223 سبّاحا منقذا موسميا يسهرون على ضمان سلامة الزوار وسط إكراهات متعددة
تشهد شواطئ إقليم الجديدة منذ مدة إقبالا كثيفا من جانب المصطافين للاستمتاع بمياه البحر ولمواجهة ارتفاع الحرارة. ويفسر هذا التدفق الكبير للسياح المغاربة والأجانب على هذه الوجهة الساحلية بجمال شواطئها وموقعها الجغرافي الاستراتيجي، فضلا عن مناخها الملائم للسباحة في أجواء مطبوعة بالهدوء التام.
شواطئ، قد يحظى بعضها بالاهتمام وقد يعرف الآخر نقائص، تكون تارة بسبب تقاعس مصالح معنية بتأهيلها والحفاظ على رونقها وجماليتها، وتارة أخرى بفعل السلوك البشري لبعض الأشخاص، الذين قد يفتقدون لكل حسّ بالمواطنة فيعبثون بما تطالهم أياديهم ويساهمون بشكل أو بآخر في «إتلاف» كل ما هو جميل.
تعد الشواطئ الجميلة للإقليم مثل دوفيل الجديدة، التي رفع في بعضها اللواء الأزرق، من بين الوجهات السياحية المفضلة إما للعائلات المغربية أو للمغاربة المقيمين في الخارج من أجل قضاء عطلهم الصيفية.
وفي تصريحات للعديد من المصطافين الذين يترددون كثيرا على شاطئ الحوزية لجودة مياهه ورماله الناعمة، نجد أن نظافة هذا الشاطئ هو الذي يفسر التدفق الكبير للمصطافين عليه، بالإضافة إلى المرافق المختلفة مثل المقاهي والمطاعم والمحلات التجارية بجميع أنواعها ومرافق دورات المياه التي يتم صيانتها بشكل جيد .. إلخ. ويؤكد عدد من المصطافين على أنه إذا كانت شواطئ دكالة الكبرى ناجحة للغاية، فذلك بفضل نظافتها الاستثنائية والمؤهلات العديدة التي تتوفر عليها.
ومن أجل التعاطي الإيجابي مع أجواء الاصطياف بالإقليم لضمان موسم صيفي ناجح، جرى عقد عدة لقاءات تلتها اجتماعات موسعة جمعت أساسا السلطات المحلية والمجالس المنتخبة والأطراف المعنية، تمت خلالها الدعوة إلى تعبئة الموارد البشرية والمادية من أجل جعل صيف 2023 موسما استثنائيا، لاسيما من حيث تحسين جودة الخدمات المقدمة خلال فترة الصيف، وذلك من أجل تمكين المنطقة في شموليتها من أن ترتقي إلى مستوى تطلعات سكانها وزوارها.
ومن أجل تعزيز البنية التحتية الأساسية بشكل أفضل وتحسين جاذبية هذه الوجهة ومرافق الاستقبال الخاصة بها، تم اتخاذ تدابير تتعلق بترميم مجموعة من الفضاءات والنظافة، ثم تحسين شبكة الإنارة العمومية وتهيئة الحدائق العمومية والأماكن الخاصة بالمنطقة الساحلية. وعلى صعيد خدمات الوقاية المدنية بدأت الاستعدادات منذ بداية شهر ماي الماضي لمباشرة عمليات الحراسة على مستوى 15 شاطئا بالإقليم، مع تعبئة نحو 223 من السباحين المنقذين الموسميين مجهزين بوسائل الإنقاذ اللازمة (المراكب، جيت سكي ، إلخ …).
فعلى مستوى شاطئ سيدي بوزيد، تقود السلطات المحلية معركة شرسة ضد مستخدمي ( جيت سكي) منذ عدة أسابيع، والتي ينظر إليها على أنها «ملوثة ويصدر عنها ضجيج وصوت صاخب، علاوة على خطورتها على سلامة المصطافين»، كما جاء على لسان مولاي المهدي الفاطمي رئيس جماعة مولاي عبد الله في تصريح للجريدة .
