سربات الخيل وفصل الصيف

موسم الرحيل إلى «محارك التبوريدة» وساحات «الفنتازيا»

 

مع حلول فصل الصيف، تجتاح الفرسان وأحصنتهم حمى الرحيل نحو «محارك» المواسم والمهرجانات، وتنتاب «السربات» حاجة الاستجابة الملحة لنداء الهوى والعشق لساحات «التبوريدة» المنتشرة على امتداد التراب الوطني، موعد يترقبون حلوله بفارغ الصبر لممارسة هواية توارثوها عن الأجداد. في هذه الورقة نتقاسم معهم بعض لحظات من هذا الموروث المغربي الضارب في أعماق التاريخ…

 

خطوات قوية تخترق الرياح كسهم يمرق في لمح البصر يسارع الزمن ويطوي المسافات إلى حيث ستنفجر، في تلاحم فريد يغشى الفؤاد قبل العين، ذروة مشاعر تحملها طلقات البنادق إلى عنان السماء، ثم تنشرها بردا وسلاما وزغاريد على أعناق مشرئبة منتشية فخورة بإرث وتقاليد تأبى الاندثار ولا ترضى غير السمو مكانا والعلو شرفا.
«سربة ورا سربة»، على حد قول المغني الشعبي، يقف الخيالة والخيول في أبهى حللهم، ينتظرون دورهم لإبهار المشاهد المتلهف، سروج مذهبة متقنة الصنع، قفاطين ملونة وجلاليب بيضاء أو صفراء مغربية تقليدية، أحذية جلدية مطرزة تبهر الرائي المشدوه المولع بهذا التراث، كُمية أو خناجر فضية يتمنطق بها الفارس وشكارة يضع فيها مصحفا صغيرا للتبرك والحفظ من الآفات…وبندقية.. أو مكحلة، تلك هي بهارات هذا الطقس المغربي المحض الذي تتوارثه الأجيال أبا عن جد، يكرم فيه المغاربة خيولهم التي كانت على مر العصور والأزمان رفيق الإنسان المفضل، بل اعتبرها في كثير من الأحيان فردا من أفراد عائلته يفضلها على أبنائه ويقدم لها من الطعام أجوده والمياه أنقاها وأصفاها، لم لا وهي من تحمله ومتاعه أثناء السفر وتؤنس وحدته في ليالي البيداء الطوال الموحشة، وترافقه في ساحات حروبه ومعاركه، كرا وفرا إقبالا وإدبارا، تناور معه وتتحمل طعنات سيوف أعدائه وتستقبل ضربات الرماح والنبال صامدة كالجبال حتى الفوز والانتصار ودحر العدو المتربص في زمن ولى ومضى، اليوم حلت محل الخيول أصناف وأشكال من وسائل النقل وتسيدت الدبابات والأسلحة المتطورة الحروب والمعارك ولم يعد للحصان دور فيها، لكن مكانته في بعض المجتمعات لم تتزحزح ومحبته لا تزال متربعة على عرش القلوب .
بالمغرب حافظ المغاربة على قربهم الجميل بالخيول من فرط محبتهم لها وإعجابهم بها وابتكروا طريقة فريدة في تكريمها وجعلها محط الاهتمام والأنظار، التبوريدة، أو الفنتازيا، ذلك التراث المغربي المتفرد الذي تهفو إليه القلوب وتحج إليه أفواج المغاربة من كل فج عميق للتمتع بلوحات فنية تمتزج فيها صيحات الفرسان بصهيل الخيول وضربات حوافرها على الأرض مع طلقات البنادق وصوت البارود…
خيول ذات الأصل العربي أو الأمازيغي تجتمع رفقة فرسانها في المناسبات السعيدة من أعراس وحفلات الختان وحفلات ختم القرآن وفي ساحات مواسم الأولياء الصالحين أوالمهرجانات التي تزدهر خلال فصل الصيف، يتوجه إليها الفلاحون والمزارعون من كل قرية ودوار وتعتبر متنفسا لهم بعد عام طويل من الكد والتعب، فرحين مستبشرين، يعرضون فيها بضائعهم المختلفة ويقتنون منها ما يحتاجونه، ولم لا قضاء وقت ممتع في مشاهدة عروض التبوريدة نهارا والاستمتاع بالرقص والغناء مع الفرق الموسيقية الشعبية ليلا ومختلف الأنشطة التي تنظم بهذه المناسبات.
