لاتزال أبواب سينما سعادة التي أنشأت سنة 1950 بشارع الشهداء مغلقة منذ سنين، شأنها شأن العديد من دور السينما بالمنطقة، وهي التي تعتبر معلمة من معالم الحي المحمدي التاريخية بالدارالبيضاء، شأنها شأن ملعب الاتحاد البيضاوي المعروف بالطاس، وكذا دار الشباب الحي المحمدي التي تعتبر أول وأقدم الدور على المستوى الوطني والتي شيدت سنة 1953 من القرن الماضي، بحكم الارتباط الجغرافي بينهم، والتي تشكل في مجملها طفولة وشباب أبناء المنطقة، وهو ما يثير العديد من التساؤلات لدى العديد من المهتمين والساكنة، بعد أن تم أخذ معركة قوية بسببها في إطار برنامج جبر الضرر الجماعي، بعدما كان سيتم بيعها بهدف استغلالها مركزا تجاريا، إلا انه بفضل نضال أبناء المنطقة من فاعلين جمعويين وسياسيين تم توقيف ذلك بقرار من مجلس المدينة السابق، التي قررت شراءها وتحويلها إلى مركز ثقافي متعدد الاختصاصات، إلا انه وللأسف مازالت العملية متوقفة إلى حدود اليوم، في ظل صمت وغياب أي تدخل أو تحرك من الجهات المعنية لحل المشكل، وهو ما يطرح العديد من التساؤلات؟؟، نظرا لحاجة الحي المحمدي لمراكز وقاعات سينمائية، ثقافية، فنية ورياضية…، والذي بإمكانه أن يلعب أدوارا طلائعية محليا وجهويا وحتى وطنيا، باعتبار الحي المحمدي الذي يعود تاريخ تأسيسه سنة 1922، كان ولا يزال يعتبر منارة للثقافة والإبداع.
مع التذكير أنه في إطار إطلاق مشروع «آثار فضاءات الحي المحمدي» المتعلق بإعادة الاعتبار للأماكن ذات الأهمية التاريخية والمعمارية، والذي موله الاتحاد الأوروبي وأعدته جمعية الدار البيضاء الذاكرة، ضمن برنامج جبر الضرر الجماعي الخاص بالمناطق المتضررة من الانتهاكات الجسيمة التي حدثت في الماضي، والذي يشمل إصدار مونوغرافية تاريخية واجتماعية، علاوة على إنجاز لوحات تذكارية للمواقع ذات الأهمية التاريخية والمعمارية بهذا الحي، تم بتاريخ ديسمبر 2015 بحضور العديد من الفعاليات الفنية والمدنية، اعتبار سينما سعادة موقعا تاريخيا، شـأنها شـأن مواقع أخرى نذكر منها على سبيل الحصر: سبيطار الرهيبات، معمل الشابو، المصنع الثقافي البوطوار سابقا، معتقل درب مولاي الشريف سابقا، الملحقة الإدارية «دار الخليفة سابقا»، حي بشار الخير الشابو، ملعب الطاس، عوينة شامة، صيدلية الحي المحمدي،الدار العالية، دار الشباب…، حيث في هذا الإطار، تم تصميم مجموعة من اللوحات التي كتبت فوقها عبارات تبرز تاريخ إنشاء هذه المواقع وأهميتها وتصميمها حتى تكون الأجيال الحالية على إطلاع كامل على المواقع التي تتردد عليها يوميا دون معرفة تاريخها، في ظل غياب استراتيجية لترميم واعادة تأهيل القاعات السينمائية المصنفة، التي تتجسد في قيمتها الفنية والثقافية وخصوصيتها التاريخية. حيث بالحفاظ عليها يتم الحفاظ على جزء مهم من ثقافة المجتمع، وعلى أحد التجسيدات المادية لحضارة المدينة. وتتحمل وزارة الثقافة مسؤولية ذلك باعتبارها الجهة التي تقع على عاتقها مسؤولية إدارة التراث والحفاظ عليه، وذلك بالتنسيق مع هياكل إدارية تضم كافة التخصصات القانونية، المالية، الفنية، والهندسية، مع إشراك بعض المنظمات أو الهيئات غير الحكومية المهتمة بالمجال التراثي. باعتبار أن الهدف من تصنيف هذه البنايات ليس هو تحنيطها ليقف تاريخها عند مرحلة معينة، لكن يجب أيضا العمل على إعطائها روحا جديدة لتستمر في احتضان أنشطة لها نفس الطابع الأصلي لتلك البنايات، أي أنشطة ذات طابع ترفيهي وتثقيفي. فإما أن ترمم ويعاد فتحها كقاعات سينمائية أو تتحول إلى دور شباب أو مسارح أو متاحف أو مراقص أو ما إلى ذلك..المهم أن يتم الحفاظ على الهدف الذي أنشئت من أجله.
سينما السعادة بالحي المحمدي.. مركز متعدد الاختصاصات مع وقف التنفيذ
![](https://alittihad.info/wp-content/uploads/2019/04/سينما-السعادة.jpg)
الكاتب : التهامي غباري
بتاريخ : 24/04/2019