سقوط (الباطرون) ومساعديه و(الديستي) يجنب دكالة «تسونامي» من الأقراص المهلوسة

في الوقت الذي غيرت فيه شبكات توزيع أقراص الهلوسة، بمختلف أنواعها، من استراتيجيتها باستعمال وسائل تنقل مختلفة لتعويض الخسارة، التي تكبدتها جراء سقوط أحد أفرادها بعد أن حاول إيهام مصالح الأمن الوطني بارسال محرك دراجة نارية يحمل في باطنه 7000 قرص مخدر عبر شركة ارساليات من طنجة إلى الجديدة باسمه الشخصي ، وهي العملية التي تمت في إطار استراتيجية التسليم المحروس، الذي تنهجه مختلف الأجهزة الأمنية الدولية حيث تم الكشف عن الأقراص في طنجة، وأوقفت العناصر الأمنية بمدينة الجديدة، الثلاثيني المتورط في محاولة تهريب  7000 قرص مخدر داخل إطار الدراجة النارية التي تم شحنها من مدينة طنجة نحو مدينة الجديدة عبر وكالة لنقل البضائع.  وكانت مصالح الأمن الوطني بمدينة طنجة قد توصلت بإشعار حول قيام المشتبه به بمحاولة شحن دراجة نارية إلى مدينة الجديدة عبر وكالة لنقل البضائع، وهي الدراجة التي أسفرت عمليات تفتيش محركها المعدني عن حجز 7000 قرص مخدر، من بينها 6000 قرص طبي مخدر من نوع «ريفوتريل » و1000 قرص «إكستازي».
وتمكنت المصالح الأمنية بالجديدة، بتنسيق مع نظيرتها بطنجة وبناءً على معلومات دقيقة وفرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، من توقيف المشتبه به، والعثور بحوزته على دراجة نارية بها أقراص مخدرة، يشتبه في كونها تحمل لوحة ترقيم مزورة.
وفي الوقت الذي كانت تجري فيه التحقيقات الأمنية مع المعتقل بطنجة، كانت شبكة أقراص الهلوسة تعمل على محاولة تعويض الخسارة التي تكبدتها جراء حجز 7000 قرص والتي يصل سعرها في سوق الاستهلاك إلى مايناهز الأربعين مليون سنتيم، حيث عمدت إلى محاولة استيراد شحنة أخرى من طرف زعيم الشبكة الملقب ب(الباطرون ) إلا أن المحاولة باءت بالفشل جراء حادث عرضي في الطريق السيار، فكانت العودة الى الجديدة لتدبير خطة اخرى ، حيث تم كراء سيارة من وكالة لكراء السيارات وتم التنقل بواسطتها إلى مدينة طنجة رفقة عائلة المعتقل لاستغلال ظروف أسرته التي تبحث عن أخباره، واستيراد كمية أخرى من الأقراص، وهو ما تم بالفعل حيث تم حضور أطوار المحاكمة التي أجلت وتم التحضير للعودة، إلا أن رحلة العودة كانت مراقبة لمعرفة الجهة التي ستستفيد من هذه الشحنة، حيث لم يتم توقيف السيارة إلا عند مدخل الدار البيضاء من طرف الأمن الولائي، وتم الكشف عن شحنة أقراص الهلوسة والتي ناهزت العشرين مليونا من السنتيمات، ليتم وضع الأربعة رهن إشارة فرق التحقيق، حيث تبين أن والد ووالدة معتقل طنجة لا علاقة لهما بالموضوع وقد تم نقلهما بالسيارة المكتراة من أجل التغطية على العملية قصد إنجاحها، فيما وضع الباطرون ورفيقه تحت تدابير الحراسة النظرية من أجل البحث .
وأفادت مصادر قريبة من البحث أن الأمر يتعلق ب(الباطرون) الذي يعتبر المزود الرئيسي لإقليم الجديدة فيما رفيقه المعتقل كان ساعده الأيمن، الذي تكلف بارسال المبالغ المالية عبر وكالات تحويل الأموال والوكالات البنكية، كما كان يحضر للسفريات إلى طنجة ويتكفل بكراء السيارات وسياقتها بحكم أن «الباطرون» لا يتوفر على رخصة السياقة، ويتم ذلك مقابل عمولة مالية وبضع عشرات من الأقراص التي كان يتحصل عليها من أجل ترويجها بالجديدة بأثمنة تفضيلية .
من يكون «الباطرون» ؟
هو شاب في الثلاثينيات من عمره انطلق بداية كمصلح للدراجات النارية متنقلا بين المحلات المختصة في إصلاحها إلا أنه كان دائم الغياب مما أكسبه لقب (الباطرون) عند العودة إلى العمل، تعاطى بداية الاتجار في الدراجات النارية المجهولة المصدر، التي كان يتم استيرادها من الخارج، والتي غالبا ما تكون مسروقة، في الوقت الذي كان يستعمل بعضها، إلا أنه كان يعمد، حسب مصادرنا، إلى تغييرها أو بيعها لحظة إخضاعها للمراقبة من طرف الأمن، وقد خضع مرات عديدة للمحاصرة من طرف رجال الأمن إلا أنه كان يتمكن من الفرار بطرق مختلفة .
(الباطرون) ذو الثلاثين ربيعا تقريبا كان يرتدي ملابس راقية جدا من أجل التغطية على ما كان يقوم به، كما كان يشكل تهديدا حقيقيا على كل من خالفه الرأي، فهو مسلح باستمرار بسيف يهدد به كل من اعترض طريقه إلى أن اعترضت طريقه دورية أمنية أسقطته مباشرة في سجن عكاشة وجنبت الجديدة «تسونامي» الأقراص المهلوسة في أول صيف بعد جائحة كورونا ويعرف إعادة تشكيل عناصر الأمن الإقليمي بالجديدة .
البحث لم يتوقف عند الثلاثة المذكورين بل مازال مستمرا من أجل تحديد باقي الامتدادات المحتملة لهذا النشاط الإجرامي، والكشف عن كافة الأفعال الإجرامية المنسوبة للمعنيين بالأمر وشركائهم .


الكاتب : خالد زياد

  

بتاريخ : 29/06/2022