إن تكريم الأستاذ حفيظ العيساوي بمناسبة الدورة 14 للجامعة السينمائية هو تكريم لرجل ظل وفيا لروح العمل السينمائي الجمعوي داخل الأندية السينمائية بالمغرب ، فقد كان نادي الرائد بالرباط في عهده فضاءً حقيقيًا للعرض والنقاش، بحضور نوعي وبرمجة غنية تعكس معرفة دقيقة بالسينما وبأهميتها الثقافية. بل مختبرًا لتكوين أجيال من السينيفيلين والنقاد والمخرجين ، بفضل برمجة منتقاة وغنية ولقاءات كانت تمنح للسينما بعدها الفكري والجمالي.
ولم يتوقف دور الأستاذ العيساوي عند حدود نادي الرائد بالرباط الذي كان رائدا لحركة الأندية السينمائية سنوات الثمانينيات والتسعينيات ، بل امتدّ إلى المساهمة الفعلية في الحفاظ على استمرارية الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب على الأقل في فترات صعبة، حين تراجع الدعم، وانغلقت القاعات، وتقلّصت آفاق العمل داخل الأندية السينمائية . كان حضوره دائمًا عنصر توازن، ودعمه مؤسسيًا وفعليًا ساعد الجامعة على تجاوز محطات حاسمة، وعلى الاستمرار في أداء دورها الثقافي رغم الإكراهات.
تكريمه اليوم هو اعتراف بعمل هادئ، دؤوب، وبأثر باقٍ في الذاكرة السينمائية للمغرب.
هو تكريم لرجل ذو أخلاق عالية وطيبوبة يشهد له الجميع بها . آمن دوما بدور الأندية السينمائية كفضاء للتربية والصورة، وعمل على أن تبقى حيّة مهما تغيّرت الظروف.وكان ممن ساندنا في توقيع اتفاقية الشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل قطاع الثقافة التي أنعشت فعل حركتنا خلال هذه السنة ،بل حضر معنا للعديد من اللقاءات بالوزارة بالرباط مشكورا ومنزله كان دوما مفتوحا لأعضاء الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالرباط هو ممثلنا على الدوام بالعاصمة.
نتمنى له دوام الصحة والعافية .