صوت الفلاح‮ ‬

يعيش القطاع الفلاحي‮ ‬في‮ ‬الوقت الراهن على الصعيد الوطني،‮ ‬على إيقاعات صفيح ساخن،‮ ‬بعد اندلاع شرارات الاحتجاجات المتوالية،‮ ‬بجميع وسائل التنديد المتاحة،‮ ‬من بلاغات،‮ ‬وقفات احتجاجية ومسيرات،‮ ‬من طرف العديد من الفلاحين وأرباب الآلات الفلاحية الخاصة بالحرث والحصاد وغيرها،‮ ‬بسبب ما تم اعتباره فوضى وعشوائية‮ ‬يعرفها القطاع الفلاحي‮ ‬بالمغرب،‮ ‬وعلاقة ذلك باختلالات بالجملة تتطلب وقفة تأمل لتصحيح المسار‮.‬
فبعد سنوات من المعاناة في‮ ‬صمت،‮ ‬ها هو الفلاح المغربي‮ ‬يكشف للرأي‮ ‬العام عن محنه ومعاناته مع التقلبات المناخية وتكرار سنوات الجفاف؛ معاناة زاد من حدتها ضعف المحصول مع ارتفاع كلفة الإنتاج وتقليص هامش الربح إلى الحد‮ ‬غير المسموح به،‮ ‬ضعف انضاف إليه‮ ‬ثقل المديونية وطغيان الاحتكار الممارس على الفلاح من طرف تجار المواد الفلاحية المعتمدة في‮ ‬الرفع من الإنتاج وجودته وعدم احترام الثمن المرجعي،‮ ‬من طرف المضاربين من الوسطاء وأرباب المطاحن،‮ ‬وبالإضافة إلى كل هذا وذاك،‮ ‬يتم إغراق السوق بشكل متعمد بالإنتاج الأجنبي‮ ‬المستورد،‮ ‬زيادة أيضا إلى عدم توفر الفلاح على البطاقة المهنية التي‮ ‬تخول له الولوج إلى الخدمات الاجتماعية الأساسية،‮ ‬وكذا الزاميته بالتوفر على رخصة السياقة من الصنف الكبير إن هو أراد سياقة معداته الفلاحية‮.‬
وأمام كل هذه المآسي‮ ‬وحرمانه لسنين عديدة من البنية التحتية والمرافق الاجتماعية الأساسية،‮ ‬وأمام ما‮ ‬يفتقر إليه العالم القروي‮ ‬من مرافق اجتماعية أساسية،‮ ‬وجد الفلاح المغربي‮ ‬نفسه اليوم مكبل اليدين من أجل توفير الحياة اللائقة له ولذويه،‮ ‬ومعها توفير أبسط متطلباته الضرورية؛ مما اضطر هذا الأخير إلى الخروج عن صمته معلنا نفسه مطالبا بالإنصاف والمصالحة كغيره،‮ ‬مع تصحيح المسار،‮ ‬وطي‮ ‬صفحة الماضي‮ ‬الأليم،‮ ‬وفتح صفحة تسودها العدالة الاجتماعية والمساواة في‮ ‬الحقوق والواجبات حفاظا على الاستقرار مع تكافؤ الفرص لبناء وطن‮ ‬يتسع للجميع ويستفيد من خيراته الجميع بدون تمييز أو إقصاء‮.‬


الكاتب : التهامي غباري

  

بتاريخ : 13/04/2021