سميرة خلاد : «دموع الرجال» قصة واقعية ألهمتني والحياة تستمر حتى بعد الموت

جسدت أدوارا كثيرة على خشبة المسرح وشاركت في أعمال تلفزيونية متنوعة، كما كان لها نصيب في مجال الإشهار، لا تمتلك حسابا على مواقع التواصل الاجتماعي، جعلت من حياتها الشخصية سرا لا تسمح لأحد بالاقتراب منه، هي سميرة خلاد بطلة المسلسل التلفزيوني «دموع الرجال» ، الذي كان نقطة فارقة في مسارها المهني، حيث فتح لها بوابة الشهرة وجعل من دورها «زهرة» الفتاة البريئة الأقرب إلى قلوب المشاهدين والراسخ في أذهانهم رغم مرور سنوات على عرضه ليأتي بعده دورها بمسلسل «ولكم واسع النظر» ويؤكد أن سميرة خلاد موهبة لها مستقبل باهر.
وقد تحدثت سميرة خلاد في حوارها مع جريدة «الإتحاد الاشتراكي» عن الأقدار التي قد تغير مسار الإنسان، وكيف أنها لم تكن تخطط لدخول المجال الفني وعن السلام الداخلي الذي تعيشه بالإضافة إلى رفضها لعب أدوار عرضت عليها لكي لا تخيب آمال متتبعيها حتى وإن اضطرت للابتعاد عن الساحة الفنية في انتظار عمل يرقى لمستوى تطلعات جمهورها.
كما ذكرت سميرة خلاد محطات متعددة من مسيرتها الفنية خلال هذا الحوار التالي:

 

o بداية، كيف لفنان أن لا يكون لديه حساب على مواقع التواصل الاجتماعي؟
n إذا عدنا لزمن الفن الجميل سنجد أن الفنانين في تلك الفترة لم يكن لديهم حسابات على الفايسبوك أو والانستغرام.. وبالرغم من ذلك كانوا على ارتباط وطيد وجميل في نفس الوقت بجمهورهم، وذلك عبر عطائهم الذي يلامس الأحاسيس ولا يزال صداه مستمرا إلى حد الآن.
كما أن الشهرة لا تأتي عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي وإنما بالعمل والمثابرة والمحتوى الفني الجيد الذي يقدمه الفنان لجمهوره، فهذا ما يعرف الفنان ويرسخه في الأذهان، بالإضافة إلى أنني خريجة معهد، وأعمالي هي التي تقدمني للناس، والأهم أن الفايسبوك لن يفيدني في شيء لأننا لم نأخذ من «السوشال ميديا» إيجابياتها بل سلبياتها.
o دخولك المجال الفني ؟
n الغريب في الأمر أنني لم أخطط لدخول هذا المجال أو أن أصبح ممثلة رغم نشأتي داخل عائلة فنية، إلا أن الأقدار شاءت أن أسير على هذا الدرب، بعد ذهابي رفقة زميلي في الدارسة إلى المسرح وهناك وقعت في غرام هذا المجال ومررت بالكثير من الصعاب للاستمرار فيه.
o التجربة التلفزية ؟
n فيلم « فراشة تحترق « لملود الحبشي كان أول فيلم تلفزي أشارك فيه، ولعبت فيه دور البطولة، وهنا بدأت مسيرتي الفنية، ثم شاركت في « كاتب تحت الطلب « للطيف لحلو و الحذاء الخائن لمصطفى الزيراوي، بالإضافة إلى عروضي المسرحية والإشهار وغيرها من الأعمال.
o كيف تم اختيارك لعب دور البطولة بمسلسل « دموع الرجال «؟
n شاركت بتجربة الأداء إلى جانب الكثير من الفتيات، إلا أن المخرج كان يبحث عن ملامح الفتاة البريئة، نظرا للدور الذي يتطلبه الفيلم، وعلى هذا الأساس تم اختياري.
o لم تكن هنالك تزكية من أحد أقاربك لتلعبي دور البطولة بالمسلسل؟
n لقد قمت بتجربة الأداء وبدأت بتصوير المسلسل دون علم إخوتي بلعبي دور البطولة، فأنا أستشيرهم ولكنني لا أعتمد عليهم لتزكيتي، كما أنني أحب أن أعتمد على نفسي لكي أحس بطعم نجاحي وفعاليته.
o المشاهد تعرف عليك أكثر ب» دموع الرجال « فما الذي أضافه لك هذا العمل؟
n « دموع الرجال « قصة جميلة وواقعية أعطتني الكثير، ألهمتني وقربتني من الناس أكثر، لأن المشاهد صدق هذا العمل وترسخ في ذهنه أن سميرة هي زهرة تلك الفتاة التي عاشت تجربة أليمة، بالإضافة إلى أن تأثري بالدور جعلني أبكي دون الاستعانة بقطرات الدموع.

