صادق عليه مجلس الجهة ووفر له العقار الملائم : «تحفظ» وزير التعليم العالي بشأن مشروع إحداث نواة جامعية بخنيفرة يثير الاستياء

خلف «رفض» وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار القبول بمشروع إحداث نواة جامعية بخنيفرة استياء كبيرا وسط الراي العام المحلي، وبينما رأى بعض الفاعلين الجمعويين «أن الأمر لم يكن مفاجئا على خلفية ضعف عملية الدفاع عن المشروع على المستوى البرلماني والمركزي»، شدد آخرون على «أن الوقت قد حان لأن تلتئم عموم الأطياف والفعاليات للحد من حالة الإقصاء الني يعاني منها مطلب النواة الجامعية الذي عمَّر طويلا، ولم يعد قابلا للتأجيل، والتأكيد على أن أي تراجع عن إنشاء النواة الجامعية يشكل ضربا للعدالة المجالية ولانتظارات طلبة وطالبات الإقليم».
وقد عاد موضوع إحداث النواة الجامعية بخنيفرة ليطفو، من جديد، بعد مناقشته بمجلس جهة بني ملال – خنيفرة، خلال أشغال دورته العادية لشهر مارس 2022، والمصادقة، بشكل نهائي، على اتفاقية شراكة من أجل إنجاز النواة بكلفة مالية تبلغ 80 مليون درهم مع توفير العقار، تنفيذا لبنود عقد البرنامج بين الدولة والجهة من أجل تنفيذ المشاريع ذات الأولوية، في سياق برنامج التنمية الجهوية، غير أن متتبعي الموضوع بالإقليم فوجئوا، على هامش المناظرة الجهوية التي احتضنتها بني ملال، ب»تحفظ « وزير التعليم العالي، عن القبول بالمشروع ؟
ويذكر أن مقر عمالة خنيفرة، سبق له، صباح الأربعاء 16 فبراير المنصرم، أن احتضن لقاء تشاوريا في إطار التحضير للمناظرات الجهوية، والمخطط الوطني حول التعليم العالي والبحث العلمي، انكب خلاله المشاركون على مناقشة سبل تطوير مشروع النواة الجامعية بالإقليم وتوسيع قطبها، مقابل الانفتاح على المكونات المجتمعية المتدخلة في هذا الشأن، وحضر هذا اللقاء رئيس جامعة السلطان مولاي سليمان، البرلمانيون ورؤساء الجماعات الترابية وممثلو الإقليم بمجلس الجهة، ومنتخبون وخبراء وأكاديميون وجامعيون، علاوة على عدد من رؤساء المصالح الخارجية المعنية وفعاليات المجتمع المدني.
وافتتح اللقاء حينها بكلمة لعامل الإقليم، محمد فطاح، الذي أكد على «أهمية اللقاء» باعتباره «فرصة ثمينة للتعبير عن قناعة جماعية مترسخة بأن تنمية هذا الإقليم المتفرد رهينة أساسا بإحداث قطب جامعي متخصص في أفق خلق «اقتصاد البحث والمعرفة»، عبر إحداث معاهد ومؤسسات جامعية مختصة في مهن التنمية المستدامة واقتصاديات الجبل والتكنولوجيات الحديثة، وفي ميادين الدراسات والأبحاث في الثقافة الأمازيغية والموروث اللامادي، تكون الحاضنة الحقيقية لهذا الاقتصاد، والمحرك الأساسي لإنتاج الثروة وتحريك عجلة التنمية بما يراعي العدالة المجالية».
وتقدمت ممثلة الإقليم بمجلس الجهة، فاطمة جعفري، بعرض حول ما يتعلق بمشروع القطب الجامعي، مبرزة «حجم الرغبة بإحداث النواة الجامعية نظرا لما يزخر به الإقليم من مؤهلات سياحية واقتصادية، وباعتباره أيضا قطبا ذا خاصية من حيث تكملته للعرض الجامعي على مستوى الجهة، وكذا على مستوى تخصصه مستقبلا في مهن التنمية المستدامة واقتصاديات الجبل والتقنيات الحديثة»، مذكرة بما تمت مناقشته في الموضوع من خلال سلسلة من اللقاءات والاجتماعات والمشاورات، واقتناء العقار، باعتبار أن المشروع يعد «مطلبا مستعجلا».