مواسم مثل موسم مولاي عبد لله أمغار أو موسم عبد العزيز بن يفو نواحي الجديدة، سيدي موسى المجذوب أو مهرجان» بالوما» زناتة نواحي المحمدية، وغيرها من المواسم الممتدة على جميع التراب الوطني تستقطب الآلاف من الزوار من المدن والقرى ومن الجالية المغربية القاطنة خارج التراب الوطني، بل إن القرويين يجعلون من هذه المناسبة فرصة للتخييم لمدة قد تفوق الخمسة أيام، ينصبون خلالها الخيام في الهواء الطلق ويقضون أيامهم الاستثنائية تلك وقد نفضوا عنهم ما تراكم في نفوسهم طوال السنة من تعب، يبيتون فيها لياليهم تحت ضوء القمر، يجهزون طعامهم على نار الفحم الخشبي يستقبلون زوارهم بكؤوس الشاي و»الفاكية « والإسفنج، مانحين لأطفالهم ونسائهم فسحة حرية وانطلاق تدوم أياما قلائل للاستمتاع بما يقدمه الموسم من صنوف الترفيه ومعارض الصناعة التقليدية والملابس والفواكه الجافة والحلويات والألعاب المختلفة التي يقبل عليها الصغاروالكبار على حد سواء، شأنهم شأن العشرات من فرق التبوريدة والمئات من الخيول والفرسان الذين يرحلون رفقة متاعهم ومستلزماتهم وأسرهم وأصدقائهم المولعين بهذا الموروث الأصيل، يقطنون هم أيضا مدة أسبوع تقريبا داخل خيمهم (الخزاين) المؤثثة بالزرابي المغربية التقليدية والفراش الصوفي العتيق والمصطفة في انتظام على جنبات مضمار السباق تحيط به من كل جانب، في استعداد تام، تذكرنا بخيام منصوبة في ساحة من ساحات الوغى في زمن غابر، وأمامها تقف بأنفة وشموخ خيول بأصولها العربية الأمازيغية وتسمياتها المختلفة التي تحيل على ألوان تمتح من قاموس اللسان المغربي الأصيل المرتبط بالخيل والبارود: حجر الواد، لشهب، لزرك، البركي، الكمري، الصنابي، لدهم، كل لون لا يفهم معناه إلا أصحاب الاختصاص في هذا المجال، نطرح السؤال على واحد منهم سي عبد الكريم الذي صادفته الجريدة داخل إحدى الخزاين مع سربة موسى المقدمي بمهرجان زناتة، والذي لم يبخل علينا بالجواب المستفيض : البركي هو الحصان ذو اللون البني والكمري ذو اللون الأبيض، لكن لونه يتغير مع تقدمه في العمر ليتحول إلى اللون «الأزرك» مع بقع بيضاء تسمى عند الخيالة (حط ريال)، ثم الحصان الادهم أي الاسود، والصنابي يعني الأصفر، إلى غير ذلك من التسميات.. لكن لادهم يبقى المفضل عند الفرسان لجماله وسواده اللامع حتى أن جميع ألوان السروج تليق به، وهو المفضل عند مقدم السربة، «عودي الادهم ما يركبو غير المقدم)»…
طقوس وتقاليد ضاربة في القدم تجسدها أمامنا استعدادات فرسان وقفوا في صف متراص يستمعون في امتثال تام لتعليمات المقدم الشاب محمد المقدمي، من سربة المجدوبي، تحت الأنظار الفخورة لوالده موسى المقدمي الذي مرر المشعل لابنه بعد تقدمه في العمر: « الدراري السلامة هي لولا ..ديرو مترو ما بين العود والعود، ملي تسمع آلمكاحل جيب المكحلة وملي تسمع اركب أخويا اركب، زكا….ملي تسمع الاشارة الاخيرة طلق البارود ..بلا ماتزيد من عندك شي حاجة «.
