سفاحون في مواجهة جرائم استثنائية (6) «بوصمة» قاتل من نوع خاص

سيبحر معنا القارئ من خلال هاته الحلقات في ملفات تتسم بالرعب جراء أفعال إجرامية قام بها متهمون أدانهم القضاء نهائيا بأحكام تتراوح مابين الإعدام والسجن المؤبد حيث ارتبطت أسماؤهم بملفات كبيرة مرتبطة أساسا بعالم الجريمة وتفننوا في ارتكاب أفعال إجرامية خطيرة بوعي منهم أو بدون وعي إلى أن تحولوا إلى كوابيس مزعجة بالنسبة للمواطنين ورجال الأمن. منهم من ظل لسنوات بعيدا عن أعين الامن التي كانت تترصده فيما آخرون وقعوا كما تقع الطيور على أشكالها مباشرة بعد ارتكابهم لفعلهم الجرمي أو في مسرح الجريمة
الاتحاد الاشتراكي تفتح اليوم تفاصيل هذه الجرائم فإنها تبقى مجرد قضايا من مجموعة ملفات عرفتها المحاكم المغربية منذ بداية السبعينيات من القرن الماضي إلى يومنا هذا.. فيما تاريخ العدالة المغربية مليء بالقضايا المشابهة وبأعداد كبيرة، إلا أن القضايا التي أخترناه اليوم تعتبر مثيرة شدت إليها انتباه الرأي العام الوطني، كما عرفت نقاشا وجدالا واسعا من طرف الإخصائيين وعلماء الاجتماع وعلماء الجريمة.. فيما ظلت تفاصيلها راسخة في عقول العديد من الضحايا وعائلاتهم..

 

بوصمة قاتل من نوع خاص ارتكب ثمانية عشر جريمة قتل في أقل من سنة
ولد عبد العالي عامر، أو المكناسي عام 1961، أعزب، بدون مهنة، وبدون سكن. إذ لم يسبق له أن تلقى أي نوع من التعليم. ترعرع في مدينة سلا، تحول من طفل وديع يساعد العائلة إلى مجرم محترف. أعتقل أول مرة في العام 1984، بتهمة الاغتصاب. ولما أطلق سراحه، وجد نفسه في العراء بعد أن باع إخوته، البيت الصفيحي للأسرة الكائن بسيدي موسى بسلا. ثم توالت جرائمه لتصل إلى خمس جرائم أخرى، حيث اعتقل في العام 1992 بسبب التهديد بالسلاح الأبيض وإهانة موظف أثناء عمله. قدم مرة ثالثة إلى العدالة سنة 1993 من أجل الاختطاف والاغتصاب. ودخل السجن من أجل السرقة الموصوفة والضرب والجرح والسكر العلني.
في سنة 2005، وفي مواقع مختلفة عثر رجال الأمن على العديد من الجثث اعتقد معها الجميع أنهم ماتوا بعد سقوط مفاجئ على رؤوسهم، خاصة أنهم من المدمنين على المخدرات والكحول، وبالقرب من الشاطئ، نزل صياد سمك إلى الشاطئ. وحين قرر العودة رمق شخصين يتناولان اللصاق،واثناء المرور بالقرب منهما تم العثور على جثة رجل. مكنت شهادة المتشردين من التعرف على القاتل، والذي كان يعمل في سوق الجملة للخضر. وبعد حملات تمشيطية، تم القبض على الشخص المشبوه. وبعد تفتيشه، تم العثور بحوزته على أقراص مهلوسة وكيس بلاستيكي به حجرة كبيرة الحجم، واعترف بعد استنطاقه بأنه قاتل السطاتي. لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد بدأ البحث عن جثث أخرى..
وفي سنة 2004، توجه المكناسي إلى مقبرة لعلو في الرباط وهي التي يلجأ إليها بعض المتشردين للنوم، ولما رمق متشردا نائما ضربه بحجرة على رأسه وأرداه قتيلا، دون أن يترك لرجال الأمن فرصة لاكتشاف لغز الجريمة. بعد ذلك بأيام عثر بوصمة على شخص آخر نائما قرب وادي أبي رقراق فضربه بحجرة على رأسه، ثم جريمة رابعة بنفس الطريقة، وبعدها بأيام تم العثور على جثة خامسة لشخص وقد ضرب على رأسه، وفي الجهة الثانية وقعت سبع جرائم أخرى.
في يونيو 2005، عثرت عناصر الشرطة على جثة رجل آخر كان نائما تحت شجرة، واحتار رجال الأمن في فك لغز جرائم متوالية، وتم العثور على جثة شخص آخر ضربه المتهم على رأسه قبل سلبه أمواله، فضحية ثالثة، ثم قتل متشردا آخر، ولم تكشف المعاينة أية آثار للجريمة، وصل العدد إلى ستة متشردين ونجا آخرون من الموت بأعجوبة. ولم يكن الجانب المادي، هو الوازع الرئيسي وراء ارتكاب بوصمة لجرائمه، فقد بينت جرائمه أن بوصمة مجرم خطير، يعاني من العديد من العقد النفسية، كانت جريمته الرابعة، حين أراد اغتصاب مسنة ومارس عليها الجنس وهي ميتة، وكانت الأقراص المهلوسة تفقده صوابه وتحمله على ارتكاب جرائم كثيرة.
في 16 غشت 2005، حكم على المدعو بوصمة بالإعدام، والذي ارتكب 18 جريمة قتل ومحاولة قتل.

 


بتاريخ : 22/07/2020