سفينة التأمل

 

جلست على شاطئ الحيرة
أسكب المعاناة على الورق،
وأشكل أمواج الغضب،
تطاردها الجروح ويرافقها السؤال
واحد يدعي الحضور!
على أي غربال سيصفى؟
عقول في السطوح تنتظر .
لديها رغبة بالظهور، وعلى أجنحة الذات شعر يحاول التسلق
في فلسفته نسق مفقود.!
وبين كنفاته نفس مرفوعة!
كأوتار الكمان ترتعش، تهجو، بريئة ومتهمة،
هي دستور محكم!
يحكم على مالكها بلغة السخرية!
وكسوف القمر يجالسها، فرددت :
هو غزو من فضاء الهموم!
خارقة الأصوار بمتعة الارتداء!
و نادت: مغامرات الليل انتهت!
تحدي: وجود، بدون وجود،
حوادث تتكرر باستمرار،
ولجأت عشق في صمت،
هبت كالزئبق الفار، وأسراب من الضيوف تتقرب
ركبت الحداثة، بصور رمزية تلاشت في دائرة النسيان،
في ظل هذه الظروف : بحثت عن لقمة العيش،
داخل ماهية الفراغ!
وقدح من الماء داخل نهر الطموح،
وعلى هامش السحاب حب في الخفاء!
حب في نفس المكان،
مكان مهجور، به شبح معلول،
فيه أسلك سبيل الآخر ، ولا أسلكها،
من بستان الصبر أتغذى، و أندب مصيري بقطرة تتعدى مياه البحرين!
ضمن ليال السهر! يجالسني تحت القمر وأنتظر!
بطلا يحتضر!
يسألني : عن لحظة الحقيقة!
عن ما يدور بحولي ؟
عن أسرار ظلي؟ عن مشارف النهار؟
عن خلجات التوتر المستمر؟
و أنا أسجل في صمت، وأصيح بيدي؟
أرجع لي سكينتي! ودعني أكتشف منبع جروحي!
فمن يرحم؟
من يرثي هذه الأصوات ؟
من يشتري هذه المرآة ؟
و من يطفيء نار الأشواق؟
أتراني أصرخ بالسؤال كأني لاأبحث عن جواب!
غابت عني شمس الأشعار، وابتعدت عني أضواء النهار!
حجبتها غيوم العشق تدق ناقوس الإنذار!
وضياء القمر يحتسي ظلي : ساطعا على ظهر الخيول :
قصيدة بلا عنوان.!
فتشت عنها في جيوبي، فلم أجد إلا خنجر المزاد!
بحثت عنها في نبضات قلبي، فلم أحظ بهمسة الميعاد.!
دمعة يسقطها أنفي، ورموش السعادة يقطفها المجهول
لوعة، ريحها محدود، يتبعها جرس الوعود!
و تعانق الشوق المفقود!
و أنا أنسج وأطبخ شراييني المتقطعة!
هوية ممزقة، مبعثرة، إن وجدتها : ففي عيون البشر!
في تساقطات المطر! و في أغصان الشجر!
ولكن : لم أحصد إلا صورة متكررة، يرقبني الرعب الثقيل!
يتطاير في فراغ، يسقط، ويسقط القناع.!
يلفني جلباب اليأس، ….وندائي يتلاشى في خفاء!
تعصرني المواجع باستمرار!
اخترقت جسرا خيم عليه الهدوء! ينحني : ينسل للخروج و يهتف : من تكون ؟
أنا رصاص مدمر! ولكني في بئر النفط يغرق!
أنا عاشق مبكر! و لكني جرح ينطق!
وعلى رصيف البيداء، هدف منسم بالإنكسار
وعلى مستوى الظل! كان سوى هم إنسان!
سوى حلم في بادئ النهار!
ولكن، إن غير قائد السفينة اتجاهها؟
فهو ميلاد عشق تحت سماء القدر!
يبسط يديه ليحضن روحه المسروقة…!


الكاتب : لطيفة خوجالي

  

بتاريخ : 06/12/2022