شخصيات فلسطينية تبرز الجهود الصادقة والعمل الدؤوب للوكالة من أجل المدينة المقدسة

ذكرى «يوم الأرض»… وعاصمتها القدس الشريفَ!

«وكالة بيت مال القدس» لا تزال على عهدها في مناصرة أهل القدس ومؤسساتها

 

تعود قصة «يوم الأرض» إلى عام 1976 عندما أقدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي على مصادرة نحو 21 ألف دونم من أراضي الفلسطينيين في الجليل لتنفيذ مشروع أطلقت عليه «تطوير الجليل»، وكان عبارة عن عملية تهويد كاملة للمنطقة، ما دفع أهل الداخل الفلسطيني إلى الانتفاض ضد المشروع الإسرائيلي وإفشاله.
وكانت أراضي بلدات عرابة وسخنين ودير حنا وعرب السواعد ومناطق أخرى من الجليل والمثلث والنقب في قلب هذا المشروع حيث أضيفت إلى أراض أخرى صودرت سابقا بغرض بناء مستوطنات يهودية جديدة هناك.
وقد دفع فلسطينيو الداخل دماءهم للذود عن أراضيهم في الوقت الذي وقف فيه إلى جانبهم كل الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج لا سيما في الضفة الغربية وقطاع غزة، ليتحول هذا اليوم إلى يوم وطني خالد يحييه الفلسطينيون في كل عام ويحسب الاحتلال ألف حساب له.
وفي ذلك اليوم (30 مارس 1976) فرضت قوات الاحتلال منع التجوال على قرى المثلث والجليل وسط استفزازات قوات الشرطة وتهديدهم للفلسطينيين ما دفعهم للخروج من منازلهم والاشتباك بالحجارة مع القوات الإسرائيلية، وتركزت المواجهات في قرى سخنين وكفر كنا والطيبة ودير حنا والطيرة وعرابة وغيرها من القرى والمدن الفلسطينية حيث استخدمت القوات الإسرائيلية القوة المفرطة تجاه المتظاهرين ما أدى إلى وسقوط شهداء وجرحى.
واعتبر منذ ذلك اليوم «يوم الأرض» محطة مهمة وبارزة في تاريخ النضال الفلسطيني وتحول إلى مناسبة يؤكد فيها الفلسطينيون تمسكهم بالأرض وتصديهم لسياسة الاستيطان الإسرائيلية.

