«سوق شمالي» منصة للعرض والتسوق تفتح آفاقا كبيرة للقطاع التعاوني بإقليم تطوان

 

افتتح، يوم السبت المنصرم، السوق التضامني للمنتجات المجالية، الذي اختير له اسم»سوق شمالي»، حيث يعد فضاء تجاريا وخدماتيا تعززت به البنيات التحتية لمدينة تطوان، إذ كانت وراء إخراجه في حلته الجميلة والراقية المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
وتراهن مصالح عمالة إقليم تطوان على جعل هذا السوق التضامني فضاء للتسوق وترويج المنتجات المجالية التي تزخر بها المنطقة، والتجاوب الفعال مع انتظارات التعاونيات المتواجدة بالإقليم، من أجل إيجاد نافذة حقيقية لبيع وعرض منتجاتها.
وجاء إحداث هذا السوق التضامني اعتبارا لكون التعاونيات، على الصعيد الوطني عامة والمحلي خاصة، أداة لتحقيق التنمية المستدامة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي، حيث فتح الأسلوب التعاوني آفاق جديدة لإحداث مشاريع اقتصادية واجتماعية، تساهم بصورة فعالة في محاربة البطالة والفقر وإدماج صغار المنتجين في السوق، هذا إلى اعتبار أن القطاع التعاوني آلية مهمة وإطارا فعالا للحد من حجم القطاع غير المهيكل، بالإضافة إلى تحسين الوضعية الاقتصادية والاجتماعية لأعضاء هذه التعاونيات.
ومن شأن هذه المنصة التسويقية، التي جرى إحداثها بالقرب من مدخل مطار سانية الرمل، أن تسهم في تثمين وتسويق المنتجات المجالية والصناعة التقليدية، ومساعدة التعاونيات النسائية العشرة المنخرطة في هذا المشروع، على تخطي عقبة إيجاد فضاءات ملائمة للعرض، وصعوبة الولوج إلى شبكات التوزيع الوطنية.
كما يعد “سوق شمالي” فضاء نموذجيا جديدا لدعم الاقتصاد التضامني، حيث خصص بالكامل لبيع منتجات التعاونيات النسائية التابعة لاقليم تطوان، إذ يشكل منصة للعرض والتسويق بشكل مستمر ودائم على طول السنة، وتأهيل هذه التعاونيات لولوج شبكات التوزيع الوطنية من خلال وضع وتثبيت أقدامها في السوق المحلية والتعريف بمؤهلاتها وجودة منتوجاتها.
وما ميز هذا السوق هو جمالية ورونق قاعات العرض، حيث توزعت المنتوجات على رفوف خشبية، بدقة وعناية تأسر الناظرين، لأجل استقطاب زبناء محتملين وعرض منتوجات مجالية متنوعة منها أنواع العسل ومشتقاته، وأنواع متعددة من الكسكس، والمصبرات، وزيت الأركان ومشتقاته، وزيت الزيتون، والزعفران، وغيرها، فضلا عن أصناف متعددة من الأعشاب الطبية والعطرية كالخزامى والزعتر وأخرى تستعمل في أغراض علاجية وتجميلية وكذا المطبخ، بهدف ضمان انخراط واندماج الاقتصاد التضامني على المدى الطويل في حركية الاقتصاد الوطني.
وتطمح المبادرة الوطنية وراء هذه السوق إلى المساهمة في تنمية وتثمين المنتجات المجالية التي يزخر بها إقليم تطوان، وتوجيه ومواكبة التعاونيات من أجل تحسين جودة المنتجات وتشجيع تبادل التجارب بين التعاونيات الفلاحية، وتطويرها من أجل خلق فرص عمل جديدة وتحفيز حاملي الشهادات على اقتحام هذا المجال، الذي يعد بالشيء الكثير.
وموازاة مع الأنشطة التجارية والتسويقية ل”سوق شمالي”، ستستفيد التعاونيات المنخرطة في المشروع من برنامج رفع القدرات والتحديث، من خلال استغلال قاعة الاجتماعات، التي جرى تجهيزها بأحدث التجهيزات، قصد احتضان الدورات التكوينية والندوات التأطيرية.
وضمانا لاستدامة هذا المشروع، وتنويع الخدمات بهذه السوق ولأجل خلق الحركية بها وكذا من أجل تغطية جزء من نفقات التسيير السنوي، جرى تخصيص فضاء ترفيهي عبارة عن مقهى ومطعم تقدم فيه وجبات “طبيعية”
«bio»، تتماشى مع المضمون الاجتماعي لهذا المشروع النموذجي، حيث ألزم صاحب المقهى باقتناء واستعمال المنتجات المعروضة بهذه السوق، في إعداد جميع الوجبات، وذلك دعما لهذه التعاونيات والتعريف بمنتجاتها.
كما أن موقع السوق الذي اختير بعناية، وذلك بمدخل مطار سانية الرمل، يرتقب أن يستقطب السياح، الذي يستقبلهم مباشرة بعد الخروج من المطار، مما قد يشكل فضاء للتنشيط السياحي والاقتصادي، وفرصة أمام السائح لاكتشاف غنى وتنوع المجال الطبيعي للمنطقة.
وعموما إن نجاح هذه السوق رهين أولا بمساهمة وانخراط ساكنة تطوان في الاقبال والتسوق لدعم هذه التعاونيات، هذا إلى مساهمة باقي القطاعات ذات الاهتمام المشترك، وخاصة منها مصالح وزارة السياحة والجمعيات العاملة في القطاع السياحي من أجل إدراج هذا المشروع ضمن الجولات السياحية للسياح المتوافدين على المنطقة، هذا إلى إنخراط الفنادق بمنطقة تاموداباي من أجل تقديم هذه السوق التضامنية، كوجهة مهمة للسياح قصد زيارتها والتعرف على الموروث الطبيعي لمنطقة جبالة.


الكاتب :  مكتب تطوان

  

بتاريخ : 28/06/2022