سدود المملكة تسجل عجزا خطيرا يفوق 11 مليار متر مكعب

سد المسيرة بدون قطرة ماء، والدارالبيضاء مهددة بالعطش

 

تسبب الانخفاض الواضح في التساقطات المطرية خلال العام الجاري، في تراجع خطير لمخزون السدود الرئيسية بالمملكة والتي لم تعد نسبة ملئها تتعدى 30.20 في المائة، معرضة هي الأخرى لمزيد من التناقص نتيجة موجات الحرارة المرتقبة خلال الشهور الثلاثة القادمة من هذا الصيف.
وإلى حدود أمس الخميس 4 يوليو 2022، تراجعت نسبة الملء في سدود المملكة من 32 في المائة خلال متم يوليو من العام الماضي إلى 30 في المائة حاليا، ويعزى هذا التراجع في مستوى مياه السدود إلى الانخفاض الكبير في حجم التساقطات المطرية هذه السنة حيث بلغ المتوسط الوطني للتساقطات المطرية حوالي 237ملم، بانخفاض قدره 31% مقارنة بموسم عادي (349 ملم).
وبالإضافة إلى قلة التساقطات المطرية وتأخرها، اتسمت مواصفات التساقطات بسوء التوزيع الزمني والمجالي، واتسم التوزيع الزمني للتساقطات بتأخر تساقط الأمطار مما أدى إلى جفاف طويل في بداية الموسم.
وتفيد آخر إحصائيات قطاع الماء بوزارة التجهيز حول وضعية السدود أمس 4 يوليوز 2023، أن سدود المملكة التي تفوق سعتها الإجمالية 16 مليار متر مكعب سجلت حتى الآن حقينة لا تتعدى 4.8 مليار متر مكعب، عوض 5.1 ملايير متر مكعب المسجلة خلال نفس التاريخ من سنة عادية.
ويتوفر المغرب حاليا على حوالي 145 سدا كبيرا، و250 سدا صغيرا، وتتفاوت نسبة الملء داخل هذه السدود حسب موقعها الجغرافي، فبينما تعرف بضعة سدود واقعة على الأنهار الكبرى وفي المناطق المطيرة نسبة ملء عالية، كما هو الحال بسد وادي المخازن بالقصر الكبير، والذي وصلت نسبة ملئه إلى 89 في المائة، عوض 74 في المائة خلال نفس الفترة من العام الماضي، وسد الوحدة بتاونات، وهو أكبر سد في المغرب، والذي وصلت حقينته إلى حدود أمس لنحو 55 في المائة، وسد النخلة بتطوان 80 في المائة، وسد شفشاون 96 في المائة .. تعاني السدود الواقعة في وسط وجنوب المملكة من تراجع ملحوظ في مخزونها المائي كما هو الحال بالنسبة لسد بين الويدان بإقليم أزيلال الذي نزلت حقينته من 14 في المائة في بدايو يوليو 2023 إلى 9 في المائة أمس، ونفس التدهور عرفه مخزون سد المسيرة وهو ثاني أكبر سد بالمغرب، الواقع في إقليم سطات حيث هبط معدل ملئه إلى 0.5 في المائة، علما أن هذا السد يؤمن الحاجيات المائية للعديد من المناطق الواقعة في جهة الدار البيضاء- سطات.وهو ما يوشك أن يتسبب في أزمة خطيرة قد تحرم لأول مرة جزءا كبيرا من مدينة الدار البيضاء من مياه الشرب.
وقد بدأت معالم هذه الأزمة تتبدى في العديد من أحياء «الدار البيضاء الشمالية» حيث أصبح انقطاع الماء ليلا شائعا منذ عدة ّأسابيع.
وبينما شكلت السدود، عبر عقود، صمام أمان للمغرب الذي يعتمد اقتصاده على الموارد المائية بشكل كبير، أصبحت هذه الأخيرة تتناقص عاما بعد عام، بفعل التقلبات المناخية، حتى أصبحت المملكة اليوم في وضعية حرجة دقت ناقوس الخطر بشأنها العديد من المنظمات والمؤسسات الوطنية والدولية.
ولمواجهة هذه الأزمة المائية، بادر المغرب إلى وضع برنامج الأولويات الوطنية لتوفير مياه الشرب والري 2020-2027. والذي يغطي كافة مناطق المملكة. ويتعلق الأمر بتحسين إمدادات المياه، ولاسيما من خلال بناء السدود وإدارة الطلب على المياه، وخاصة في القطاع الزراعي، وتعزيز إمدادات مياه الشرب في المناطق القروية، وإعادة استعمال المياه العادمة المعالجة في ري المساحات الخضراء والتواصل والتوعية بهدف تعزيز الوعي المرتبط بأهمية الحفاظ على الموارد المائية وترشيد استخدامها. وقد أعطى الملك تعليماته السامية لتنفيذ هذا البرنامج الذي ستبلغ كلفته الإجمالية 115 مليار درهم.
وبشكل ملموس، يهدف البرنامج إلى تعزيز الإمكانات الوطنية من خلال بناء 20 سدا كبيرا بسعة 5.38 مليار متر مكعب.
بالإضافة إلى السدود الصغيرة والسدود التلية، نظرا لما لها من أهمية خصوصا بالنسبة لسكان المناطق الجبلية والقروية البعيدة ودورها في تعبئة المياه المحلية الناتجة عن الأمطار الغزيرة المؤقتة.


الكاتب : عماد عادل

  

بتاريخ : 05/07/2024