سلطت عليها الضوء مداخلات ندوة بالداخلة : منافع التداوي بالأعشاب الطبية ومخاطر عدم احترام المقادير الواجب اعتمادها

شكل موضوع «التداوي بالأعشاب الطبية في الثقافة الحسانية»، محور ندوة نظمتها، الاثنين المنصرم، جمعية الممرضين بجهة الداخلة – وادي الذهب وجمعية طلبة المعهد العالي للمهن التمريضية وتقنيات الصحة بالداخلة.
وحسب المنظمين، فإن «الندوة، المنظمة بشراكة مع المديرية الجهوية للصحة والحماية الاجتماعية بالداخلة – وادي الذهب ومندوبية الصحة والمعهد الخاص بتكوين الممرضين بالداخلة والمجلس الجهوي، تندرج في إطار التحسيس بأهمية التداوي بالأعشاب الطبية لدى ساكنة الأقاليم الجنوبية للمملكة.كما تهدف التظاهرة العلمية، المنظمة في إطار تخليد اليوم العالمي للممرض، إلى تسليط الضوء على ما تزخر به الثقافة الحسانية من معرفة قوية وخبرة متراكمة عبر السنين في مجال التداوي بالأعشاب الطبية».
«إن هذه الندوة تقارب موضوعا له دلالة علمية وثقافية مهمة تتمحور حول مواجهة الأمراض من خلال التداوي بالأعشاب الطبيعية» تقول المديرة الجهوية للصحة والحماية الاجتماعية، سليمة صعصع، مبرزة «الأهمية البالغة التي يحتلها الطب الشعبي أو الطبيعي لدى ساكنة الصحراء المغربية»، مؤكدة «أن هذا المجال شكل، على الدوام، ثقافة اجتماعية يمارسها الإنسان العادي في خيمته تماما كما يمارسها عدد من الأطباء المتخصصين في مجال التداوي الشعبي»، مضيفة «أن أنواع الحلول الطبيعية التي قدمها الإنسان الصحراوي تتباين باختلاف الأمراض المشتكى منها»، معتبرة «أن هذه الندوة تشكل مناسبة سانحة لإبراز المنافع التي تتميز بها هذه الأعشاب، وكذا المخاطر الناجمة عن عدم احترام المقادير الواجب اعتمادها».
من جهتها، تحدثت أم المؤمنين أكماش، فاعلة جمعوية ومهتمة بالتراث الحساني، عن «الأهمية التي يكتسيها مجال التداوي بالأعشاب الطبيعية والطب البديل لدى ساكنة الأقاليم الجنوبية للمملكة، باعتبارها من صميم الموروث الحضاري المحلي»، موضحة «أن هذه الأعشاب الطبية، الموروثة عن الآباء والأجداد، تضطلع بدور كبير في الحياة البدوية والصحراوية، لاسيما في المناطق البعيدة عن المدن والمراكز الحضرية، بالنظر إلى دورها في تخفيف الآلام ومحاربة التسمم الغذائي وتقوية الجهاز المناعي للجسم»، مشيرة إلى «أن ساكنة الأقاليم الجنوبية دأبت على استعمال عدة أصناف من الأعشاب الطبيعية، من بينها على الخصوص، عشبة «كمون الرك» أو «الكمون الصوفي» وتعالج به التسمم الغذائي والقيء وحساسية الجلد، و»العلك» الذي يعالج به ارتفاع الضغط، وعشبة «لمخينزة» لأمراض الحمى، وعشبة «ورق الطلح» وعشبة «الطفسة» وعشبة «تغيا» وعشبة «أزوكني» وكذا «الدهن» أي شحوم الإبل أو الماعز التي تعالج بها أمراض الصدر»، مشددة على «ضرورة المحافظة على هذا الموروث الطبي القيم وصيانته»، علما بأنه «في كل بيت أو خيمة ترى طبلة أتاي وهي مرفقة بالعلك أو الكمون أو أزوكني مع الشاي».


بتاريخ : 23/06/2022