شاطئ الجديدة كلام مسؤولي المدينة الذي يمحوه الليل
تتميز أغلب شواطئ الجديدة، التي تمتد على أزيد من مائة كيلومتر على الساحل الأطلسي، من جماعة البئر الجديد إلى مشارف الواليدية، بجمالية طبيعتها ونقاوة مياهها رغم أن بعضها مازال لم يستكشف بعد، فيما مازال بعضها عرضة للإهمال. وتعتبر شواطئ الحوزية، سيدي بونعايم الجديدة، سيدي بوزيد، سيدي عابد، من بين أبرز الشواطئ بالإقليم، نظرا للمكانة التي تحتلها على الصعيد الوطني، في حين يصل بعضها إلى درجة «الدولي» في منتجعات أخرى.
«الاتحاد الاشتراكي» وفي استطلاع على مستوى العديد من الشواطئ تزامنا ومرحلة «اصطياف 2023» التي تأتي مباشرة بعد تعافي المغرب من وباء كورونا ومعه الاقتصاد الوطني، تبين لها على أن الشواطئ بالإقليم يمكن اعتبارها المرافق الوحيدة التي ظلت مهملة وهو ما يستشفّ منها على أنها آخر ما يفكر فيه مسؤولي الإقليم، مع استثناءات قليلة جدا، حيث تحولت بعض شواطئ الإقليم إلى بقع مستباحة من طرف بعض الجهات لدرجة «خوصصة» بعضها، حيث تمنع فيها السباحة إلا بالمقابل، فيما حراس المواقف يفرضون أثمنة خيالية ، وأثناء التشكي يجد المرء جوابا واحدا «إنه الصيف»؟
الحوزية شاطئ بمعايير جيدة
أصبح إسم محطة الحوزية متداولا اليوم وسط رجال الأعمال والمؤسسات السياحية الكبرى والشركات العالمية المختصة في الفندقة والسياحة نظرا لما تحتضنه هذه المنطقة من مؤهلات، هي التي كانت إلى حدود الأمس القريب مفتقرة لكل التجهيزات، تعتبر اليوم من بين أجمل المصطافات على المستوى الإقليمي نظرا لجودة المياه وشساعة الشاطئ، حيث تعرف إقبالا كبيرا من طرف زوار الجديدة أو سكانها، إضافة إلى توفرها على البنيات التحتية من أماكن النظافة، مراحيض، رشاشات…
وتضم الحوزية أكبر تجمع من المخيمات التابعة لبعض الجماعات والقطاعات الوزارية، والجمعيات التربوية الوطنية…، وقد ظلت قبلة لعدد من الزوار الذين يفوق عددهم 100000 نظرا لتوفرها على بنية أساسية ممتازة، إذ تم تهيئ العديد من الكيلومترات بتبليطها، كما تم بناء المرافق الصحية الخاصة، وذلك من أجل النهوض بالميدان السياحي، وهو الشاطئ الذي ظل محافظا على العلامة الزرقاء، علما بأن العديد من المؤسسات الاجتماعية والمالية ظلت تدعم الجماعة من أجل الحفاظ على نظافة الشاطئ والرقي به إلى مصاف الشواطئ الدولية، حيث يعمد المسؤولون الجماعيون والفعاليات الجمعوية إلى القيام بالعديد من الأعمال التي تمكن هذا الشاطئ من احتلال المراتب المتقدمة أثناء عمليات التصنيف. كما أن تنشيطه تقوم به جهات محترفة تقدم منتوجا جيدا للزوار والمرتفقين بعيدا عن برامج الخشب وموسيقى الضجيج، حيث يحصل سنويا على العلامة الزرقاء التي تمنحه مراتب متقدمة وتجعله من بين أعرق وأنظف الشواطئ المغربية.
الواليدية.. استثناء مغربي
في كل شيء
تعد منطقة الوليدية من بين أبرز المنتجعات السياحية الشاطئية الوطنية، نظرا لما توفره الطبيعة من ثروات بيئية هائلة، أسيء استغلالها في العقد التسعيني من القرن الماضي. لقد تأسست الوليدية سياحيا على يد الأجانب، خاصة الفرنسيين، خلال فترة الحماية، واستمر حضورها مع المغاربة خلال بداية العقد الستيني حتى اليوم، هؤلاء من أبناء آسفي ومراكش والبيضاء والجديدة يذكرون جيدا الوليدية المنتجع والطبيعة والهواء والماء، كما كانت ركنا بحريا صامتا للمصمم العالمي إيڤ سان لوران الذي كان يقصدها خلال فترات فصل الشتاء والخريف.
