ينطلق يوم غد الخميس 15 أكتوبر من مدينة طنجة «سباق التناوب الرمزي للمسيرة الخضراء»، الذي تنظمه الجامعة الملكية المغربية للرياضة للجميع تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، احتفاء بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء. ويأتي هذا الحدث الرياضي الوطني في إطار تخليد واحدة من أعظم المحطات في التاريخ المغربي الحديث، عبر مبادرة تجمع بين الرياضة والذاكرة الوطنية، وتمتد على طول ربوع المملكة من شمالها إلى أقصى جنوبها.
ويمتد السباق على مسافة رمزية مقسمة إلى 16 محطة، تنطلق من عاصمة البوغاز طنجة لتصل بعد ستة عشر يوماً إلى مدينة الداخلة، مروراً بكل من العرائش، الرباط، الدار البيضاء، الجديدة، آسفي، الصويرة، أكادير، تزنيت، كلميم، طانطان، طرفاية، العيون، بوجدور، وبئر كندوز. وسيحمل العلم الوطني في كل محطة أحد الأبطال الأولمبيين أو العالميين المنحدرين من المدينة المعنية، قبل تسليمه رسمياً لعامل الإقليم أو والي الجهة، في مشهد يجسد التلاحم الوطني ويستعيد روح التضامن التي ميزت المسيرة الخضراء.
وأكدت رئيسة الجامعة الملكية المغربية للرياضة للجميع، نزهة بدوان، خلال الندوة الصحفية التي عقدت بالمحمدية، أن السباق يشكل “حدثاً رياضياً جماهيرياً بامتياز، يحمل دلالات وطنية عميقة وبعداً دولياً لافتاً”، مشيرة إلى أن هذه المبادرة “تُعيد إلى الواجهة أعظم مسيرة سلمية في التاريخ المعاصر، وتعمل على ترسيخ قيم المواطنة والانتماء لدى الأجيال الجديدة”. وأضافت أن الجامعة حرصت على أن يكون كل من يحمل العلم الوطني ابناً للمدينة التي يحتضنها، تأكيداً على أن المغرب أنجب أبطالاً من كل جهاته، رفعوا رايته في المحافل القارية والعالمية.
وسيتوج الحدث في مدينة الداخلة بتسليم العلم الوطني لعامل الإقليم وسط أجواء احتفالية تليق بذكرى المسيرة الخضراء، مع تنظيم أنشطة رياضية وثقافية موازية تستحضر الملاحم الوطنية الكبرى وتسلط الضوء على الأوراش التنموية التي تشهدها الأقاليم الجنوبية. ويشارك في هذه الدورة نخبة من الأبطال المغاربة الذين كتبوا أسماءهم في سجلات الرياضة الوطنية، من بينهم نزهة بدوان، فاطمة الزهراء كردادي، عبد الكبير ودار، إبراهيم لحلافي، حسناء بنحسي، رشيد لبصير، زهرة واعزيز، شرفاء مسكاوي، عادل الكوش، عبد الحق عشيق، عرفة الشقروني، ليلى الكرعة، وإبراهيم بوطيب.
بهذا السباق، تعيد الجامعة المغربية للرياضة للجميع تجسيد ملحمة المسيرة الخضراء في قالب رياضي رمزي، يستحضر الماضي المجيد، ويجسد الاستمرارية في الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة بروح الانتماء والاعتزاز الوطني.