المغرب ومناصرة
أهل القدس

على مستوى وكالة بيت مال القدس، وانسجاما مع رؤية المغرب لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وهي الرؤية القائمة على حل الدولتين في إطار حدود 1967، والقدس الشرقية عاصمة لفلسطين، وعلى النهج الذي اختارته دائما منذ تأسيسها، نظمت وكالة بيت مال القدس الشريف، أول أمس الثلاثاء برام الله، النسخة الأولى لمنتدى الأيام الحرة بمشاركة شخصيات فلسطينية وعربية وأجنبية.
وتطرق المنتدى المنظم بتعاون مع جامعة القدس، حول موضوع « القطاعات الاجتماعية والاقتصادية في القدس : رهانات الواقع وشروط التنمية»، لثلاثة محاور تناولت «فرص تنمية قطاعات التجارة والسياحة في القدس : الرهانات الممكنة «، و» مسألة التشغيل ومحركات الاقتصاد الاجتماعي : أية آفاق لتنمية مستدامة ؟ « و» الزراعة والبيئة والمجال الطبيعي : الواقع والتحديات».
وأكد محمد سالم الشرقاوي ، المدير المكلف بتسيير وكالة بيت مال القدس الشريف، أن الوكالة لا تزال على عهدها في مناصرة أهل القدس ومؤسساتها ، مضيفا أن السمعة الطيبة والمصداقية التي اكتسبتها الوكالة، جعلت أهل القدس يتفاءلون خيرا بهذه المؤسسة التي تعبر عن إرادة الأمة في الحفاظ على المدينة المقدسة وتطويرها .
وتابع أن الوكالة أصبحت بفضل الإشراف المباشر لجلالة الملك محمد السادس عليها، مرجعا مهما في العمل داخل القدس، بفضل ما راكمته من تجربة وخبرة، وكذلك لحرصها الشديد على وضع الآليات الصحيحة التي تؤمن إيصال أموال التبرعات المخصصة للمشاريع إلى مستحقيها.
وأكد أن استمرار الوكالة، باعتبارها مؤسسة رسمية أحدثتها الدول العربية والإسلامية للقيام بواجب حماية القدس ودعم صمود أهلها، يتطلب من هذه البلدان مدها بالإمكانيات التي تمكنها من أداء واجبها، استثمارا لكفاءتها ولتجربتها ولرصيدها في العمل الميداني.
وبعد أن ذكر بحصيلة المشاريع المنجزة من قبل الوكالة على مدى 25 عاما في مختلف القطاعات، أكد الشرقاوي أن العمل الاجتماعي والإنساني للوكالة في القدس يقوم على الثقة والالتزام مما يدفعها للبحث باستمرار، عن تجديد أساليب عملها وابتكار الحلول المناسبة لمعادلة التنمية في القدس، التي تقوم على مؤشرات مقلقة تسعى الوكالة إلى المساهمة، قدر إمكانياتها، في التخفيف منها، ولاسيما مؤشرات الفقر والبطالة والجنوح والهدر المدرسي.
ومن جهته ، أكد سفير المغرب في فلسطين، عبد الرحيم مزيان، أن دعم صمود المقدسيين اقتصاديا واجتماعيا يجسد الحالة بأن استقرار وأمن مدينة القدس هو استقرار لمنطقة الشرق الأوسط والعالم بأسره .
وأشار إلى أن مساندة المملكة المغربية وتنظيم هذا المنتدى تعكس بجلاء الالتزام الثابت في دعم المملكة للقضية الفلسطينية وقضية القدس على وجه الخصوص التي يوليها جلالة الملك محمد السادس الأهمية القصوى من منطلق الأمانة التي يتقلدها جلالته بصفته رئيسا للجنة القدس المنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي، حيث جعلها في مستوى مكانة القضية الوطنية الأولى .
وأكد على أن المملكة المغربية تعمل من خلال وكالة بيت مال القدس بإشراف مباشر من جلالة الملك محمد السادس طيلة 25 عاما على دعم صمود المقدسيين وتوفير الظروف المناسبة للعيش الكريم وللتخفيف من وطأة الاحتلال.
وخلال افتتاح المنتدى، تم تدشين معرض الصور الخاص باحتفالية اليوبيل الفضي للوكالة، تتصدره صور لجلالة الملك محمد السادس، في مناسبات مختلفة للجنة القدس والوكالة.
وعلى هامش المنتدى جرى التوقيع على اتفاقية شراكة بين وكالة بيت مال القدس الشريف وجامعة القدس لتطوير منظومة بيت المال للتعليم والتدريب، تهم في مرحلة أولى الحرف المرتبطة بالأخصائيين النفسانيين، للتكفل بالحالات الأولية لأشخاص في وضعية اضطراب نفسي، والبيئة والتوازن الطبيعي وتدوير النفايات، والتسويق الرقمي لمنتجات التجار والجمعيات.
وقد أبرزت شخصيات فلسطينية الجهود الصادقة والعمل الدؤوب الذي تقوم به وكالة بيت مال القدس الشريف من أجل المدينة المقدسة ودعم صمود أهلها.
وأكدت هذه الشخصيات، على الدور المحوري والمتقدم، الذي باتت تضطلع به الوكالة بمنهجيتها الواقعية، وبمعرفتها بمفاصل الحياة في المدينة المقدسة ومؤسساتها.
وفي هذا الصدد، نوه عماد أبو كشك، رئيس جامعة القدس، بما تقدمه وكالة بيت مال القدس من جهود خيرة وعمل صادق من أجل القدس وتنميتها وتعزيز صمود أهلها.
وقال إن الوكالة بدأت أعمالها تتحقق في القدس وفلسطين، وتستشرف المستقبل برهاناته لتضع الحلول العملية الواقعية القابلة للتنفيذ في إطار برنامجها للتنمية المستدامة في المدينة المقدسة.
وأكد على اعتراف وتقدير الفلسطينيين جميعا وخاصة في القدس لما حققته وما زالت تحققه هذه المؤسسة من أجل القدس وأهلها وقضيتها، إذ ساهمت في عمليات التنمية في المدينة في كافة المجالات والقطاعات وفي الحفاظ على الإرث الحضاري والتاريخي والإنساني فيها.
وأبرز أبو كشك أهمية إطلاق المنتدى ليكون منصة للتفكير والتأمل بحثا عن حلول خلاقة وإبداعية على أن تكون واقعية وعملية قابلة للتنفيذ ومحل إجماع وتوافق من أصحاب الشأن، لإيجاد وطرح الحلول البديلة لمسألة التنمية في المدينة المقدسة.
من جهته، أكد عدنان الحسيني، رئيس دائرة القدس في منظمة التحرير الفلسطينية، أهمية دور وكالة بيت مال القدس الشريف في القدس وما تقدمه من مساعدات لتلبية احتياجات أهلها في ظل هذه الظروف التي تعيشها المدينة المقدسة، مشددا على ضرورة عدم التفريط بالقدس التي هي بحاجة للكثير من العمل الجاد للحفاظ عليها.
وأبرز أهمية تسخير إمكانيات الأمة لدعم أهالي القدس ومؤسساتها والعمل على الحفاظ على شبابها وتوفير إمكانيات الدعم لهم لمواجهة مخططات الاحتلال.
وأكد الحسيني، من جهة أخرى، على أهمية المنتدى الذي سيعمل على تلبية وسد احتياجات المقدسيين لتعزيز صمودهم ورباطهم.
من جانبه، عبر مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين، عن شكره لوكالة بيت مال القدس الشريف على « جهودها المباركة والطيبة في دعمها للقطاعات الحيوية لأهل القدس وما تخطط له من فتح للبيت المغربي في البلدة القديمة من القدس قريبا» .
وأكد على أن البيت المغربي سيعمل على الحفاظ على الطابع التاريخي والحضاري للمدينة المقدسة، مشيرا من جهة أخرى، إلى أن المنتدى سيعمل على دعم صمود القدس وأهلها ومؤسساتها .
بدوره، أشاد نائب محافظ محافظة القدس، عبد الله صيام ، « بدور وكالة بيت مال القدس التي تعمل بإشراف مباشر من جلالة الملك محمد السادس لتبقي المدينة المقدسة حاضرة في مؤسسات المملكة المغربية وفي ذهن أبناء المغرب «.
وأشار إلى أن الوكالة من خلال خطتها الطموحة تعمل على تحسس الاحتياجات والتحديات التي تواجه القدس وأهلها وتعمل في عدة قطاعات حيوية وهي الصحة والتعليم والشباب والمرأة .
من جانبه ، ثمن وكيل وزارة القدس، سعيد يقين، جهود ودور المملكة المغربية من خلال وكالة بيت مال القدس الشريف التي تعمل بشفافية ومصداقية في دعم أهل القدس وتعزيز صمودهم.
أما عدنان سمارة، رئيس مجلس الإبداع والتميز، فأبرز أهمية دعم أهل القدس وتثبيت المرابطين فيها وضرورة التواصل مع العرب للمحافظة على ما تبقى من مدينة القدس.
وأعرب سمارة عن أمله في أن يتمكن المنتدى من الخروج بمقترحات إبداعية قابلة للتطبيق تصب في خدمة القدس ومؤسساتها.

