عن المركز الثقافي العربي صدر للمفكر والكاتب والروائي، سعيد بنسعيد العلوي، رواية جديدة تحمل عنوان»سبع ليال وثمانية أيام».
وحمل غلاف الرواية لوحة فنية لهنري إدمون كروس، وعلى ظهرها نقرأ:
« حملتني الأقدار إلى بلاد كثيرة اختلفت فيها الألوان والألسن، وحملني حب السياحة على التوغل في تلك البلاد أبعد فأبعد. عرفت من متع الدنيا ألوانا عديدة، وذقت مباهج الحياة حتى حسبت أنه لا فناء بعدما كنت فيه من نعيم. جربت الحب والعشق، وذقت من حلاوته ما ليس يوصف، واكتويت بنار الفرقة والهجران. عاشرت الأمراء والكبراء، ونلت منهم ماكنت فيه موضع حسد ومؤامرة المرة إثر المرة. فالشكر لله على ما نولني من أيام السعد والهناء والرخاء.
في أيام نحسات أمسك فيها سوء الطالع بناصيتي، فلم يتركني، وتوالت فيها المحن فلست أعرف لها بداية ولا نهاية. أيام تعس وجدتني فيها منساقا في عوالم الشدة والضيق ألجها عالما بعد الآخر.
لا تتركني محنة إلا لتوقعني في أخرى غيرها. هي في العد أيام ثمانية وليال سبع، غير أنها كانت في سجل الروح سرمدا لا ينقضي. طاردتني الوحوش الضارية وحاصرني اللصوص مرة تلو الأخرى. جردوني من ثيابي ونزعوا من يدي كل ما كنت أملك من جواهر وكان عندي مما خف وزنه وغلا ثمنه. حصاني البني كنت أكن له من الحب ما لا يكنه الرجل لفلذة كبده. وسيفي المهند المرصع بالياقوت طار من يدي …
رأيت الموت رأي العين، ولست أدري كيف قدرت على الإفلات من قبضة قطاع الطرق بثوب خلق وحذاء ممزق…”
ومعلوم أن سعيد بنسعيد العلوي مفكر وأكاديمي ، حاصل على دكتوراه الدولة في الفلسفة بجامعة محمد الخامس بالرباط، وهو العميد الأسبق لكلية الآداب بجامعة محمد الخامس، كما شغل منصب الأمين العام المساعد لمركز دراسات الأندلس وحوار الحضارات؛ نشر مجموعة من الدراسات والكتب من بينها مثلاً: «قول في الحوار والتجديد»، و»المسلمون والمستقبل»، و»خطاب الشرعية السياسية في الإسلام السني»، و»أدلجة الإسلام بين أهله وخصومه»، و»الفكر الإصلاحي في المغرب المعاصر محمد بن حسن الحجوي نموذجا»، و»الاجتهاد والتحديث دراسة في أصول الفكر السلفي في المغرب». و»أوروبا في مرآة الرحلة»؛ بالإضافة إلى أعمال روائية، منها: «مسك الليل»، و»الخديعة»، و»ثورة المريدين»؛ عضو مجلس الأمناء لمؤسسة مؤمنون بلا حدود؛ وقد صدر له عن مؤسسة مؤمنون بلا حدود للنشر والتوزيع صابر سنة 2017 كتاب: دولة الإسلام السياسي (وهم الدولة الإسلامية).