عاش «سباق التناوب الرمزي المسيرة الخضراء»، الذي نظمته الجامعة الملكية المغربية للرياضة للجميع، بمناسبة الاحتفال بالذكرى 50 للمسيرة الخضراء، والذي نظم تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس سيبقى مسجلا في تاريخ جامعة الرياضة للجميع، حيث تزامن وصول السباق يوم 31 أكتوبر 2025 إلى مدينة التحدي»بوجدور»، وهو اليوم الذي صوت فيه مجلس الأمن على قرار الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية المغربية تحت السيادة المغربية.
القرار الأممي – أخرج ساكنة بوجدور إلى الشوارع فرحا واحتفالا، وذلك مباشرة بعد الخطاب الملكي، حيث كانت الاحتفالات عبارة عن قوافل للسيارات وبعض الجمال، ومشبا على الأقدام.
وفي لحظة تاريخية خرجت نزهة بدوان وإلى جانبها مجموعة من العدائين العالميين والأولمبيين (رشيد البصير، إبراهيم لحلافي، ليلى الكرعة، عبد الرزاق خيري وعبد الكريم الحضريوي) وكل فعاليات الجامعة إلى الشوارع، حيث شاركوا سكان بوجدور فرحتهم بهذا القرار، برفع العلم الوطني المغربي وترديد الأغاني الوطنية.
واعطى تواجد البطلة نزهة بدوان والأبطال المرافقون لها شحنة قوية إلى ساكنة هذه المدينة، حيث التف حولهم الشباب والشابات فزاد الحماس، وطال الفرح في شوارع هذه المدينة التي عرفت تحولات كبيرة على مستوى بنياتها التحتية ومرافقها الاجتماعية والاقتصادية.
وعلى هامش محطة مدينة بوجدور زارت مجموعة
من مكونات جامعة الرياضة للجميع مؤسسة تعنى بالأطفال المتخلى عنهم، وتركت هذه الزيارة صدى طيبا في نفوس مسؤولي هذه المؤسسة الاجتماعية.
وقبل المحطة 13والتي كانت في بوجدور، كانت المحطة 12 بمدينة العيون والتي أبهرت حقا العيون بما حققته من تطور عمراني وجمالي.
وكان تنظيم «سباق التناوب الرمزي المسيرة الخضراء «مساء فرصة للوقوف على ما وصلته هذه المدينة من إبداع في التعمير، والمجال السياحي والاقتصادي والترفيهي، حيث أن هذه المدينة اصبحت تتوفر على مساحات خضراء ومنتزهات عديدة قل نظيرها، وأصبحت الإنارة تعطي لمدينة العيون بهاء كبيرا إلى درجة أن الساكنة أصبحت تطلق على المدينة العيون مدينة الأنوار إسوة بمدينة الرباط.
وكانت محطة العيون من السباق الرمزي فرصة لساكنة المدينة للتعبير عن فرحتها واعتزازها بذكرى المسيرة الخضراء، وما حققته للمناطق الصحراوية المغربية من إنجازات، ولم يتردد العديد منهم في العدو رفقة البطل إبراهيم لحلافي، الذي كان يحمل العلم الوطني.
وفي عمالة «أوسرد»، وبعد أن وصلت فعاليات السباق إلى المعبر الحدودي» الكركرات»، الذي أصبح يضج بالحيوية ورمزا للسيادة الوطنية المغربية، بعدما كان مجرد معبر حدودي في الخلاء.
وأصبحت «الكركرات» تتوفر على مجموعة من الفنادق والعديد من المقاهي ومركز استقبال يتوفر على كل الضروريات، حيث توفرت بنية للإقامة للذين يصلون إلى المعبر بعد الساعة 6 مساء، حيث يتم إغلاق الممر.
وكانت عمالة «أوسرد» الوحيدة التي نظمت فيها الجامعة مرحلتين: واحدة في الكركارات والثانية ببئر كندوز، وتميزتا بتفاعل كبير مع الساكنة، خاصة وأن البطلة نزهة بدوان هي من حملت العلم في الكركرات .
وكان مسك الختام في محطة مدينة الداخلة، وللوصول إليها كان لابد من قطع 1936 كلم في ظرف 23 يوما مع المبيت في بعض المحطات.
ودخل كل الأبطال العالميين والأولمبيين الداخلة جماعة، حاملين العلم الوطني، وهو ما أضفى عليها طابعا خاصا.
واختتمت فعاليات سباق التناوب الرمزي المسيرة الخضراء بعقد اجتماع بمقر الولاية ترأسه والي الجهة، وقدمت فيه البطلة العالمية نزهة بدوان، رئيسة جامعة الرياضة للجميع، عرضا حول كل محطات سباق التناوب الرمزي المسيرة الخضراء منذ انطلاقته من طنجة وإلى غاية وصوله إلى الداخلة، مع عرض شريط وثق كل المحطات التي مر منها.
وطبعت احتفالات مدينة الداخلة بذكرى المسيرة الخضراء بمشاهد تؤكد تشبث الساكنة بالوحدة الترابية، حيث تجلى ذلك في ارتداء الأطفال ملابس يطغى عليها اللون الأحمر، في حين جاب الرجال والنساء شوارع المدينة طيلة فيها النهار وهم يلوحون بالعلم الوطني.
وفضل أصحاب المركبات التجول على شكل قوافل في كل الشوارع مطلقين العنان لمنبهات مركباتهم.
وحتى يذكر سباق التناوب الرمزي المسيرة الخضراء بكل الأحداث التي رافقت المسيرة الخضراء، كان لابد من التوقف حيث صلى الملك الراحل الحسن الثاني ركعتين سنة 1985 شكرا لله على استرجاع المغرب لأقاليمه الجنوبية.