o كانت لك بطولة أخرى في مسلسل « ولكم واسع النظر «…
n بالفعل، أسند لي دور البطولة في مسلسل» ولكم واسع النظر « مع الفنان محمد خيي والأستاذ عبد الرحيم المنياري ومحمد الخياري وعبد الخالق فهيد وكريمة وساط ومجموعة من الفنانين… وقد تم التصوير بمناطق جميلة جدا، الشيء الذي مكنني من اكتشاف المغرب بمناطقه الرائعة.
o هل ستقبلين أي عمل فني قد يعرض عليك ؟
n أرفض قبول عمل قد يغير صورة البراءة التي رسخت في أذهان الجمهور، ولا أحبذ فكرة العمل لمجرد التواجد ضمن الساحة الفنية، إذ على الفنان أن يخطو في هذا الطريق بحظر وتريث، كما أنني قرأت عدة سيناريوهات عرضت علي إلا أنني لم أرى نفسي في تلك الأعمال.
o إذا عرض عليك تجسيد أدوار الجرأة ؟
n أولا سأرفض لأجل المجتمع الإسلامي الذي أعيش داخله، ثانيا من أجل عائلتي التي أحب مشاهدة أعمالي إلى جانبها وأنا مرتاحة، ولا أريد أن يرى أبنائي أمهم في مشاهد قد تسبب لهم الإحراج مستقبلا.
o لماذا تتكتمين على حياتك الشخصية ؟
n أفضل أن تبقى حياتي الشخصية لي فقطن فهي تخصني وحدي ولا تعني الآخرين، كما أنه لم يسبق لي أن رأيت علاقة بين اثنين دخلها طرف ثالث إلا وخربها فما بالك إذا كانت متاحة للعلن.
o من هي قدوة سميرة خلاد؟
n فاطمة خير، فهي من الفنانات اللواتي أكن لهن كل الحب والاحترام.
o دور تريدين تجسيده؟
n رابعة العدوية … لأنها شخصية تثيرني وأحب تجسيدها، كما أنه ليس بالضرورة أن تكون هنالك مشاهد جريئة لكي أؤدي الدور كما يجب.
o ما هو جديدك الفني ؟
عرض علي مسلسل لشهر رمضان الكريم إلا أنني رفضت بحيث لا أستطيع المشاركة بعمل وأنا مرتبطة بمسابقة « ميس غولد « كمعدة لهذا البرنامج لما يحتاجه من وقت وعمل.
o الرسالة التي تريدين إيصالها عبر فنك؟
n القراءة ثم القراءة ثم القراءة … الكثيرون الآن لا يقرؤون القصص والمجلات والكتب..، لهذا أصبحنا نستخدم التكنولوجيا بالطريقة السلبيةن أما الطريقة الإيجابية هي أن نقرأ لما سيزيد من رصيدنا المعرفي مما سيغير نظرتنا للحياة ويؤثر بالإيجاب على نفسيتنا.
والأهم أن يتصالح الشخص مع نفسه ويعيش يومه بسلام، فالحياة بخيرها وشرها تستمر حتى ما بعد الموت..


الكاتب : حاورتها : يسرا سراج الدين

  

بتاريخ : 01/04/2019