بينما تراجع سعر النفط في العالم إلى 80 دولارا للبرميل
بعدما انتظر المغاربة طويلا تخفيضا معقولا في أسعار المحروقات بالسوق الداخلية، لاسيما بعد هبوط أسعار النفط في السوق الدولي إلى عتبة 80 دولارا، جاء جواب لوبي المحروقات مخيبا للآمال، حيث شهدت أسعار الغازوال نهاية الأسبوع المنصرم، تراجعا طفيفا لم يتجاوز 23 سنتيما، وأصبح سعر اللتر منه 16.14 درهمًا، بدل 16.37 في حين ظل سعر البنزين دون تغيير. وبذلك أصبحت موجات الزيادة في سعر المحروقات بالمغرب تطبق بالدراهم، في حين تقطعها بين الفينة والأخرى « تخفيضات كاذبة» لا تتعدى بضعة سنتيمات.
فقبل أسبوعين شهد سعر الغازوال ارتفاعا ملحوظا في مختلف محطات الوقود، وذلك للمرة الثانية على التوالي في أقل من أسبوعين. وأوصلت الزيادة الأخيرة (85 سنتيما) سعر الغازوال إلى 16,60، علما أن زيادة سابقة ب 1.60 سنتيما كانت قد طبقت يوم 17 من أكتوبر 2022، ما يعني أن سعر الغازوال قفز في ظرف قياسي ب 2.45 درهم، وهي أعلى وتيرة ارتفاع تشهدها هذه المادة الحيوية منذ بداية العام.
وعلى الرغم من التراجع الملحوظ لأسعار النفط في السوق الدولي، وهبوطها عن المستوى الذي كانت عليه قبل اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، فإن أسعار الوقود بالمغرب مازالت تنهك القدرة الشرائية للمواطنين، حيث تأبى شركات توزيع المحروقات التي تحتكر السوق الوطني منذ 2016، خفض أسعارها تحت عتبة 15 درهما للتر الواحد من الغازوال و14 درهما للبنزين. وقد أجج هذا الوضع غير الطبيعي موجة غضب عارمة في صفوف المواطنين الذين اكتوت جيوبهم بلهيب الأسعار.
وفي حين تتشبث شركات المحروقات في المغرب بأسعارها التي حطمت أرقاما قياسية، تشهد الأسواق الدولية منذ عدة أسابيع تراجعا متواترا حيث واصلت أسعار النفط أمس الأحد 20 نونبر 2022، انخفاضها على المستوى العالمي، بعد أن أغلق النفط الأسبوعين الماضيين بانخفاض، وذلك في ظل انخفاض مخزون النفط الأمريكي، بنحو 5.4 مليون برميل.
وانخفض خام برنت الأمريكي للعقود الفورية، بقيمة 2.16 دولار للبرميل، ليسجل نحو 87.62 دولار للبرميل، وبتراجع بنسبة 2.41%. انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي، بقيمة 1.56 دولار للبرميل، ليسجل نحو 80.08 دولار للبرميل، وبتراجع بنسبة 1.91%.
في المقابل فإن منحنيات أسعار المحروقات في المغرب لا تعرف منذ عدة أشهر إلا منحنى واحدا في اتجاه تصاعدي، حيث انتقل سعر الغازوال منذ نهاية العام الماضي من 10 دراهم إلى 16.50 درهما حاليا فيما قفز سعر البنزين من 11 درهما إلى 14 درهما في الوقت الحالي. وعلى الرغم من انخفاض سعر النفط على المستوى العالمي، في مناسبات كثيرة، إلا أن أسعار المحروقات مازالت مشتعلة في المغرب، وهو ما يجعل الرأي العام يتساءل حول الأسباب التي تجعل الأسعار في محطات الوقود بالمغرب لا تتأثر بمنحنيات الأسعار الدولية بشكل مباشر. ويذكر أن الأسعار المعتمدة في محطات الوقود بالمغرب لا تعكس بالضرورة تقلبات الأسعار في الأسواق الدولية، نظرا لمجموعة من العوامل أولها أن هناك فرقا كبيرا بين سعر النفط الخام في السوق الدولي وسعر المواد النفطية المكررة والتي تكون في الغالب أغلى من سعر الخام، ذلك لأن أسعار التكرير ارتفعت كثيرا خلال الشهور الأخيرة حيث انتقلت من 4 دولارات للبرميل إلى ما يزيد عن 25 دولارا للبرميل، وقد استفحلت هذه الزيادة بفعل الحرب الدائرة رحاها في أوكرانيا وما خلفته من ارتفاع الطلب على تخزين المواد النفطية المكررة، والتي أصبحت تخضع للمضاربة.
وبينما أنهكت الزيادات المتوالية لأسعار المحروقات القدرة الشرائية للمغاربة، تواصل الحكومة جني مبالغ ضخمة تدخل الخزينة على شكل ضرائب ورسوم تكاد تشكل نصف ثمن الغازوال والبنزين اللذين حطمت أسعارهما كل التوقعات.