لقد ظلت الواليدية قبلة لمشاهير العالم، من عالم السينما والمال والأعمال … لكنها اليوم ليست كالبارحة، فقد شهدت «هروب» العديد من زوارها الأوفياء، بسبب بعض مظاهر الفوضى المرتبطة بالتجارب الفاشلة في العمل الجماعي، مما جعلها تتراجع أمام ضغط النمو الديمغرافي وأيضا السياحي الذي سرّع ظهور السكن العشوائي ولوبيات العقار، وكان من نتائج ذلك تضرر المجال الغابوي، سواء عبر التوسع العمراني أو الإضرار بخشب الأوكاليبتوس.
ومعلوم أن منطقة الوليدية شهدت في السنين الأخيرة العديد من المشاريع العمرانية والسياحية الفاخرة التي تصل تكلفة المبيت لليلة واحدة في أحد الفنادق بها إلى 6 آلاف درهم للفرد… وتعتبر منطقة بحرية بامتياز، مازالت تنتظر هيكلة قطاع الصيد البحري التقليدي، مع تشجيع المستثمرين الخواص على مستوى الخدمات، وتشجيع ودعم الاستثمار السياحي ومراقبته على مستويات الجودة، واحترام معايير النظافة، إضافة إلى الحاجيات التقليدية البسيطة التي لم تستطع الجماعة توفيرها بشكل لائق، من نظافة وإنارة وطرقات ومجاري تصريف المياه.
وتكتسب الواليدية شهرتها من بحيرتها التي تمنحها الاستثناء، فهي تعد مسبحا جادت به الطبيعة على المنطقة لتخرجها من طابعها الفلاحي وترمي بها في أحضان سياحة مرتكزة على البحر وما يرتبط به من أنشطة ورياضات مائية تستقطب مولعين بها من داخل المغرب والخارج. هذه البحيرة، تضخ فيها مياه بحرية من أمواج تبدو هائجة وصاخبة، قبل أن تتكسر على صخور محيطة بالبحيرة، وتدخل من مدخل بحري صغير، يحولها إلى مياه هادئة تمكن البحيرة من تجديد مياهها باستمرار. وزادت جغرافية المكان البحيرة روعة، حين أحاطتها الطبيعة بجبال صخرية عالية، حول مستثمرون البعض منها إلى مركبات سياحية شبه معلقة، ما مكن من رفع الطاقة الاستيعابية للوافدين عليها خاصة في فصل الصيف. وعلاوة على البحيرة، يوجد الشاطئ رغم صغر مجاله المائي، ويعد الموقعان، من أكثر المجالات البحرية استقطابا للمصطافين، ذلك أن البحيرة شكلت سندا طبيعيا أساسيا لتثمين الشاطئ.
وتزداد روعة البحيرة بطيورها المهاجرة التي ترحل إليها من أماكن قصية من المعمور. كما أن المخطط الملكي لحماية الواليدية، رصد قبل عشر سنوات استثمارات مهمة للحفاظ على بحيرتها من التلوث، خاصة الحد من فضلات القطيع الحيواني الذي اعتاد فلاحون إطلاقه بمحيط البحيرة، وذلك بإحداث مراع كبيرة على مساحة ألف هكتار عن طريق زرع نبتة كلئية تدعى «الكضفة»، التي تبقي على القطيع بالأراضي الفلاحية بدل مهاجمته للبحيرة.
سيدي عابد.. المحطة السياحية التي لم يكتمل حلم ساكنتها
يقع شاطئ سيدي عابد على بعد 32 كيلومترا جنوب الجديدة على الطريق الساحلية الرابطة بين الجديدة والواليدية، ويعتبر من أجمل الشواطئ بالشريط الساحلي. يتوفر على خليج بحري وشاطئ برمال ذهبية، تجذب الزوار والسياح من كل مناطق المغرب، سيما أنه وجد في منطقة فلاحية، توفر الخضر والفواكه الموسمية.
