سبق أن أنجزت تقارير وصدرت «توصيات» بشأنه : نشاط مقلع يؤرق ساكنة دوار العيايدة بجماعة الساحل اولاد احريز

حين مغادرة مدينة برشيد في اتجاه احد السوالم، عبر الطريق الإقليمية، تحديدا النقطة الكيلومترية 13، ينتاب المرء شعور مغلف بتساؤلات عديدة مرتبطة بمشاهد الغبار المتطاير من مقلع (كرانيلا) المنتشر فوق الدور السكنية المجاورة والأراضي الفلاحية؟ «وضع تزيده الأصوات المدوية الناتجة عن الانفجارات القوية لمادة البارود (المين) التي تهز أركان الدوار/ قتامة» يقول بعض سكان دوار العيايدة بجماعة الساحل اولاد احريز، مشيرين إلى «معاناتهم الدائمة مع أصوات الآلات المزمجرة المتخصصة في تكسير الأحجار الصلبة قصد تحويلها لحصى متعدد الاستعمال»، إضافة إلى» المنظر البشع للتلال المتراكمة من الأتربة ومخلفات الحصى على شكل جبال غيرت ملامح الطبيعة الجغرافية لهذه المنطقة، ملحقة ضررا بينا بالمجال البيئي، دون إغفال حفر عميقة تثير الرعب  ولو في واضحة النهار، إلى جانب الإضرار بالفرشة المائية والتسبب في جفاف مياه الآبار « تضيف المصادر ذاتها، متسائلة «عن مدى الالتزام بالبنود الواردة في كناش التحملات في ما يخص التأثير على المجال البيئي، وما تضمنته محاضر وتقارير اللجان الجهوية والاقليمية والمحلية والمصالح الخارجية للحوض المائي، إلى جانب المسؤولين الجماعيين في إطار اختصاصات الشرطة الإدارية والمسؤولية الملقاة على عاتقهم في ضبط المجال الترابي وتصنيف الوحدات الصناعية الملوثة ، في سياق مكافحة الأضرار البيئية وحماية السكان المجاورين».
«إن الانبعاثات السامة الناجمة عن احتراق مادة «الزفت»، شكلت – ولاتزال – مصدر قلق بالنسبة  لساكنة دوار العيايدة، والتي ظلت تستغيث، ملتمسة تدخل الجهات المسؤولة من أجل حمايتها من مختلف الأخطار المحدقة بها، وذلك وفق ما ينص عليه دستور سنة 2011، وكذا الاتفاقيات والمواثيق الدولية ذات الصلة» يقول بعض أبناء المنطقة، مشيرين إلى أن السكان المتضررين سبق لهم «خوض وقفات احتجاجية تخللتها حوارات ونقاشات مستفيضة مع بعض المسؤولين، كل حسب اختصاصه، لم تسفر عن حلول ناجعة، ليظل الوضع على حاله، في انتظار التفاتة جدية لمحنتهم اليومية، تقطع مع لغة الوعود»، متسائلين عن «الأسباب التي حالت دون تنفيذ التوصيات الصادرة عن اللجنة الاقليمية التي مرعليها حوالي أربع سنوات؟، مؤكدين عزمهم على» الدفاع عن حقوقهم المشروعة، في العيش الآمن، بالطرق القانونية، وذلك بعيدا عن أي تلوث كيفما كانت طبيعته».


الكاتب : ادريس بنبنور

  

بتاريخ : 02/07/2020