شهادات في حق الراحل عبد القادرأزريع

الأطلسي، بوعياش، الجزولي يجمعون على فداحة الفقدان

 

فقدت الساحة السياسية والنقابية والحقوقية أحد الوجوه البارزة المناضل عبد القادر أزريع، الذي وافته المنية صباح الخميس بالمستشفى العسكري بالرباط. وقد ووري الثرى بعد ظهر أمس الجمعة بمقبرة الشهداء بالرباط .
وتقلد المرحوم عبد القادر أزريع الذي ، ولد سنة 1955 بمدينة أسفي، عدة مسؤوليات سياسية بمنظمة العمل الديمقراطي الشعبي وفي الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وكان مسؤولا بالنقابة الوطنية للتعليم وعضوا بالمكتب التنفيذي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، وكان عضوا بالفريق الكونفدرالي وعضوا بالمجلس الوطني لحقوق الانسان ، كما كان من بين مؤسسي المنتدى المغربي للمستشارين البرلمانيين سابقا، حيث أسندت له مسؤولية الرئاسة ، وشغل الفقيد منصب نائب رئيس لجنة الصداقة الفرنسية المغربية المشتركة بين مجلس المستشارين ومجلس الشيوخ بفرنسا.
واشتهر الراحل بنشاطه النقابي والاجتماعي، إذ شغل منصب رئيس جمعية حركة المبادرات الديمقراطية، كما كان عضوا بمنتدى بدائل المغرب، وعضوا باللجنة الخاصة للتربية والتكوين التي أعدت الميثاق الوطني للتربية والتكوين ورئيسا للجنة الجهوية لحقوق الانسان بجهة الرباط-سلا-القنيطرة.
وساهم المرحوم عبد القادر أزيريع، من عدة مواقع، في التحولات التي عرفتها بلادنا، حيث كان رائدا في تشريعات الشغل والعلاقات المهنية،  وفي قضايا حقوق الإنسان، وظل وفيا لمبادئ وقيم  الإصلاحات السياسية والدستورية لتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة، وبصفته المهنية كأستاذ الفلسفة وعلم الاجتماع، كان الفقيد قائدا نقابيا قريبا من هموم الطبقة العاملة وفقراء الأمة .. وكان مؤمنا بأهمية النضال الديمقراطي  من أجل التغيير .. وظل دوما قريبا من القوى التقدمية بمختلف توجهاتها ومقارباتها الفكرية، كمرجع لتدبير الإختلاف، وبصماته حاضرة بقوة في مسيرة البناء الديمقراطي في وطننا ومسيرته السياسية والاجتماعية والتعليمية.
ونعى صديقه طالع السعود الأطلسي الفقيد بشهادة معبرة جاء فيها : « عبد القادرأزريع ..إلى ذاكرة البهاء « ،
« حملناه أمس، على الأكتاف، إلى مرقده الأخير.. ليحلق منه إلى مثواه الدائم
… إلى ذاكرة البهاء
… هو العزيز عبد القادر أزريع الزوج ،الأب ،
ا لأخ، الرفيق، الصديق
… المناضل السياسي، النقابي، الحقوقي،
الفاعل الجمعوي… العفيف، اللطيف والشفيف…
هو حيوات في حياة، فوارة بالأمل ومدرارة
للفرح بالحياة… وهاهو ينسل من بيننا إلى
براري مطلق الحياة…
لم يستأذن أحدا وهو يغادر ..وهو مجرد تفصيل بسيط من جسامة المغادرة ومن فداحة الفقدان على أحبته.. ولكنه عودنا اعتناءه الدقيق بالتفاصيل، لأن حياة هي مجموع تفاصيلها.. و كان عاشق لدبدبات الحياة.. يستطعمها ذبذبة ذبذة ويرتشف عذوبتها قطرة قطرة، بذلك كان متميزا في رعاية آماله الوطنية، يحقنها في كل مهامه ومشاركته وانخراطاته في الشأن العام الوطني
..
أبدع فيها بحرصه على دقة، جودة وتناغم
تفاصيلها
.. وبتلك «العقيدة» التفصيلية تمكن من صون الحدود بين مساحات «حيواته» الأسرية، المهنية والرفاقية.. ولأن تنبض مساحة عن حدودها ولا تفيض مساحة عن حدودها ولا تتقلص .. لذلك عهدناه الزوج المثال والأب المفضال والمواطن الفعال.. نعم، لأول مرة وهي الأخيرة، تحلل من تعلقه بالتفاصيل.. تعمد عدم الإستئذان في الانصراف من فضاء هذه الحياة.. لأنه عارف بحرارة تلعق محبيه به ..  وهو كان يلبي هاتف صعوده إلى مطلق الحياة بهيا في ذاكرة الوفاء، العائلية والرفاقية، نعم آلمنا ذلك ولكن العزاء أنه يتمدد في ذاكرة وتفاصيل المحبة».

