سقط المنتخب الوطني المغربي، في الساعات الأولى من صباح أمس الخميس، أمام نظيره الأمريكي بثلاثة أهداف دون مقابل، بملعب»T Q L» بسينسيناتي الأمريكية، في إطار استعدادات كلا المنتخبين لنهائيات كأس العالم، المقررة في قطر أواخر العام الجاري.
ولم يقدم الفريق الوطني خلال هذا الموعد الودي ما كان منتظرا منه، واكتفى بعرض هزيل، زاد من حجم الشكوك التي رافقته منذ أن تسلم المدرب البوسني، وحيد خاليلوزيتش، مقاليد الإشراف عليه، حيث كانت المبادرة لمنتخب الولايات المتحدة الأمريكية، الذي شن العديد من المحاولات، تطلب الكثير منها تدخل الحارس ياسين يونو في لحظات حاسمة.
وافتقد الفريق الوطني للفعالية داخل معترك العمليات، حيث أهدر كل من الكعبي وتيسودالي وأناحي فرصا لهز شباك منتخب بلاد العم سام، قبل أن تتلقى شباك الحارس بونو ثلاثة أهداف، افتتحها براندن آرونسون، لاعب ليدز يونايتد الانكليزي، النتيجة في الدقيقة 26، بعد بتمريرة من جناح تشيلسي كريستيان بوليسيك، الذي قام بمجهود فردي، توجه بتمريرة حاسمة، قبل أن يضاعف تيموتي وياه، لاعب ليل الفرنسي، ونجل الرئيسي الليبيري جورج وياه، النتيجة بعد ست دقائق من تسديدة قوية من خارج المنطقة، فشل الحارس ياسين بونو في التعامل معها، لتخترق شباكه في الدقيقة 32، وختمها هاجي رايت، لاعب أنطالياسبور التركي، في أول ظهور له بالقميص الأمريكي، من ضربة جزاء اصطادها بوليسيك عقب تدخل أشرف حكيمي في منطقة العمليات خلال الدقيقة 64.
وأتيحت للمنتخب الوطني فرصة مثالية لتقليص الفارق، لكن سليم أملاح فشل في ترجمة ضربة جزاء اصطادها سفيان رحيمي في الدقيقة 76 إلى هدف، بعدما صدت العارضة الأفقية تسديدته القوية.
وفرض لاعبو المنتخب الأمريكي ضغطا متواصلا على المنتخب الوطني، وكانوا أقرب إلى تسجيل أهداف أخرى، ما يظهر الحاجة على عمل مضاعف على مستوى خط العمق الدفاعي، ورفع درجة الفعالية لدى المهاجمين، حيث خلق الفريق الوطني محاولات سانحة للتهديف، لكنها أخطأت طريق المرمى.
ولم يستفد لاعبو الفريق الوطني من المساندة الجماهيرية الكبيرة للجالية المغربية، التي تقاطرت على ولاية أوهايو من مختلف الولايات الأمريكية، حيث ناهز عدد الحاضرين 20 ألف متفرج.
وحتى نكون أقل تشاؤما، سوف لن نحمل هذه المباراة أكثر من طابعها الودي، رغم أنها كشفت عدة عيوب، تحتاج تدخلا عاجلا من الناخب الوطني، الذي يتعين عليه استخلاص العبر حتى يجهز مجموعته لدخول غمار التصفيات القارية، المؤهلة لنهائيات أمم إفريقيا 2023، المقرر في صيف 2023 بكوت ديفوار، حيث ستكون البداية يوم الخميس المقبل أمام منتخب الولايات المتحدة الأمريكية بمجمع الأمير مولاي عبد الله بالرباط.
وخاض المنتخب الوطني هذه المواجهة، التي أدارها طاقم تحكيمي من السلفادور بقيادة إسماعيل كورنيخو وجيوفاني غارسيا ودوغلاس بيرنوديز كحكمين مساعدين، في غياب عدد من أبرز لاعبيه، حيث افتقد كلا من سفيان بوفال ريان مايي ونصير المزراوي بداعي الإصابة، وكذا جواد الياميق ويحي عطية الله، اللذين حصلا على ترخيص بدعم فريقهما الوداد وبلد الوليد، فاعتمد الناخب الوطني على الحارس ياسين بونو وآدم ماسينا ونايف أكرد وغانم سايس وأشرف حكيمي وسامي مايي وسفيان أمرابط وعادل تعرابت وعز الدين أوناحي وطارق تيسودالي وأيوب الكعبي، قبل أن يمنح الفرصة في الجولة الثانية لكل من سفيان رحيمي وأمين حارث ويوسف النصيري وسليم أملاح وفيصل فجر.
سيكون علينا انتظار الوجه الذي سيظهر به رفاق الحارس بونو يوم الخميس المقبل، حتى تتضح الصورة أكثر، علما بأن التحضير لمونديال قطر، وكما جاء على لسان الناخب الوطني قبل مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية، ينبغي أن ينطلق من هذا الشهر، حيث سيكون أمام الفريق الوطني عدد محدود من المباريات، من أجل تجهيز نفسه، خاصة وأن مهمته ستكون صعبة في مواجهة منتخبات قوية، من قيمة بلجيكا وكرواتيا وكندا، التي بصمت على مسار مثالي في تصفيات أمريكا الشمالية.
سقط في سينسيناتي بثلاثة أهداف … الولايات المتحدة تكشف عيوب المنتخب الوطني ودرجة التخوف ترتفع في أوساط الجماهير

الكاتب : إبراهيم العماري
بتاريخ : 03/06/2022