1
عَابِرُ سَبيلٍ يَضَعُ يَداً دَافِئَةً عَلَى سِياجٍ بَارِدٍ.
هُنَّ أَوْلَى بِصَلَوَاتِهِ. هُنَّ بِالّذي يَكونُ لِوَجْهِ الأَرْضِ، لِوَجْهِ الْإِنْسانِ، لِوَجْهِ النَّمْلَةِ تَسْعَى مُفْرَدَةً عَنْ سِرْبٍ ضَالَّةً عَنْ مَسْكَنٍ.
هُنَّ الْأَحَقُّ بِأَرْضٍ عَلَيْهَا أَثَرٌ مِنْ سَيْلٍ قَدِيمٍ.
2
السَّهْلُ نسيانٌ
والنُّجودُ ذاكراتٌ تُسيِّجُهُ
والنَّهْرُ رُوحٌ جَرِيحةٌ
تَنزفُ في الَّذِي يَميلُ مِنْ كُلِّ أَرْضٍ.
أَمَّا جِرَاحُ الذَّاهبينَ، في هَذَا الْفَجْرِ، تَحْتَ الضَّبَابِ إلَى الْحُقُولِ فَتُغَطِّيهَا قَهْقَهَاتُهُمْ وَالْمَعَاوِلُ ذَاهِبَةٌ عَلَى أَكْتَافِهِمْ إِلَى قُبُورٍ تُحْفَرُ وَتُـرْدَمُ طَرِيَّةً. أَمَّا جِراحِي، أَنَا الْمُنْحَدِرُ عَلَى مَهْلٍ خَلْفَ شُحْنَةِ التِّبْنِ صَوْبَ مَوْتِيَ الْمُغَلَّفِ بِالْحَيَاةِ، فَتُعَرِّيهَا الْحَيَاةُ نَفْسُهَا. أَمَّا الْجِرَاحُ بِرُمَّتِهَا، وَقَدْ خِيطَتْ، فَلَيْسَ لِعَيْنٍ أَنْ تَرَاهَا.
[إِبْرَةٌ فِي أَمَانِ الْقِشِّ وَخَيْطٌ بِلا رَأْسٍ
وَالرِّقَّة ُوَصيفَةً النَّارِ وَسَلِيلَةُ السُّيُوفِ،
تُمْلِي وَصَايَاهَا]
3
مِمَّا فَاضَ عَنْ رُوحِه
تَغْرِفُ الثَّكْلَى.
يَشْقَى، بَيْنَ يَدَيْهَا الدَّلْوُ الْأَسْوَدُ،
حَبْلُهُ، لَا حَبْلَ لَهُ.
قَعْرُهُ، لَا قَعْرَ لَهُ.
4
تَرَاءَى الْهَيْكَلُ،
فَمٌ مَزْمُومٌ
وَمِحْجَرَانِ يومِضَانِ بِجُوعٍ إِلَى الرَّحْمَةِ
وَتُقَهْقِهُ التِّلالُ،
لَا طِينُهَا آزَرَ الَعَابِرَاتِ
وَلَا صَلْصَالُهَا
وينزل الْمُسْتَحِمّونَ عُرَاةً كَمَا لَمْ تَلِدْهُمْ أَمَّهَاتُهُمْ
مُثْقَلِينَ بِقِرَبٍ تَنْكَمشُ فِيهَا أَفَاعٍ وَأَسَاطِيرُ ،
الْوَصَايَا في جُيوبهمْ تُقْرَأُ بَعْدَ أَنْ تُمْحَى الْأَبجَدِيةُ
وقدْ آمَنُوا بِغُبَارٍ تَبَرَّأَ مِنْ نَافضِيهِ عَنِ الْحُشُودِ.
تَنْزِلُ غَاسِلاتُ الْأَكْفَانِ بِخُطًى وَ بِغَيْرِهَا
كَأَنْ يَسْتَعِرْنَ أَجْنِحَةً وَيُلَوّحْنَ في الْعُبُورِ لِلرُّعاةِ وَهُنَّ فَرَاشَاتٌ وَقَدْ لَوَّحْنَ لَهُمْ بِالْمَنَاجِلِ وَهُمْ غِرْبَانٌ وَهُنَّ حَاصِدَاتٌ
5
مَنْ آمَنَتْ بي أَنَا الْعَابِرُ عِنْدَ الْفَجْرٍ يَنْتَحِبُ الْإِيمَانُ في جِرَابي لَهَا مَا يَنْبُتُ عَلَى قَبْرِي.
مَنْ آمَنَتْ لَهَا أَثَرِي تَتَشَمَّمُهُ وَتَخْطُو مُعَصَّبَةَ الْعَيْنَيْنِ
وتَنْتَهِي إلَى مَا سَوْفَ أَنْتَهِي إِلَيْهِ:
مَذْبَحٍ أَوْ مَقَامِ نُبُوَّة

6
عَبَثٌ
أَنْ نَتَقَابَلَ مِنْ عَلَى طَرَفَيْ جسْرٍ.
أَتَمَهَّلُ مُحْتَكّاً بالسِّياجٍ
وَتْسْرِعْنَ رَهْبَةً مِنْ فَرَاغٍ لا يُرى بَيْنَ مَاءٍ وَسَقْفٍ
أَقْرَأُ عَلَيْكُنَّ السَّلامَ في سَبْعٍ مِنَ الْحَشْرَجَات
فَتُعَدِّدْنَ عَلَيَّ آياتِ الْقَحْطِ فِيكُنَّ.