سرديات محمد سعد العلمي، الوزير والدبلوماسي والقاص والصحافي «مصالحة أدبية» لكاتب وسياسي مع تحولات المغرب

أبرز نقاد وأكاديميون وصحافيون، مؤخرا بشفشاون، قيمة مضامين ودلالات التراجيع القصصية الواردة مجموعة «الحلم في بطن الحوت» للكاتب محمد سعد العلمي، والصادرة مؤخرا عن “دار الأمان” بالرباط.
وسلط المتدخلون الضوء خلال اللقاء الأدبي، المنعقد بمبادرة من جمعية أصدقاء المعتمد ودعم من عمالة وجماعة شفشاون والمديرية الجهوية للثقافة، على الميزة الأدبية والقيمة التاريخية والاجتماعية والسياسية لسرديات محمد سعد العلمي، الواردة في مجموعته القصصية، التي تغوص في سرديات بأزمنة وأمكنة مختلفة، معتبرين أن المجموعة «مصالحة أدبية» لكاتب وسياسي مع تحولات عرفها المغرب منذ ستينيات القرن الماضي، أوردها بأسلوب لغوي مباشر أحيانا ومرموز أحيانا أخرى.
وأوضح المتدخلون أن التنصيص الزمني والتاريخي لسرديات محمد سعد العلمي، الوزير والدبلوماسي والقاص والصحافي، تعطي للقارئ فسحة واسعة للاطلاع على أحداث «مفصلية» و»مؤثرة» من تاريخ المغرب الحديث، وترصد تطوراته المجتمعية. وأكد المتدخلون على أهمية هذه السرديات كـ “مصالحة ذاتية” مع الكتابة القصصية التي راودت الكاتب منذ سنين، إذ تلامس مشاهد وذكريات وفق سياقات زمنية مضبوطة، تصوغ شواغله السياسية والثقافية، وتتحدث عن انكسارات وآمال شخصية ومتمنيات مؤجلة، عبر عنها المؤلف تارة بتعابير دلالية وسيميائية وتارة بعبارات مباشرة.
وأشار المتدخلون إلى أن حرص المؤلف على اختيار جمل قصيرة تقود الى التعرف على الأحداث بمفاهيم شتى ومتنوعة تنبع من قناعاته الذاتية، لكنها في ذات الوقت تمكن القارئ من تأويل الوقائع التي سردها الكاتب وفق المقصود الذي يتغياه حسب قناعاته الشخصية وتقييمه الذاتي.كما وقفوا المشار عند الاختيار المكاني لسرديات سعد العلمي، فتارة ينقلنا إلى الرباط، محور أغلب قصصه، وتارة الى إشبيلية وغرناطة لربما لاستذكار قرون من ماضي المسلمين المجيد والتليد، وأخرى إلى لندن والقاهرة لاستعادة زمن داخلي يرتبط بالشخصي والعاطفي والمهني، وإلى شفشاون للتواصل الوجداني مع جذور النشأة ومراسي الأصالة وصدى الذكريات.
بالمناسبة، اعتبر المؤلف محمد سعد العلمي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن مؤلفه السردي، وإن كان يتحدث وينبش في الماضي بلحظات التطلع والانكسار والألم والأمل، فهو يمكن من مواجهة تحديات الحاضر والتطلع بثقة الى المستقبل المشرق والوضاء الذي تتحقق فيه جميع الأمنيات الفردية والمجتمعية.
وقد أطر الندوة، التي تندرج ضمن برنامج “في حضرة المعتمد” الذي سيتواصل على امتداد السنة باستضافة شخصيات ثقافية وفكرية وفنية مرموقة، كل من الناقد نجيب العوفي، والأكاديمية إيمان الرازي، والناقد شرف الدين ماجدولين، والصحافي عبد العزيز حيون.


بتاريخ : 11/06/2025