تستعد مدينة أكادير لاحتضان الدورة الثالثة من مهرجان إمينيك، الذي تنظمه جمعية محترف أيوز للثقافة والفن، من 7 إلى 11 غشت 2025،وهو حدث فني وثقافي أصبح موعدا سنويا ينتظره عشاق الإبداع والتنوع الثقافي. يأتي المهرجان هذا العام تحت شعار “الهجرة والقيم” لإقامة جسور التواصل بين الثقافات، والاحتفاء بدور الهجرة في إغناء المجتمعات وتعزيز القيم الإنسانية المشتركة.
تتميز دورة هذه السنة بأمرين استثنائيين: مشاركة أكثر من عشرين فنانا مغربيا، من بينهم فنانون يقيمون في ديار المهجر، إلى جانب تخصيص مسرحين رئيسيين لعروض فنية متزامنة، في خطوة غير مسبوقة تمنح المهرجان طابعا عالميا، وتحوّل مدينة أكادير إلى وجهة رئيسية للحوار الثقافي والإبداع الفني.
تنطلق فعاليات المهرجان بمعرض بصري وثائقي يضم صورا نادرة لزلزال أكادير سنة 1960، التقطها المؤرخ والمصور والفنان التشكيلي عبد الله أوريك. هذه الصور تعيد إلى الأذهان ذكرى مأساوية، لكنها تبرز في الآن ذاته روح التضامن والصمود التي ميزت سكان المدينة وجمعتهم في مواجهة الشدائد، ما يؤكد أن القدرة على تجاوز المصاعب وتعزيز قيم التكاتف تمثل جزءا أصيلا من التجربة الإنسانية.
يتضمن البرنامج أيضا مجموعة واسعة من الحفلات الموسيقية والعروض الفنية تقدمها فرق وفنانون بارزون. وتتميز العروض بتنوعها بين الإيقاعات المغربية الأصيلة والأنماط العصرية، في مزج فريد بين الجذور والحداثة، وذلك على مسرحين يشهدان تتابعا مستمرا للأنشطة ليلا ونهارا.
ولا يقتصر الحضور على البعد الفني فقط، إذ تشمل البرمجة كذلك موائد مستديرة وورشات حوارية يشارك فيها فنانون وباحثون وممثلون عن المجتمع المدني من داخل المغرب وخارجه. تهدف هذه اللقاءات إلى مناقشة دور الهجرة في بناء المجتمعات، وتبادل التجارب حول القيم المشتركة مثل التعايش والتضامن وتقبل الآخر والانفتاح على الجديد.
وخلال المهرجان، سيتم تكريم ثلة من الشخصيات البارزة التي ساهمت في إغناء الذاكرة الثقافية والفنية، احتفاء بأثرهم في صياغة هوية مدينة أكادير والمغرب بوجه عام.
يمثل مهرجان إمينيك 2025 حدثا مميزا يجمع بين الفن والحوار والذاكرة في فضاء واحد متعدد الأصوات والثقافات. وتحمل رسالة هذه الدورة دعوة مفتوحة للجمهور إلى استكشاف قوة التنوع والتقارب الإنساني، والإيمان بأن الهجرة ليست عائقا، بل فرصة للنمو وبناء مستقبل مشترك أكثر إشراقا وإنسانية.