صفحات مواقع التواصل الاجتماعي تفضح خروقات متواصلة لحالة الطوارئ الصحية

 

أعراس، عقيقات، حفلات أعياد ميلاد، واللائحة طويلة من مظاهر الاحتفال الجماعية، حيث تحضر الموسيقى والرقصات إلى جانب المأكولات والمشروبات، في فضاءات يؤثثها أشخاص من الجنسين ومن مختلف الأعمار من المحتفلين المتحلقين حولها، المنطلقين الذين تعانق ضحكاتهم السماء غير معنيين بأية حالة للطوارئ الصحية. إنها بعض مضامين محتويات منشورة على مجموعة من مواقع التواصل الاجتماعي من قبيل» الأنستغرام» و»التيك توك» وغيرهما، التي تبدو كما لو أن وقائعها مصوّرة وتعود إلى زمن غير الزمن ومكان غير المكان، ولا علاقة لها بأية إجراءات استثنائية مفروضة من طرف السلطات العمومية لمواجهة الجائحة الوبائية لفيروس كوفيد 19، بهدف محاولة الحدّ من انتشار العدوى بتبعاتها الصحية والاجتماعية والاقتصادية.
محتويات خلقت حالة من الغموض والاستفهام في أوساط العديد من المواطنين، الذين باتوا يعجزون عن فهم واستيعاب ما يقع، وهم يتابعون «تدابير نظرية» تشدد على منع التجمعات والحفلات الجماعية والمآتم والتظاهرات المختلفة، وتفرض قيودا على التنقل والتجول ليلا، ويقفون على واقع آخر مناقض ومختلف بشكل مطلق تفاصيله قادمة عبر «قطار التواصل الافتراضي»، التي تكشف عن حياة أخرى، كلها انطلاق وانشراح وسعادة وتخلص من أعباء و»قيود الحياة»، التي «تغلّ» أشخاصا آخرين، الذين يتعاملون معها بصبر ونضج ومسؤولية من أجل المصلحة العامة، على حساب الراحة النفسية وغيرها.
احتفالات صاخبة تمت وتتم في زمن الطوارئ الصحية، في كبريات المدن وعلى رأسها الدارالبيضاء المشمولة بعدد من التدابير والإجراءات الاحترازية، لم تتوقف ولم يتم منعها ولم يتم رصدها ولو بعد حين من أجل التأكيد على احترام القانون، تتواصل فصولها وتنتقل من داخل أسوار المنازل والفضاءات المختلفة إلى مواقع التواصل، مكرّسة للتمييز في ما بين المواطنين، مما يطرح أكثر من علامة استفهام حول الأسباب التي سمحت باستمرار هذا الوضع، الذي يشكل خطورة على السلامة الصحية للجميع، مقابل الوقوف بصرامة في مواجهة أخرى، من باب إحقاق العدالة والمساواة في احترام وتطبيق التدابير القانونية المنصوص عليها.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 19/04/2021