يتابع ثلاثة أفواج من التلميذات الضابطات حاليا دراستهن في الأكاديمية الملكية العسكرية لمكناس. ومنذ 2019، تاريخ إطلاق الفوج الأول، جرت مياه كثيرة تحت الجسر، وباتت حضور المرأة جزءا لا يتجزأ من هذه المؤسسة.
لا تخفي تلميذات الفوج الأول فخرهن بالانتماء منذ السنة المقبلة، إلى أول تجريدة من خريجات الأكاديمية بعد أربع سنوات من التكوين المتين وعالي الجودة، نظريا وتطبيقيا، بإشراف من مؤطرين رفيعي المستوى.
خلال هذه السنوات، أبانت ضابطات المستقبل، إلى جانب زملائهن الذكور، عن خصال الحزم والانضباط والصرامة أمام مختلف الاختبارات، وهن يعملن دون كلل من أجل تقديم المثال للفتيات الراغبات في الالتحاق بالأكاديمية الملكية العسكرية خدمة للوطن.
الرياضة، التعليم العالي والتكوين العسكري..ثلاثة عناصر ذات أهمية بالغة تشكل عصب التكوين بالنسبة لضابطات المستقبل في القوات المسلحة الملكية.
تبدي إكرام بن المختار، التلميذة الضابطة، اعتزازها بالانضمام الى هذه المؤسسة والانتماء الى الفوج الأول من الخريجات. تقول لوكالة المغرب العربي للأنباء “أنا فخورة بأن أكون ضمن الفتيات المقبولات سنة 2019 على أساس الاستحقاق. لقد مررت بنفس سلسلة انتقاء المرشحين الذكور واجتزت نفس الاختبارات البدنية والنفسية والذهنية” منوهة بهذه الخطوة المجددة التي تنحو الى ادماج العنصر النسوي في أفواج المؤسسة.
داخل أحد مختبرات الأكاديمية، تعكف إكرام على إعداد مشروعها لنهاية الدراسة من أجل إنجاز جهاز “درون” مجهز بنظام جي.بي.إس وكاميرا استكشاف تعمل بالذكاء الصناعي. تقول إنها شغوفة بالمضي الى الأمام من أجل الاضطلاع، بروح المسؤولية والاحترافية، بجميع المهام الموكولة اليها مستقبلا خلال عملها داخل القوات المسلحة الملكية.
هو شعور تتقاسمه التلميذة الضابطة سكينة، التي أعربت عن اعتزازها بالانتماء الى الفوج الأول من الضابطات بالأكاديمية. تبدو متحمسة لأنها ” في نهاية أربع سنوات، سأحصل على دبلوم متخصص يمكنني من القيام بجميع المهام الموكولة إلي على الجبهة أو في أي مكان آخر”.
إنه عزم ومثابرة يعتبران نموذجا يحتذى بالنسبة لتلميذات الأفواج الموالية التي فتحت أمامهن إكرام وسكينة الطريق من أجل تحقيق حلم الالتحاق بالأكاديمية الملكية العسكرية، وإبراز أنهن لسن أقل أهلية من الذكور من حيث الصرامة والانضباط والكفاءة العلمية والذهنية وكذا القدرة على التحمل.
بذات النبرة، تبدي التلميذة الضابطة في السنة الثانية، إكرام الصوفي، التي شاركت في تمرين إعدادي لدورة تدريبية في التحليق بالمظلات، امتنانها للأكاديمية العسكرية التي تعد فيها إجازة في اللغة والأدب الانجليزي مع تطوير لياقتها البدنية من خلال ممارسة عدة رياضات، وخصوصا السباحة وألعاب القوى والفروسية.
فضلا عن ذلك، فإن إكرام، مثل زميلاتها اللواتي يتابعن تكوينهن بالأكاديمية، باتت معتدة بالأدوات الضرورية والكفاءات الرئيسة في مجال التكوين العسكري المعزز بتدريبات تكتيكية وخرجات دورية ميدانية.
كل يوم، تلتحق ضابطات المستقبل، بعد مراسيم تحية العلم الوطني، بقاعات الدرس وملاعب الرياضة والتدريب، تحذوهن إرادة صلبة ليكن في مستوى الثقة.
بعد التخرج، سيتم الحاق الضابطات، في ختام استكمال تكوينهن بمختلف وحدات القوات المسلحة الملكية، من أجل تحمل مسؤوليات ميدانية على غرار زملائهن.
ضابطات الأكاديمية الملكية: المستقبل في خدمة الوطن
الكاتب : سعيد اليوسي
بتاريخ : 08/03/2022