وقد سبق لمقر الجماعة الحضرية لخنيفرة، أن احتضن، يوم الثلاثاء 25 يناير المنصرم، لقاءً لمناقشة وتدارس مشروع تصميم تهيئة خنيفرة، والمناطق المجاورة لها، والذي كان بمثابة لقاء تشاوري حول تنزيل المسطرة القانونية والعمرانية لإعداد هذه الوثيقة التعميرية في إطار المهام المشتركة مع الوكالة الحضرية، وتم تقديم مشروع تصميم التهيئة على أساس كونه يرمي إلى «وضع نظرة مجالية متكاملة تأخذ بعين الاعتبار كل الإكراهات والامكانيات، عبر تكوين أقطاب مركزية أو مركزيات»، والمتمثلة أساسا في «قطب جامعي عصري بشمال المدينة هدفه إضفاء هوية جامعية على المدينة».
وتتويجا لأشغال اللقاءات التشاورية، المنظمة من طرف جامعة السلطان مولاي سليمان، منذ شهر يناير 2022، احتضن مقر كلية العلوم والتقنيات ببني ملال، يوم السبت 12 مارس 2022، بحضور وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عبد اللطيف ميراوي، أشغال المناظرة الجهوية الأولى بجهة بني ملال خنيفرة، و التي تأتي في إطار المناظرات الجهوية المبرمجة لتفعيل المخطط الوطني لتسريع تحول منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار (PACTESRI 2030)، وحضرها كل من والي الجهة خطيب الهبيل، ورئيس مجلس الجهة، عادل بركات، ورئيس جامعة السلطان مولاي سليمان، نبيل حمينة، وعرفت تنظيم أربع موائد مستديرة تروم «تعزيز التعاون والبناء المشترك بين مختلف الفاعلين بخصوص التوجهات الاستراتيجية، وهي تكريس الإدماج الترابي والتنمية الجهوية المندمجة، الإدماج الاقتصادي، الادماج الاجتماعي ثم التميز الأكاديمي والعلمي».
ووفق بلاغ صحفي، من المنتظر أن يتم تضمين توصيات ومخرجات هذه المناظرة وباقي المناظرات الجهوية، المزمع عقدها بين 12 مارس و14 ماي 2022، ضمن تقرير عام شمولي سيشكل موضوع المناظرة الوطنية التي سيتم خلالها الإطلاق الفعلي للمخطط الوطني PACTE ESRI 2030، مشيرا إلى «أن المخطط يستند إلى منظومة متجانسة من القيم تتمحور حول الشفافية والأخلاقيات والتميز والقدرة على التأقلم من خلال التمكين والانصاف وتكافؤ الفرص بالإضافة الى الانفتاح…».
المناظرة التي تخللها التوقيع على عدة اتفاقيات وشراكات بين الجامعة ومجموعة من الفاعلين الجهويين، افتتحها الوزير بكلمة أكد فيها «أن هذه المناظرة تعد حصيلة لعدة لقاءات تشاورية تم عقدها مع القوى الحية بالجهة، من جماعات ترابية وفاعلين سوسيو- اقتصاديين وفعاليات المجتمع المدني، فضلا عن الجلسات التي تم تنظيمها مع الطلبة والأساتذة والأطر التقنية والإدارية»، مضيفا « أن الهدف المنشود من خلال المخطط الوطني لتسريع تحول منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، هو إرساء نموذج جامعي جديد يرتكز على أقطاب جامعية بمواصفات دولية توفر الإطار الملائم لتكوين كفاءات الغد وتنمية مهاراتهم وقدراتهم الإبداعية».
وأكد والي الجهة، من جهته ، على «أن مخرجات المناظرة وتوصياتها الجادة ستساهم، لا محالة، في إغناء النقاش الوطني المتعلق بالإطلاق الفعلي للمخطط الوطني لتسريع تحول منظومة التعليم العالي»، فيما شدد رئيس الجهة على «انخراط مجلس الجهة التام في تفعيل المخطط، وانفتاحه الدائم على مختلف المبادرات والاقتراحات التي من شأنها النهوض بقطاع التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار بالجهة، في استجابة لحاجيات وانتظارات ساكنتها»، أما رئيس الجامعة فشدد على دور الجامعة» كركن أساسي في بناء الدولة العصرية، وولوج مجتمع المعرفة بكل تحدياته المجتمعية»، لافتا إلى «أن المسؤولية لا تقع على عاتق الجامعة وحدها ، بل يتحملها أيضا شركاؤها».


الكاتب : أحمد بيضي

  

بتاريخ : 16/03/2022