يمنح سيدي عابد لمصطافيه إمكانيات للاستفادة من السياحة القروية والشاطئية، وسيعرف المركز ذاته مستقبلا افتتاح منطقة سياحية تدخل في باب «مخطط بلادي» الرامي إلى تنمية السياحة الداخلية، حيث أكدت المصادر التي التقيناها، أن هذه محطة السياحية، تقع على مساحة 40 هكتارا وخصص لها غلاف مالي استثماري، يصل إلى 461 مليون درهم، وتبلغ سعتها الإيوائية، حسب البطاقة التقنية، 5700 سرير، موزعة على شكل إقامات فندقية أفقية وعمودية إلى جانب توفير إقامات سكنية ومخيمات تتسع لاستيعاب ألفي شخص، بالإضافة إلى مرافق رياضية وتجارية وترفيهية، قد تساهم في تنمية المنطقة باعتبارها محطة سياحية مستقبلية. وحسب المصادر نفسها، فإن المشروع اعترضته عدة مشاكل ترتبط أساسا بالرهون والاعتراضات على نزع الأراضي، وقد تمت تسوية جزء كبير من الوعاء العقاري وفصله عن الملك الغابوي، وتنازل مديرية المياه والغابات لفائدة الدولة. إلا أنه ورغم التقدم الحاصل في الملف الإداري فإن لا شيء ينذر بقرب الإعلان عن البدء في الأشغال، حتى أنه لم يعد هناك حديث عن ذلك حتى في الأروقة الإدارية٠
سيدي بوزيد.. المنتجع
ذو الإشعاع الدولي
يوجد شاطئ «سيدي بوزيد» على بعد ثلاث كيلومترات من الجديدة ويتميز بنظافة شاطئه ومياهه، يقصده المصطافون من كل المناطق، خاصة من مدينة مراكش. وإذا كانت المنطقة تعرف إقبالا فلأنها، عكس بعض الوجهات الشاطئية، تعتبر في متناول كل الأسر والميزانيات، إذ بالموازاة مع الفيلات المعروضة للكراء بأسعار نسبيا مرتفعة 500 درهم فما فوقلليوم الواحد ، فإن هناك شققا ومنازل يضطر أصحابها لكرائها للزائرين خلال فصل الصيف، بأسعار تتراوح بين 300 و500 درهم في اليوم، حسب الموقع والتجهيزات، كما يمكن للراغبين في الاستمتاع بهذا الشاطئ الكراء بالجديدة بأسعار في المتناول، والتوجه نحو سيدي بوزيد، سواء بالسيارات الشخصية أو من خلال الطاكسيات.
ويتعين التوجه باكرا إلى شاطئ سيدي بوزيد، إذ كلما اشتدت الحرارة يكثر عليه الإقبال ويصبح من الصعب إيجاد مكان مناسب، خاصة بالنسبة إلى الأسر التي لها أطفال صغار تتعين مراقبتهم وهم يلعبون بالشاطئ أو يستحمون. ويوفر الشاطئ مرافئ لممارسة الرياضات البحرية مثل ركوب الأمواج. وتستمر الأنشطة الترفيهية إلى ساعات متأخرة من الليل، إذ تم تزويد الشاطئ بكاشفات ضوئية تسمح للمصطافين بالتجول بالشاطئ ليلا والاستمتاع بالأنشطة الفنية.
من جهة أخرى، تتنوع العروض في ما يتعلق بالتغذية، فهناك بعض المطاعم المعروفة بتقديم أطباق من السمك، خاصة أن المنطقة لا تبعد عن الميناء ويوجد العديد من الصيادين، الذين يفضلون بيع محصولهم من الصيد مباشرة إلى هذه المطاعم، التي تتفنن في تقديم المنتوجات البحرية في أطباق متنوعة.
