سفاحون في مواجهة جرائم استثنائية (22) : بعد أن حاول خاله إنقاذه من عالم الجريمة اغتصب رضيعته وخنق أنفاسها

سيبحر معنا القارئ من خلال هاته الحلقات في ملفات تتسم بالرعب جراء أفعال إجرامية قام بها متهمون أدانهم القضاء نهائيا بأحكام تتراوح مابين الإعدام والسجن المؤبد حيث ارتبطت أسماؤهم بملفات كبيرة مرتبطة أساسا بعالم الجريمة وتفننوا في ارتكاب أفعال إجرامية خطيرة بوعي منهم أو بدون وعي إلى أن تحولوا إلى كوابيس مزعجة بالنسبة للمواطنين ورجال الأمن. منهم من ظل لسنوات بعيدا عن أعين الامن التي كانت تترصده فيما آخرون وقعوا كما تقع الطيور على أشكالها مباشرة بعد ارتكابهم لفعلهم الجرمي أو في مسرح الجريمة
الاتحاد الاشتراكي تفتح اليوم تفاصيل هذه الجرائم فإنها تبقى مجرد قضايا من مجموعة ملفات عرفتها المحاكم المغربية منذ بداية السبعينيات من القرن الماضي إلى يومنا هذا.. فيما تاريخ العدالة المغربية مليء بالقضايا المشابهة وبأعداد كبيرة، إلا أن القضايا التي أخترناه اليوم تعتبر مثيرة شدت إليها انتباه الرأي العام الوطني، كما عرفت نقاشا وجدالا واسعا من طرف الإخصائيين وعلماء الاجتماع وعلماء الجريمة.. فيما ظلت تفاصيلها راسخة في عقول العديد من الضحايا وعائلاتهم..

 

 

رغم كل ما قدم له من أحلام وردية من طرف العائلة وقدم له من خدمات لم يستطع التأقلم معها حيث قرر في غفلة منهم عدم العودة الي البيت معانقا مرة أخرى ممرات سوق الجملة حيث اعتاد لقاء رفاق السوء إلا أنه بعد احتسائه كمية كبيرة من الخمر قرر العودة الى بيت العائلة. وفي الطريق حيث التقى أحد الجيران الذي كان يستعد من أجل للذهاب الى العمل. وبمجرد أن حملق فيه حتى وجه اليه جملة من السب والشتم قبل أن يستل سكينا ويوجه له ضربة تركته كله دما وبمجرد أن طرق باب أسرته قرر الوالد أن يطرد ابنه للمرة الأخيرة والى الأبد خاصة وأن المصاب من بين الجيران المحترمين الذي يقدم خدمات جليلة لكافة الجيران. وكان القتل نهاية مسار مجرم عائلي .
لم يجد من مكان يقصده. وظل هائما على وجهه الى حدود الساعة التاسعة صباحا حيث قصد منزل الخال الذي ما أن طرق بابه حتى استضافه في بيته. وبعد الاستماع الى إفاداته أكد له أن سيصلح الأمر مع عائلته في القريب العاجل. قضى اليوم كله مابين النوم والتفرج على جهاز التلفزيون حيث تناول معهم الوجبات الغدائية الثلاث. وفي الليل منحه خاله فراشا في صالون البيت أملا في إقناعه بالعدول عن جرائمه باسطا أمامه أن البيت الأسري يعتبر أحسن مكان للعيش في سلام إلا أن ابن العائلة الذي سيتحول الى وحش كاسر كان له رأي آخر. فما أن أرخى الليل سدوله حتى تسلل الى الغرفة المجاورة حيث كانت ابنة الخال تغط في نوم طفولي عميق وعمد الى إخماد أنفاسها الصغيرة بيديه الوسختين وبعد أن تأكد من وفاتها جردها من ملابسها وقام باغتصابها في منظر مقزز قبل أن يفر من المنزل في اتجاه مجهول
وبحكم أن الاطفال توقظهم الكوابيس ويرددون أحلامهم بجهر فإن الأم لم تسمع تلك الليلة أي من أحلام الطفلة فأرادت أن تتعرف على سر سكون غرفتها تلك الليلة والاطمئنان على صغيرتها فدخلت الغرفة حيث حاولت إيقاظها دون جدوى. استمعت الى دقات قلبها فعلمت أنها توقفت فأطلقت صرخة قوية أيقظت الأب كما الجيران حيث دخل الأب في غيبوبة فيما فقدت الأم كل صلة بالواقع جراء هول المصيبة فجر تلك الليلة. كانت الجريمة ناقصة وكان المشتبه فيه معلوم. إنه القريب وابن الأخت
لم يكن المشتبه فيه غريبا عن عناصر الأمن التي اعتادته متسكعا كل يوم بسوق الجملة كما اعتادته من ذوي السوابق القضائية في مجال ترويج المخدرات. وماهي إلا ساعات قليلة حتى كان في قبضة رجال الأمن حيث كان يصدر قهقهات التهكم على إلصاقهم تهمة قتل ابنة خاله التي ليست سوى طفلة صغيرة إلا أن تضييق الخناق عليه بالأسئلة وبفراره من المنزل باكرا قادته الى الانهيار والاعتراف بارتكابه هذه الجريمة النكراء، فتقرر وضعه رهن تدابير الحراسة النظرية وإحالته على المدعي العام الذي أحاله بدوره على التحقيق.
لم يجد المتهم بدا من الاعتراف بجريمته التي ارتكبها تحت تأثير المخدرات التي كان قد تناولها قبل ارتكابه الفعل .كما أنه لم تكن له نية قتلها وهو ما حاول ترديده أمام هيئة المحكمة التي كان رأي آخر حيث آخذته من أجل المنسوب إليه وحكمت عليه بالإعدام الذي لم يسكن حرقة أم مكلومة وأب أراد أن يقدم جميلا الى ابن شقيقته فكان مصيره حمل جرح طيلة حياته.


الكاتب : مصطفى الناسي

  

بتاريخ : 13/08/2020

أخبار مرتبطة

يؤكد الفيلسوف ميشيل فوكو أن عصر الأنوار «لم يجعل منا راشدين»، ظلك أن التهافت الأخلاقي للغرب ظل يعيش، إلى الآن،

نعود مجددا إلى «حياكة الزمن السياسي في المغرب، خيال الدولة في العصر النيوليبرالي»، هذا الكتاب السياسي الرفيع، الذي ألفه الباحث

: داخل مجتمع اللاتلامس، لم تعد نظرة العشق الأولى موضوع تبادل في الشارع، أو داخل حانة، أو في عربة من

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *