صخبُ الْموجِ
صراخُ الْقراصنةِ الْعظامِ
تلك طريقتُهم في الْمزاحِ!
زبدُ الْبحرِ
رغْوةُ الغرْقى الأوائلِ
تلك طريقتُهم في سرْدِ ما حدث!
عجَبي منّي
كلّما مررتُ بصخْرةٍ
لمستْني، وصاحتْ
يا كبِدي المقطوع منّي
تعالَ إليّ!
ليْتني لم أفركْ أصابعي
إلى هذا الْحدّ
أكلّ هذا الرّملِ ينْوي الْعودةَ
إلى جسدي؟
تلك المغاراتُ
فمي الْمفتوحُ على احْتمالاتٍ شتّى
وعيْنايَ الْعائِدتانِ من نعْيٍ قديمٍ
ومن صخبِ الْحصى تحت نِعالِ الْمهابيلِ
الضّبابُ الْمُراقُ على حواشي الْحجارةِ
عرَقي الشّفيفُ
أبُلّ بهِ صَدأَ الْوقتِ، وأنفاسَ الرّفاقِ!
رذاذُ الصّباحِ، وبرْدُ الْمساءِ
أَذْكارُ موْتايَ ترْتقُ في الآفاقِ
مِزقَ الضّوءِ، وصحْوةَ الْودْيانِ في آخرِ النّهارِ
عجَبي منّا يا بحر!
ملحُك رغْوتي، وماؤُك دمي الْعابرُ
مَضاربَ الْبدْو، وثارَاتِ الأزْمنةِ الْقديمةِ
تأْخذُنا شهْوةُ الْعواصفِ
من غابرِ الأبْدانِ إلى عدَمٍ سائلٍ
خالٍ من الظّنونِ، وجاراتِ الْقلبِ الْحزينِ
نمْشي معاً، يداً في يدٍ
كتِفاً على كتِفٍ، وعثْرةً بعثْرةٍ
نُراوغ الْحصى، والشّررَ الْمقْذوفَ
من مَداخنِ الصِّحابِ
ونوزّع النّدى بين الْمراعي
والْمقْبِلينَ على بُكاءٍ مبْهمٍ وطويلٍ
نمْشي معاً، مسْرعيْن إلى حَوافِ الْبداياتِ
على أكْتافِنا أحْمالٌ، وحِجارةٌ، وشيبٌ كثيفٌ
عَرقُ البحّارةِ، وضحْكاتُ الْغرْقى
عند مدْخلِ الْهاويةِ
وما تِهتَ عنّي
وما ضِعتُ منكَ!