ويتميز شاطئ سيدي بوزيد بكونه عبارة عن خلية صغيرة به شاطئ رملي يمتاز برماله الذهبية حيث يتجاوز طوله 1400 متر محاطا بأجراف صخرية، إذ أنه عبارة عن نصف دائرة. ويمتاز شاطئ سيدي بوزيد بزيارات بعض العائلات التي تفضل قضاء اليوم به والعودة إلى منازلها بالجديدة والنواحي ليلا . وبالنسبة لمشكل الأمن فلم يعد مطروحا، حيث تمت الزيادة في عدد رجال الدرك، فيما يبقى عدد حراس ومعلمي السباحة قليلا، كما أنهم يفتقدون إلى أدوات العمل. ويبقى قرار رئيس جماعة مولاي عبد الله الذي بمنع ممارسة رياضة الدراجات المائية التي تشكل إلى حد بعيد خطرا على المصطافين، خاصة وأن بعض الشباب المتهور يغامر أثناء ممارسة هذه الرياضة التي ينشط أصحابها أحيانا دون تراخيص؟ وقد عمد العديد منهم والذين أصبح الكثير منهم يشكل لوبيات إلى محاولة الضغط على الرئيس من أجل التراجع وذلك بإقامة العديد من الوقفات إلا أن جميعها باء بالفشل خاصة وأن القرار كان مبنيا على دراسة معمقة وباستشارة كبيرة مع جميع المتدخلين في الموضوع، كما أن عملية المنع عرفت استحسانا من طرف المصطافين.
الجديدة.. لا إصلاح في الأفق
مرت أسابيع شهر يوليوز وظلت الجديدة تعيش على فراغات بيضاء حتى أنك تجد التشكي في كل الأمكنة، لدى التجار، أصحاب الشقق المعدة للاصطياف، علما بأن عتبة الكراء لم تتعد هذه السنة 300 درهم في شقق كان ثمن كرائها لا ينزل عن 600 درهم؟ وتبقى الميزة الأساسية التي عرفها شاطئ الجديدة خلال هذا الصيف هو رسم خريطة «ضعيفة» لشيء اسمه التنشيط الصيفي؟ إذ أصبح الشاطئ اليوم في حاجة ماسة إلى إصلاح جذري يعيد له بسمته ويصالح أبناءه معه، بعيدا عن تزليج وتبليط يكلف مالية المؤسسات الوطنية أموالا طائلة.
وقد تميز هذا الصيف بمحاربة احتلال الشاطئ من طرف أصحاب المظلات وتقسيمه إلى ثلاثة قطاعات.. إلا أن الجديدة التي كانت تمتلئ عن آخرها في الأسبوع الثاني من يوليوز ظلت إلى حدود الأسبوع الرابع منه دون زوار، إذ كان معتادا أن تمتلئ عن آخرها في الأسبوع الأخير منه مما يؤدي إلى ارتفاع أثمنة الكراء، بينما الفنادق المصنفة تكون الحجوزات إلى آخر شهر شتنبر، علما بأن الجديدة بدأت تسترجع بعضا من بريقها على مستوى السياحة الخارجية.
ويبقى مشكل الشقق المفروشة المهيأة لكل شيء، مشكلا أساسيا يسيء إلى سمعة المدينة أحيانا، مما يستوجب محاربة هذه الظاهرة والعمل على تنظيم سوق السياحة الشعبية. كما تبقى نقطة سلبية أخرى هي تدني خدمات النظافة حيث أضحت الأزبال تحتل كل الأمكنة بدءا من وسط المدينة وانتهاء بباقي الأحياء خاصة الجديدة منها، فيما الاحتلال المفرط للعديد من الأزقة والشوارع من طرف «شوايات السردين» بنصب خيام كبيرة، يعرقل حركة المرور ويمنع تحقيق الانسيابية المطلوبة إضافة إلى أن ما يسمى بإذاعة الشاطئ براها البعض بأنها مجرد افتراء ليس إلا، ذلك أن ما تم الالتزام به من طرف إحدى المؤسسات الكبرى بقي حبر على ورق خاصة فيما يخص صباغة جدران الشاطئ، كما أن مكبرات الصوت للجزء الأكبر منها معطل عن الاشتغال، وبالتالي تبقى كل الالتزامات ليس سوى كلام نهار يمحوه الليل.
ما يشبه الختم
تعيش شواطئ إقليم الجديدة إهمالا متعمدا، بل تبقى من أواخر اهتمامات المسؤولين، على اعتبار أنها لا تدخل في مجال التنمية المحلية، في الوقت الذي يسارعون فيه الزمن مع بداية كل صيف بطلاء لا يشبه إلا نفسه، وبتنشيط هاو، مما يؤكد أن الشواطئ مجرد كماليات تبتدئ صيفا وتنتهي صيفا. وفي انتظار الذي يأتي والذي لا يأتي تبقى روتوشات الصيف خارج أجندة مسؤولينا مع استثناءات قليلة.