مَا كُنْتُ الْأَعْمَى إذْ جَاءَ ضَوْءُ اللَّيْل
كَيْ يُوقِدَ تَفَاصِيلَ الوقْتِ
مَا كُنْتُ الْأَجْدَرُ لَمَّا أَتَانِي الْحَرْفُ يَلْوِي
عُنُقَ اللُّغَة
هَا أنَا بَيْنَ هَدِيلٍ وَقَتِيلٍ
أَرْفَعُ صَوْتِي مَبْحُوحاً
وَعَلَى قِيثَارَةٍ الرِّيحِ وَجَعُ الْأَنَامِلِ
يَصَّاعَدُ نَاراً تُوغِلُ فِي رَمَادِ الْجُنُون
وَتَخْبُو فِي ثَلْجِ النَّشِيد
يَا صَالِحُ التَّائِهُ فِي يَقْظَةِ الْأَرَق
أَنْتَ الْحَامِلُ صَخْرَةَ الذَّاكِرَة
صَوْتُكَ هُنَاكَ يَنْبُتُ أَجْنِحَةً تَرَبِّي
سِيرَة الْعُبُور
تَلْوِيحَةً مَرَّتْ سَرِيعاً
لِتَتْرُكَكَ مَلِكاً عَلَى نَاصِيَةِ الْفَراغِ
صَوْتُكَ الْقَادِمُ مِنْ دَغَلِ الْعُزْلَةِ
صَوْتُكَ الشَّامِخُ عَلَى جُدْرَانٍ شَائِخَةٍ
تَنْدُبُ طَيْفَ مَنْ عَبَرُوا فُرادَى
وَمَنْ سَكَنُوا التُّرابَ
وَمَنْ شَيَّعُوا قِيَامَةً أُخْرَى
وَغَابُوا
فِي
جُرْحِ
الرُّيُوبْ
أَيُّهَا الظِّلُّ الْخَائِفُ مِنْ غَيْمَةٍ
هَا شَجَرُ الظّهِيرَةِ يَرْفَعُ مَوْتَهُ
وَيَلْبَسُ غُبَارَ الْخَرِيف
تَمَهَّلْ
فَالْأَرْضُ تَفِيضُ خَرَاباَ
وَالسّمَاءُ تَبْلَعُ مَا تَبَقّى مِنْ فَجْرٍ
يَتَهَاوَى
فِي مَغِيبِ النّسْيَانْ
وَأَنْتَ يَا أَلَقَ اللَّحْظَةِ هُزّ نَخِيلَ الْعُمْرِ
تَسّاقَطُ لَذّةُ الْمَنْفَى
وَيَصْعَدُ الْمَدَى طَيْرٌ إِفْرِيقيُّ الْهَوَى
سِيرَة الْعُبُور
الكاتب : صالح لبريني
بتاريخ : 14/11/2025