البرلمان العربي ودعم حقوق الفلسطينيين

أكد البرلمان العربي على موقفه الثابت والداعم للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ودعمه المطلق لنضاله العادل من أجل استعادة حقوقه الوطنية المشروعة.
وجدد البرلمان العربي، في بيان بمناسبة الذكرى الـ47 ليوم الأرض الفلسطيني، تضامنه مع الشعب الفلسطيني في دفاعه عن أرضه وتاريخه ومقدساته وهويته الوطنية، وضرورة العمل على تحقيق السلام وفق القرارات الأممية ومبادرة السلام العربية القائمة على رؤية حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها مدينة القدس.
وأشار « إلى أن إحياء ذكرى يوم الأرض الفلسطيني هذا العام، يأتى في ظل تصعيد خطير ضد أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة والقدس منذ تولي حكومة اليمين المتطرفة الحكم مع مطلع العام الجاري 2023، وفرضها خطة جديدة بمزيد من سياسة التهجير القسري كعقاب للفلسطينيين، وتسريع وتيرة بناء المستوطنات غير القانونية وسرقة المزيد من الأراضي في الضفة الغربية والقدس، وتصعيد غير مسبوق لاعتداءات ميليشيات المستوطنين ضد أبناء الشعب الفلسطيني بحماية من قوات الاحتلال، والاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى المبارك، وخاصة في شهر رمضان الكريم في استفزاز لمشاعر الفلسطينيين والمسلمين، ما يهدد بتفجر الأوضاع في المنطقة بشكل لن يستطيع أحد السيطرة عليه.
وبهذه المناسبة، دعا البرلمان العربي المجتمع الدولي، إلى تحمل مسؤولياته والتحرك لاتخاذ خطوات جادة لإنهاء الاحتلال، وإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها مدينة القدس، والعمل على توفير حماية دولية للشعب الفلسطيني، وتفعيل عملية السلام، ووقف كافة الانتهاكات والإجراءات الاستفزازية الأحادية الجانب التى تقوم بها سلطة الاحتلال، ووقف الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى المبارك، واقتحامات المدن الفلسطينية.
ويحيي الفلسطينيون يوم الارض منذ 1976 ، للتعبير عن تمس كهم بأرضهم وهويتهم الوطني ة، بعد أن صادرت السلطات الإسرائيلية آلاف الدونمات من الأراضي السكنية الفلسطيني ة، خرجت على أثرها المظاهرات التي توسعت لاحقا وأدت إلى مواجهات بين الفلسطينيين و السلطات الإسرائيلية، انتهت باعتقال واستشهاد العديد من الفلسطينيين.


بتاريخ : 30/03/2023