وشارك في هذه المحطة مجموعة من التلاميذ إلى جانب المنتخبين والسلطات المحلية.
وتناوب على حمل العلم الوطني في هذا السباق كل من: نزهة بدوان العداءة الاكثر تتويجا عربيا وإفريقيا، الفارس عبد الكبير ودار، الملاكم عبد الحق عشيق، العداء إبراهيم بوطيب، رشيد البصير، زهرة واعزيز، شريفة مسكاوي، عادل الكوش، ليلى الكرعة، حسناء بنحسي وإبراهيم لحلافي، كما تم توزيع 600 ميدالية تحمل شعار جامعة الرياضة للجميع.
وفي تصريح لها قالت نزهة بدوان إن تنظيم «سباق التناوب الرمزي المسيرة الخضراء» فرضه استحضار احتفالات الشعب المغربي بالذكرى 50 للمسيرة الخضراء. و»الحمد لله أننا كأعضاء في الجامعة، عشنا ونحن في بوجدور كباقي كل الشعب المغربي فرحة تصويت مجلس الأمن على قرار الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، ويعد هذا القرار انتصارا لقضيتنا الأولى».
وأضافت أن الهدف من هذا السباق كان تجسيد التحام الشعب المغربي قاطبة حول وحدة المغرب، تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، و»لتجسيد ذلك، كان لابد من أن تنطلق أول المحطات من مدينة طنجة، ولتصل بعد 23 يوما إلى مدينة الداخلة، حيث قررت الجامعة أن يمر من16 محطة، كان فيها العلم الوطني حاضرا، مرفوعا بأيدي مجموعة من الأبطال العالميين والأولمبيين. وإذا كنا نحمل علمنا الوطني بأيدينا خلال السباقات، فإننا نحمله أيضا في قلوبنا ولن يفارقها أبدا، لأن حب الأوطان من الإيمان.»
واعتبرت بدوان أن سباق التناوب الرمزي هو ملحمة جسدها بصدق أبطال مغاربة، وعمل لتخليد ذكرى المسيرة الخضراء، بما يليق بها من اعتزاز وفخر، حيث «سعينا داخل الجامعة إلى إبراز المؤهلات الجغرافية والسياحية والثقافية والاقتصادية والحضارية التي يزخر بها وطننا الحبيب».
وشددت بدوان على أن السباق «حقق أهدافه، ونعتز بأننا خرجنا وشاركنا المواطنين بمدينة بوجدور فرحتهم بعد أن صوت مجلس الأمن لصالح الحكم الذاتي لأقاليمنا الجنوبية تحت السيادة المغربية»، قبل أن توجه شكرها للسلطات المحلية على إنجاح هذا السباق، وكذا الأبطال الرياضيين، «الذين استجابوا بكل تلقائية وروح وطنية صادقة لدعوة الجامعة قصد المشاركة في هذه التظاهرة الرياضية الوطنية ورفع العلم الوطني في مختلف مراحلها، وإلى الأطفال والشباب والمتطوعين الذين شاركوا في مختلف المحطات وإلى كل من ساهم من قريب أو بعيد في توفير سبل النجاح لهذه الملحمة الرياضية الوطنية.»
قالوا عن سباق التناوب الرمزي المسيرة الخضراء
* إبراهيم بوطيب، بطل أولمبياد سيول 1988:
سباق التناوب الرمزي للمسيرة الخضراء هو فكرة رائعة تميزت بالكثير من التجديد، والعديد من رسائل المواطنة، خاصة وأنه تزامن مع الذكرى 50 للمسيرة الخضراء.
* رشيد البصير: صاحب فضية أولمبياد برشلونة 1992:
«لأول مرة أعيش كبطل أولمبي مغربي مثل هذا الحدث، وذلك بحمل العلم الوطني في أول محطة، وكانت في مدينة طنجة. حبي لوطني جعلني اتخطى آلام حادثة السير التي تعرضت لها. وهذا شيء هين أمام تضحيات الجنود الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن.
وأنا أقطع المسافات بين محطات السباق، كنت اشعر وكأنني واحدا من ال 350 ألف مغربي ومغربية الذين شاركوا في المسيرة الخضراء حاملين العلم الوطني والقرآن الكريم .ومن دون مبالغة أقول إن «سباق التناوب يعتبر الأول من نوعه في تاريخ الرياضة المغربية، وسيبقى شاهدا على إبداع جامعة الرياضة للجميع، وأفتخر بأنه حقق أهدافه المسطرة.»
* إبراهيم لحلافي، صحاب نحاسية أولمبياد سيدني 2000:
«سباق التناوب الرمزي المسيرة الخضراء، هو إبداع من البطلة نزهة بدوان رئيسة الجامعة، وهو كذلك مناسبة للإعراب عن وطنتينا وتمسكنا بوحدة ترابنا.
* شريفة مسكاوي، بطلة السباعي وصاحبة 36 ميدالية:
«كمشاركة في المسيرة الخضراء، تحمست كثيرا للمشاركة في سباق التناوب. وأنا جد سعيدة بحمل العلم الوطني في مدينتي الجديدة، وفي مدينة الصويرة.
إلى جانب الحمولة الوطنية للسباق الذي نظم بمناسبة الاحتفال بالذكرى 50 للمسيرة الخضراء، فإنه أيضا فرصة للتعرف على ابطال ربما لم يعد أي أحد يذكرهم، ولذلك فهذا السباق يجسد ثقافة الاعتراف بما اعطاه الأبطال الرياضيون لوطننا المغرب، وهو أيضا مناسبة للاعتزاز بالمغرب وما قدمه لنا كأبطال.»

