أجمعت أغلب الشهادات التي استقيناها حول الراحل أحمد فرس على كونه شخصية استثنائية، قد لا يجود الزمان بمثلها، نظرا لما جمعه من مهارة كروية رفيعة ودماثة أخلاق، وقيم إنسانية ونبل نادر.
واعتبره المدرب الوطني عزيز العامري من أرقى اللاعبين المغاربة، مؤكدا أنه كان “رجلا استثنائيا بكل ما تحمله الكلمة من معنى”.
وأشار العامري، في تصريح هاتفي للجريدة، إلى المواجهات الكروية التي جمعتهما على أرضية الملاعب طيلة خمس سنوات، حين كان أحمد فرس يواجهه رفقة شباب المحمدية ضمن مباريات ضد فريقي الجيش الملكي واتحاد سيدي قاسم. وأوضح أنه لم يسبق له أن رآه ينفعل أو يحتج على الحكام أو اللاعبين، حتى في الحالات التي كان يتعرض فيها لتدخلات عنيفة. وأضاف أنه شارك إلى جانبه ضمن المنتخب الوطني، وسافر معه إلى سوريا، حيث تُوِّج المنتخب الوطني بكأس العرب.
وختم العامري شهادته قائلا: “لقد كان لاعبا متكاملا، وإنسانا طيبا، وبعبارة أدق: “درويش”.”
من جهته، أكد اللاعب الدولي السابق أحمد مكروح (بابا)، الذي تُوّج رفقة فرس بكأس أمم إفريقيا سنة 1976، في اتصال هاتفي مع الجريدة، أنه جمعته بالراحل علاقة صداقة قوية، طبعها الاحترام والتقدير المتبادل. وأشار إلى أنه انتقل من الجديدة إلى الدار البيضاء خصيصاً لتشييعه إلى مثواه الأخير، مؤكداً: “لم نسمع منه أو عنه يوما شيئا مسيئا، فقد كان محبوبا من طرف الجميع”. واستحضر من ذاكرته لحظات خالدة، أبرزها تلك الكرة الساحرة التي مررها له فرس في إثيوبيا، ليسجل منها هدف التتويج المغربي بأول كأس إفريقية.
أما إبراهيم كلاوة، أحد رفاق فرس داخل شباب المحمدية والمنتخب الوطني، فأكد أن “الحاج أحمد فرس، رحمه الله، كان رجلا طيبا وشهما، يترفع عن كل ما لا يعنيه… تألقنا معا في شباب المحمدية، وكذلك مع المنتخب الوطني، وحققنا إنجازات ستظل خالدة”، مضيفاً أن وفاته تعد خسارة كبيرة لكرة القدم الوطنية.
بدوره، عبر اللاعب الدولي السابق مصطفى الحداوي عن حزنه العميق لوفاة العميد أحمد فرس، مشيراً إلى أن “يوم الأربعاء كان يوما حزينا لكرة القدم الوطنية، لأننا فقدنا شخصاً كنا نعتبره بمثابة الأب لنا جميعا.”
واستحضر الحداوي ذكرياته مع فرس، قائلا: “كنت طفلا ضمن مجموعة من جامعي الكرات بمركب محمد الخامس، وأحرص على متابعة حركاته داخل الملعب وتقليدها، لأنه كان لاعبا من طراز عالمي”.
وأضاف: “واجهته في مباراة واحدة فقط، كانت نصف نهائي كأس العرش بين الرجاء وشباب المحمدية، الذي كان يضم حينها نخبة من أبرز نجوم الكرة الوطنية”. وأوضح أنه بعد الاعتزال، واصل المشاركة إلى جانبه في مباريات استعراضية، وكان فرس دائم الحضور وسط أصدقائه ورفاقه من نجوم المنتخب الوطني.