ونعت أمينة بوعياش رئيسة المجلس الوطني لحقوق الانسان أزريع قائلة :
«فجعنا، زوال هذا اليوم، بوفاة السيد عبد القادر أزريع، المكلف لدى رئاسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان بالعلاقة مع البرلمان والوساطة ورئيس لجنته الجهوية الرباط-قنيطرة سابقا. وإذ يودعنا هذا اليوم، فإننا نودع فيه أحد المساهمين في تركيز العمل النقابي والانتقال الديمقراطي والمجتمع المدني.
وإذ نقدر حجم الخسارة التي تركها رحيل السيد عبد القادر أزريع، فإنني أتقدم بصفتي الشخصية ومعي الأمين العام وكل أعضاء وأطر ومستخدمي المجلس بأحر تعازينا لزوجته السيدة ربيعة ريحان ونجله السيد أنيس أزريع ولكل أفراد أسرته وكل أقربائه وأصدقائه، ونرجو لهم الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون «.
من جهته نعاه عدنان الجزولي في صفحته بالفيسبوك قائلا :
«في أحد أيام خريف 1976 التقينا بمدرج إبن خلدون بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط . بهدوء شديد تأسست علاقة صداقة خاصة..وبحذر ستبدأ علاقة تنظيمية في عز محاكمات قيادات فصائل اليسار الديمقراطي الجديد..
ذات ليلة سيتم اختطافه رفقة مجموعة من الشباب ( أي الرفاق) المنحدرين من مدينة آسفي.. وبعد خروجه سيكون لنا لقاء هناك بالحديقة الصغيرة داخل الكلية وسأعرف أكثر روحه الساخرة وسأنبهر أكثر بذاكرته القوية التي كانت مسكونة بتفاصيل التفاصيل..
توطدت علاقتنا الإنسانية بشكل تلقائي كبير وأصبحنا نتزاور للعمل أو السهر واشتركنا تحت إشراف أساتذتنا محمد جسوس وادريس بنسعيد في إنجاز بحث جماعي حول مشروع الحركة الوطنية…
كان عبد القادر يدخل إلى منزل العائلة بطريقة عادية ونفس الشيء حين كنت أزوره بمدينة خريبگة حيث تم تعيينه للتدريس بإحدى ثانوياتها ..
تشاركنا لحظات إنسانية وسياسية نادرة وقوية وتستحق أن تسجل في إنجازات اليسار، ومن خلالها أصبحنا نعرف بعضنا جيداً إلى أن افترقت بنا السبل قبل سنوات…. لكن الاحترام والتقدير ظلا في القلب ..
ليس سهلا أن أهضم المكالمة الهاتفية التي جاءتني قبل ساعات عزيزي عبد القادر، وليس سهلا أن أصدق أنك فعلاً غادرت هذه الحياة في عزعطائك…
لروحك صديقي العزيز الرحمة والسلام وعزاؤنا واحد في فقدك… مع صادق العزاء والمواساة لرفيقة عمرك العزيزة وابنك أنيس «
على إثر هذا المصاب الجلل، يتقدم الاتحاديون والاتحاديات بأحر التعازي وأصدق المواساة إلى زوجته ربيعة ريحان وإبنه أنيس ، سائلين الله سبحانه أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته رفقة الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ، وأن يلهم أهله وذويه جميل الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون.


الكاتب : مصطفى الإدريسي

  

بتاريخ : 04/02/2023