5 % من المغاربة يعانون من اضطراب فرط الحركة وخبراء يدرسون مستجدات العلاج وسبل التكفل الناجع بالمرضى

سوء الفهم، تأخر التشخيص، الهدر المدرسي …عوامل تؤدي إلى اتساع دائرة معاناة المصابين وأسرهم

 

احتضن مقر الجمعية البيضاوية لأطباء الأطفال بالقطاع الخاص في مدينة الدارالبيضاء قبل أيام لقاء طبيا من أجل تسليط الضوء على الإشكالات المرتبطة باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه عند الصغار، الذي يخلق معاناة كبيرة للمرضى وأسرهم، ويحدّ في الكثير من الحالات من إدماجهم في مسار تعليمي طبيعي، بسبب سوء الفهم المرتبط بهذا المرض من جهة، وتأخر التشخيص من جهة ثانية، إلى جانب معضلة الشق الدوائي الذي يعتبر العمود الفقري في عملية التكفل بالمرضى.
اللقاء العلمي الذي أطرته البروفيسور غزلان بنجلون، الأستاذة في الطب النفسي للأطفال، والذي عرف مشاركة أطباء مختصين في طب الرضع والأطفال إلى جانب أطباء نفسانيين مختصين في الصحة النفسية عند الأطفال، تم خلاله الوقوف عند عدد من المفاهيم الخاطئة المرتبطة بهذا النوع من الاضطرابات، وكذا كيفيات التشخيص، خاصة وأن الأمر يتعلق بمرض تتشابه أعراضه مع أمراض أخرى، بالإضافة إلى تعدد المتدخلين في هذه العملية قبل الانتقال إلى مرحلة العلاج. وأبرزت البروفيسور بنجلون بأن الدراسات العلمية تفيد بأن 5 في المئة من الساكنة هي مصابة بهذا المرض، الذي يجب تشخيصه مبكرا ونفس الأمر بالنسبة لانطلاق رحلة العلاج التي تسمح بأن يعيش الطفل حياة طبيعية، خاصة في الجانب المتعلق بالتمدرس، موضحة كيف أن هذه الفئة لا يتطلب وضعها الصحي نظاما تعليميا خاصا كما هو الحال بالنسبة للتوحد أو التأخر في النمو وكذا اضطرابات أخرى.
وتوقفت الخبيرة في مجال الصحة النفسية عند الأطفال عند النقطة المتعلقة بالعلاج، مشيرة إلى أن هناك دواء مهما لكنه غير متوفر في المغرب ويبقى الحصول عليه مقننا بحيث يتم تسليمه وفقا لمعايير طبية، مشددة على أنه يمكّن من تفادي الهدر المدرسي، وبالتالي فإن من شأن توفيره المساهمة بشكل جد إيجابي في التكفل بالمرضى، مضيفة خلال هذا اللقاء الذي أطّرته بأن تتبع الحمل، والتكفل بالمولود منذ ولادته يمكنان من تحقيق نتائج جد إيجابية، خاصة وأن هناك مجموعة من العلامات التي تدّل على إمكانية إصابة الرضيع بهذا الاضطراب خلال الستة الأشهر الأولى من الولادة.
وتفاعلا مع مضمون اللقاء توقف الحاضرون عند أحد الأدوية المتوفرة في السوق الدوائية المغربية الذي يبقى في الظرف الحالي نقطة ضوء في مسار علاج الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة، والذي أكدت مداخلات على أن نتائجه تظهر انطلاقا من الأسبوع الثالث من العلاج، وهو المعطى الذي دفع إلى تشكيل لجنة علمية، تضم أطباء الأطفال والأطباء المختصين في الصحة النفسية عند الصغار، من أجل القيام بدراسة تستوفي كل الشروط العلمية المتعلقة بهذا الدواء وبنتائجه، من أجل تكفل أفضل بالمرضى وضمان لاستقرار مسارهم الدارسي بعيدا عن كل أشكال الهدر التي تتهددهم.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 16/10/2025