عديدة في طليعتها مشكل النقل الحضري الذي يعاني منه السكان والطلبة على حد سواء، ومازالت الإنارة العمومية ضعيفة بمختلف شوارع فاس ، وخاصة شارع الحسن الثاني القلب النابض للمدينة والوجهة السياحية المفضلة لدى الساكنة والسياح، اما الشوارع فتهالكت وضاقت بالسيارات، اذ تعرف اختناقات لاتطاق في كل الأوقات، بينما حدائق الأحياء المنتشرة في عدد من المناطق والتي كانت من منجزات المجلس الاتحادي، فقد أهملت ومنها من رصف بالبلاط كالحديقة المتواجدة قبالة مسجد التاجموعتي، أما حديقة فلورنسا التي تذكر اهل فاس بالتوأمة القائمة بين فاس ومدينة فلورنسا الايطالية ، فقد طالها الإهمال أيضا وهدمت كراسيها وهشمت حواشي نافورتها ذات التصميم الهندسي المغربي الأصيل.
وأمام هذا التدهور المتواصل، حاولت الجريدة الاتصال برئيس مجلس فاس، لإطلاع الساكنة على ما يحدث، ومددناه بأسئلتنا منذ ما ينيف عن شهرين دون ان نتلقى ردا، كما حاولت الجريدة أيضا محاورة نائبه الأول صاحب مقولة» فاس والكل في فاس.. «ولكننا لم نحظ بالرد، لمعرفة البرامج الآنية والمتوسطة لجماعة فاس، لتنوير الرأي العام، سيما ان جماعة فاس عقدت دورة استثنائية بتاريخ22 دجنبر الماضي للمصادقة على برنامج الجماعة الذي أعده احد مكاتب الدراسات الخصوصية للفترة الممتدة من سنة 2022 إلى غاية سنة 2027، تلك الدورة التي عرفت تشنجا بين الرئيس والمعارضة.
ومجمل القول، فإن سكان فاس يطالبون الجماعة بالكشف عن أوراقها وبرامجها وبالانفتاح على الصحافة الجادة، وبعقد لقاءات تواصلية مع ساكنة فاس في مختلف المقاطعات، للتعرف على البرامج الآنية والمتوسطة، وكذا معرفة الصعوبات، إن كانت هناك صعوبات تعترض الجماعة تحول دون إنجاز برامجها.