ولأن ركوب الخيل والجري بها لمسافات مغامرة محفوفة بالمخاطر فكم من فارس دقت عنقه وغادر الحياة من سقطة غير محسوبة أو أصيب بعاهة مستديمة بسبب طلقة بندقية شاردة، يلتجئ هؤلاء قبل أي ركوب إلى لله بالدعاء بالحفظ والستر والسلامة وقراءة الفاتحة وما تيسر من آيات القرآن الكريم ثم يعمدون إلى معانقة بعضهم البعض في شبه وداع من يتجه إلى ساحة حرب قد لا يعود منها، لا قدر لله.
النساء بدورهن لهن فرقهن الخاصة بالتبوريدة فلم يعد ركوب الخيل حكرا على الرجال، من بين السربات الخاصة بالنساء التي صادفناها بمهرجان زناتة سربة الفارسة مال احمري التي تمثل إقليم القنيطرة أحسن تمثيل، فارسات بزيهن التقليدي الأزرق وحبهن للتبوريدة وتميزهن، يتقاسمن مع باقي الفرسان «محرك» التبوريدة بكل شجاعة وإصرار، منتزعات احترام الجمهور وتقدير باقي زملائهن في الهواية التي تسري في النفس مجرى الدم في العروق، يقول أحد مرافقيهن « هاد السربة فيها 11 بنت، وهي حاصلة على الميدالية الذهبية بالبطولة الوطنية بدار السلام سنة2008، نتمنى لهن السلامة والتوفيق…»، نفس الطقوس نلاحظها داخل خيمتهن : لباس وصلاة ودعاء وقراءة قرآن وأحضان وطلب المسامحة ثم ركوب الحصان وتسلم «السناح» السلاح من يد شباب جهزوا البنادق و»عمروها» بالبارود ثم التوجه نحو المحرك الواحدة وراء الأخرى في نظام وتحكم في أحصنتهن يثير الإعجاب.
لا يمكن أن تكتمل طقوس الفنتازيا دون البنادق أو المكاحل فهي من ضروريات فن التبوريدة» ثمنها قد يصل لخمسة الملاين وكاين حتى ديال 3000 درهم ، كاين الحرفيين مازال كيصنعوها بمواد مختلفة بحال الفولاذ والخشب وحتى العاج …» يقول أحد الشباب المكلفين بتسليم البنادق جاهزة للفرسان بعد ملئها بالبارود الذي تسلمه السلطات للسربات بطريقة قانونية وبكميات محسوبة، لكن رغم الحرص الذي يظهره هؤلاء الشباب في التعامل مع البارود والبندقية إلا أن بعض الحوادث المفاجئة والمفجعة قد تحدث دون سابق ميعاد نتيجة لنقص الخبرة وخطورة المادة المتفجرة التي تستعمل في ملء «المكحلة» ونعني بها مادة البارود، مما يستدعي التفكير في تنظيم دورات تدريبية لهؤلاء الشبان ولكل من له علاقة بالبندقية والتبوريدة، لتعلم كيفية التعامل معها وتجنب كل ما من شأنه أن ينغص على الفرسان والضيوف فرحتهم وابتهاجهم بموسمهم الذي ينتظرونه كل سنة بلهفة وترقب. بالنسبة للبنادق فإن كل منطقة من مناطق المغرب تختص بطريقة صنعها المتميزة لها سواء بمناطق سوس ماسة المعروفة بالبنادق ذات الأخمص الدقيق المزخرف بالعاج أو العظام وقد تستعمل أيضا صفائح النحاس والفضة لتزيينها أو حتى قطع زجاجية ملونة، أما البندقية من نوع «أفضالي» المعروفة بمنطقة تارودانت فتتميز بأخمص تحيط به صفيحة معدنية مع قطع من عظام الجمال أو العاج، وفي ما يتعلق بمكحلة «تاوزيلت» فهي معروفة أيضا بنفس المنطقة، والتي يغطى أخمصها بصفيحة فضية مزخرفة بنقوش ومسامير للزينة، في حين تعرف منطقتا وادي درعة والأطلس الصغير، ببندقية “التيت” التي يكون أخمصها مقوسا مع نقوش من عظام الجمل أو العاج أو نقوش معدنية… أما بالشمال وبالأخص مدينة تطوان و منطقة الريف فتتميز البنادق بأخمصها العريض وتقوسات متماثلة ما يمنحها شكلاً هندسيا مثلثا، ويعمد حرفيو هذه المنطقة إلى الزيادة في سمك الخشب المستعمل في صناعة الأخمص مما يمنح لهذه البنادق الصلابة ويتم تزيينها بألوان داكنة باستعمال خشب الجوز وتتميز بأخمص ذي شكل دقيق مزين بخيوط فضية مفتولة.
منذ أيام وعلى امتداد كيلومترات عديدة على مد البصر نصبت 22.000خيمة وجهزت الساحات لاستقبال سربات سيبلغ مجموع فرسانها حوالي 2000 فارس حجوا من مختلف المناطق إلى أكبر موسم بالمغرب، موسم مولاي عبد لله امغار.، الذي افتتح يوم الجمعة الماضي بعد غياب قسري بسبب الجائحة، والذي سيمتد ما بين 5 و 12 غشت الجاري. جموع غفيرة من الزوار من جميع الجهات حضرت إلى هذه التظاهرة الثقافية والروحية الكبيرة التي تشكل مناسبة لبعث دينامية كبيرة على مستوى الاقتصاد المحلي والسياحة، وحسب المنظمين، فإن المؤشرات التوقعية تشير إلى أن حوالي 2 مليون زائر سيحجون إلى فضاءات موسم مولاي عبد لله أمغار في نسخته 2022 ، ويهدف المنظمون، بعد اعتراف الإيسيسكو بهذا الموسم كتراث وطني لا مادي، إلى أن تسجله اليونسكو كتراث عالمي لا مادي.
وفي هذا الصدد قال رئيس جماعة مولاي عبد لله في مؤتمر صحفي إن لجنة رفيعة المستوى ستزور الموسم قريبا لإعداد تقرير تقييمي حول هذا الموضوع، مع العمل على رفعه إلى هيئات اليونسكو ذات الصلة، مضيفا أن هذا الحدث الثقافي المتجذر بعمق في التاريخ، بتراثه المتنوع اللا مادي والذي يمثل جزءا مضيئا من الذاكرة الوطنية المشتركة، يشكل محركا لدينامية اقتصادية وسياحية في المنطقة…
مولاي عبد لله امغار، صاحب زاوية تيط، التي تبعد عن مدينة الجديدة بحوالي أحد عشر كلم على الطريق الساحلية المؤدية للوليدية على الساحل الأطلسي لمنطقة دكالة، تعرف اليوم بمركز مولاي عبد لله، وهي تعتبر من المراكز العمرانية القديمة بالمغرب، اشتهر بغزارة علمه وسعة اطلاعه وكانت تتوافد عليه الوفود برباط تيط من كل حدب وصوب لاستشارته والتزود بنصائحه وأغلب الأولياء والصالحين بساحل دكالة من تلامذته أو تلامذة أولاده وأحفاده، ويعتبر الموسم الذي ينظم منذ مئات السنين برباط تيط (مركز مولاي عبد لله حاليا) من طرف قبائل دكالة احتفاء بالولي الصالح مولاي عبد لله أمغار، واحدا من أهم التظاهرات الدينية والثقافية على الصعيد الوطني حيث يستمتع زواره الذين يعدون بالآلاف بالأنشطة الدينية التي تقام بضريح الولي الصالح مولاي عبد لله امغار وبالمسجد التابع له وبالأنشطة الفكرية والثقافية والترفيهية بمختلف فضاءات الموسم، وهي الأنشطة التي تتواصل على امتداد النهار والليل مستمرة في الزمان والمكان دون انقطاع، فإذا كان النهار