سُهَـاد الليل

 

في اللّيلة التي كنتُ فيها ثملا
مِن الحُزن،
كنتُ أتصبّبُ عرقا
على أريكة شاحبة مِن العُمر
أسمعُ نقيق الضَّفادع
بِالقرب مِن منزلي…
بينما القِطط الهزيلةُ
تنتظرن فضلات الطَّعام
نظرتُ عبْر نافذتي العارية
نحو الشَّارع الأعرج
امرأة بدينة،
بِعينيها الغائِرتين
تلعنُ الزمان
بِكلماتها المَحفُوفة بالغُيوم
أدرتُ ظهْري جِهة الشُّرفة
ألتقِطُ ما تبقَّى،
مِن دهشة اللَّيلة البيضاء…
كانَ الوقتُ
يَحترقُ بين أصابعي
وكان «جاك بريفر»
يُشعل سِيجارتهُ
مِن كبريت قصائدي
وعندما يجنُّ الليل
كنتُ أخشى
أن يرحلَ صمتي
ويقذفنِي،
على سرير الوحدة
على شاطئ بحر
أمواجه مُتْعبـة
مِن سفينة مُتعفِّنة.
مُعتَمٌ هو حُلْمي
يمشي،
على رصيف
من الأوراق المبعثرة
لا أملكُ،
غير الصَّمت الأبيض
في الشًفق الأبيض
وعلى حصيرتي
جسدي،
ومنديلٌ مُبتَلٌّ بِالخيبة…


الكاتب :  شفيق الإدريسي

  

بتاريخ : 14/06/2024