تواصل المرأة المغربية حفر اسمها في مجالات رياضية متعددة، وها هي اليوم تدخل عالم رياضة المحركات من أوسع أبوابه، مع مشاركة السائقة المغربية سعاد مقتدري في رالي داكار، أحد أصعب وأشهر سباقات الراليات على مستوى العالم.
تمثل هذه الخطوة إنجازا تاريخيا للمغرب، حيث تعد مقتدري أول سائقة مغربية تخوض تحديات هذا السباق، الذي يعرف بظروفه القاسية ومنافسته الشرسة.
وستتنافس سعاد في الدورة المقبلة، التي ستقام بالمملكة العربية السعودية خلال الفترة من 3 إلى 17 يناير 2024، في مغامرة تسلط الضوء على الشجاعة والإصرار.
وقد صرحت سعاد مقتدري خلال لقاء صحفي نظمته الشركة التي تساند سعاد مقتدري في رحلتها الرياضية قائلة: «إنه لشرف كبير لي أن أحظى بدعم شركة فيفو إنيرجي المغرب والعلامة التجارية شال في هذه المغامرة الرائعة. فسباق “رالي داكار” يعد منافسة شديدة تتطلب أداءً استثنائياً، وأنا فخورة لأنه يمكنني الاعتماد على شركاء موثوق بهم. بصفتي أول سائقة مغربية تشارك في رالي داكار، أنا عازمة على تمثيل بلدنا وآمل أن أشجع النساء على الإيمان بأنفسهن أكثر ومواجهة التحديات بكل جرأة. «
من جهتها قالت سلوى بنسليمان، مديرة التسويق لدى شركة فيفو إنيرجي المغرب : «من خلال دعمنا لسعاد مقتدري في هذه المغامرة الاستثنائية لتمثيل المغرب على أعلى المستويات، فإننا نثمن رياضية موهوبة وندعم رمزاً للإصرار والشجاعة والشغف، خاصةً في الأنشطة التي لا تزال فيها تمثيلية المرأة غير كافية، مثل رياضة المحركات. ولعل هذه الشراكة خير دليل على التزامنا بتشجيع النساء اللواتي يجرؤن على الحلم الكبير ويعتبرن كل عقبة فرصة لتجاوز الذات .«
رالي داكار ليس مجرد سباق رياضي، بل هو تحدٍّ يشمل المهارات التقنية، قوة التحمل، وحسن التخطيط. تُبرز المشاركة المغربية فيه، عبر سعاد مقتدري، قدرة المرأة المغربية على مواجهة أصعب الظروف بثبات وثقة. هذه المشاركة لا تحمل فقط الطموح الرياضي، بل أيضًا رسالة أمل وإلهام لجميع النساء المغربيات والعربيات.
وبدأت مقتدري مسيرتها في رياضة الراليات منذ عام 2008، ونجحت في تحقيق إنجازات لافتة في مسابقات دولية مختلفة. وعلى مدار سنوات طويلة، أظهرت إصرارا وعزيمة جعلتاها اليوم قادرة على خوض واحدة من أصعب المنافسات الرياضية عالميا. بفضل خبرتها ومثابرتها، تعد مشاركتها إضافة نوعية للتمثيل المغربي على الساحة الدولية.
ما يميز مغامرة سعاد مقتدري أنها لا تقتصر على المنافسة، بل تتعداها لتصبح رمزا يحتذى به. من خلال قصتها، تحمل سعاد رسالة قوية للشباب المغربي، خاصة الفتيات، عن أهمية الإيمان بالذات والعمل الجاد لتحقيق الطموحات. كما تمثل مشاركتها فرصة لتعزيز صورة المرأة المغربية في تخصصات تعتبر صعبة وذكورية الطابع.