يخصص لألعاب الفروسية والصيد بالصقور والتبضع والتجوال بين معارض الصناعة التقليدية، التي تعرض كل ما يتعلق بالمنسوجات الصوفية المصنوعة بيد الصانعة التقليدية المغربية من جلابيات الحبة والسوسدي والخفيف وسدا في سدا الرجالية والقفاطين والأقمشة المطرزة والأغطية الصوفية ذات الألوان البيضاء أو الرمادية المخططة بألوان خضراء أو بنفسجية أوغيرها (اللعبانة) والزرابي، والمنتوجات الفلاحية من عسل وزيوت طبيعية ومخبوزات شهية، دون نسيان الأماكن المخصصة لألعاب الأطفال، وأسواق الخضر والفواكه واللحوم فإن الليل يقضيه مرتادو الموسم في التسكع بين «الحلاقي» والفرق الموسيقية الشعبية، رغم أن هذه الأنشطة قد لا تخلو من بعض السلبيات والتصرفات التي تزعج الزوار .
التجوال بأي موسم من الموسم لا بد أن ترافقه موسيقى شعبية تصدح من مكبرات الصوت المنتشرة في كل مكان، بالموسم المشهور يتناهى إلى مسامعنا صوت فاطنة بنت الحسين وهي تتغنى في أغنيتها المشهورة بموسم «مولاي عبد لله» واصفة معاني الفرحة والابتهاج بزيارة مقام الولي الصالح ونوافذه التسع، «عندو تسع شراجم، ثلاثة صادين للبحر وثلاثة للجرف لصفر وثلاثة للقبلة.. وللي هو مولوع اسيادي را الجامع تما»…تنتقل عدوى الغناء إلى إحدى السيدات وتسأل مرافقها عن مكان الضريح ضاحكة : يلاه نحسبو الشراجم !
مرات كثيرة نصادف أحصنة مسرجة مع فرسانها بين شوارع وخيام ومعروضات، وهي تتجه نحو «المحرك « المحاط بسور عال، والذي يلج إليه الوافدون من بوابات يحرسها رجال الدرك الملكي، ولكثرة الزوار الذين يتجاوز أعدادهم الآلاف يجد الكثير منهم صعوبة في الولوج إلى المحرك المسور مما يخلق فوضى وتدافع أمام البوابات القليلة ويسبب إرهاقا للزائرين والحراس في نفس الوقت، وهو ما يعتبر نقطة سيئة في التنظيم يجب الانتباه إليها والعمل على تجاوزها مع العلم أن هذا المشكل يشتكي منه الجميع حتى خلال السنوات الفارطة.
الزائر لموسم مولاي عبد لله لا بد أن ينبهر بالأعداد الغفيرة للسربات والخيول والفرسان المتراصة كأنهم البنيان المرصوص، تتطلع إلى دورها في «التبوريد»، أحصنة جميلة بسروجها المزركشة «تجدب» على أنغام الطبل والغيطة التي ترافق مثل هذه المناسبات المبهجة، بهجة معدية تنتقل إلى الجموع فتنشر الابتسامات والضحكات وتنتزع التصفيقات والزغاريد مع كل طلقة جيدة يستحسنها الجميع فتتنامى في أعماق الحاضرين آيات الفخر والاعتزاز بهذا الموروث الثقافي المغربي الضارب في أعماق التاريخ والمترسخ في نفوس المغاربة، ولسان حالهم يردد كلمات العيطة الشعبية: (تكبت الخيل عل الخيل
ديرو شريفي علام وجمافو عليك اليام..وا لهوا صعيب)، هوى الخيل وحب الحصان والتبوريدة لا يضاهيه عند عشاقها أي هوى آخر، هوى تنطق به وجوه الخيالة المنيرة قبل ألسنتهم، نستشفه من حركاتهم وتعاملهم مع خيولهم وحرصهم على راحتها وخوفهم من أن يصيبها أي مكروه، فطوبى لهم بعشقهم الممتع وطوبى لهم بمعشوقهم النبيل!

 


الكاتب : خديجة مشتري

  

بتاريخ : 11/08/2022